الأحد 2024-12-15 04:08 ص
 

موسوي: الأردن عامل أساسي بحل أزمات المنطقة

11:36 م

الوكيل - أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في إيران امير موسوي، أن 'الأردن بحكمته واعتداله السياسي، يستطيع ان يكون عاملا أساسيا في حل الأزمات بالمنطقة، وعاملا في ترطيب الأجواء بين أطراف عربية واسلامية'.اضافة اعلان


وأكد موسوي أهمية التعاضد العربي والإسلامي ضد التطرف وإبعاد الفتن والتشدد في المرحلة الحالية ليستفيد الجميع في المنطقة.

وأوضح أن إيران ترغب بقوة في مد الجسور مع السعودية أيضا، لأن 'هذا عامل لجلب الاستقرار إلى المنطقة، وحلحلة الكثير من الملفات'.

ورأى موسوي في حوار خاص مع 'الغد' أول من أمس، اجري خلال مرافقته لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أثناء زيارته لعمان، أن الأردن 'تمكن من ضبط حدوده مع سورية'، بدليل ان 'الوضع في الجنوب السوري، يختلف عنه في شماله'، متسائلا 'لو ان هذه الحدود غير مضبوطة، لكنا رأينا سيطرة للجماعات المتطرفة في جنوب سورية، كما في الشمال'.

واعتبر أن استضافة الأردن للاجئين السوريين، وما يلقونه من اهتمام وعناية 'عمل إنساني رائع'، مؤكدا استعداد ايران للتعاون مع الاردن لتخفيف الاعباء، بشأن اللاجئين السوريين، عن طريق الحكومة والهلال الأحمر.

ولفت إلى أن العلاقات الايرانية الأردنية 'شابها فتور سابقا، لكن هناك ارادة جديدة من طهران وعمان لتطويرها، والاستفادة من امكانات الدولتين'.

وتمنى حصول 'قفزة في العلاقات لخدمة الشعبين وشعوب المنطقة'، منوها الى وجود 'تحديات خطرة، تواجه البلدين اليوم، اهمها 'سعي اسرائيل لكسب اكثر امتيازات ممكنة من الفلسطينيين ومن جيران الأراضي المحتلة'.

وفي الجانب الاقتصادي، لفت الى أن ايران تمتلك امكانات كثيرة يمكن أن تضعها في خدمة الشعب والحكومة الأردنيين، من صناعات استراتيجية وطاقة، ونفط وغاز.

وقال موسوي ان 'ايران قد تقدم النفط للاردن عن طريق نظام التبادل، بمعنى ان يعطي العراق نفطا للأردن، وايران بدورها تعطي العراق، وهذا يوفر التكاليف في النقل، ويضمن سريان هذا التعاون لفترة طويلة'.

كما اشار الى ان ايران 'قد تستفيد من التبادل السياحي مع الاردن'، موضحا ان الايرانيين يرغبون بزيارة المواقع السياحية والأثرية الأردنية كمدينة البترا، وليس فقط المواقع الدينية.

وبين موسوي انه 'من الممكن ان يأتي للأردن سنويا 500 الف الى مليون سائح ايراني'.

وأشاد بموافقة الأردن على السفير الايراني الجديد الذي كانت ايران رشحته ليمثلها في المملكة، وكذلك ترشيح الأردن سفيرا لها في طهران قريبا، معتبرا ذلك دليلا على رغبة الطرفين بتوسيع العلاقات وتعميقها.

وحول حضور ايران لمؤتمر جنيف 2 المقبل، أكد موسوي انها 'ستشارك اذا وجهت لها دعوة رسمية'، واصفا دعوة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي قبل ايام بباريس، حضور ايران بشرط الموافقة على بيان جنيف 1، بـ 'المزاودة السياسية'.

وقال موسوي إن 'كيري يريد ازاحة الثقل عن كاهله، لأنه يعرف أن عدم دعوة إيران للحضور، يعني فشلا مبدئيا للمؤتمر، لأن الحاضرين ليس لديهم القدرة على مساعدة الشعب السوري'.

وبخصوص علاقات إيران مع الدول العربية، اعتبر ان نوعا ما 'من التغيير الهادئ، بدأ يطرأ على مواقف بعض الدول، ازاء سورية والعراق'، لافتا الى وجود 'محاولات ترطيب اجواء بعض الدول تجاه اطراف كانت متشددة معها في الاعوام الماضية'.

كما توقع بان تشهد الساحة العربية والاقليمية، تغييرات مهمة 'تطرأ بعد العشرين من الشهر الحالي، تاريخ بدء ايران بتنفيذ الاتفاق النووي، وكذلك بعد الثاني والعشرين من الشهر الحالي حيث مؤتمر جنيف2، وفيما يخص الاصطفافات في المنطقة'.

وعبر موسوي عن عدم تفاؤله بنجاح مؤتمر جنيف2، متهما 'اطرافا من المعارضة في الخارج بالذهاب لافشال المؤتمر، بوضعهم شروطا تعجيزية وغير ديمقراطية للمشاركة'.

وقال موسوي 'نحن الآن ننشد حلا ديمقراطيا في سورية، يكون الدور الأساس فيه للشعب السوري، ولكن بعض المعارضة السورية الخارجية، تريد فرض حكم انقلابي، بعزل اشخاص معينين وتنصيب آخرين'.

ولفت إلى انه لإنجاح المؤتمر بتحقيق 'خدمة للشعب السوري، لا بد أن يعمل على أمرين، هما: وقف الأطراف كافة لاطلاق النار، وتمهيد الأرضية لممارسة الشعب حقه في انتخاب قيادته الجديدة'.

وفيما اذا كان يعتقد بان ايران تؤيد عودة ترشح الرئيس السوري بشار الأسد، قال 'نعم.. فهو كمواطن من حقه الترشح، وربما يفوز، ولديه قاعدة شعبية كبيرة ومؤيدون. لا احد يمنع من الترشح، الكل له الحق بالترشح، أكان معارضا ام من النظام، والشعب السوري هو من يقرر رئيسه'.

وعن رؤيته بعد المؤتمر في حال نجاحه، قال' لا بد ان يكون هناك استفتاء على النظام الذي يريده الشعب السوري يشارك فيه من في الداخل والخارج، وما اذا كان الشعب يريد نظاما ديمقراطيا ام اسلاميا ام علمانيا؟'.

واعتبر انه خلال ثلاثة اشهر، بعيد جنيف، من الممكن حدوث ذلك، مبلورا نجاح هذا الامر في حال 'ايقاف اطلاق النار والتوافق على مرحلة انتقالية محددة بمشاركة المعارضة والحكومة الحاليين، وتشكيل حكومة مؤقتة، تشرف على عمليات التحول السياسي في سورية وكتابة الدستور، وهذه الحكومة واجبها ترتيب الأرضية لبدء الاستفتاء بمراحله المنطقية، واختيار نوع نظام الحكم ثم كتابة الدستور، فانتخابات برلمانية ثم رئاسية'.

وأكد موسوي ما صرح به مسؤولون ايرانيون، من ان بلاده 'اذا دعيت بصورة رسمية الى جنيف 2 فستحضر'، مبينا أن هذا الأمر 'قد يحسم غدا، فهناك اجتماع ثلاثي مهم بين وزراء خارجية روسيا وايران وسورية في موسكو'، وسينقل 'لافروف الصورة، باعتباره المحور الأساس مع اميركا في ذلك'.

وحول شرط توجيه الدعوة لايران، وهو 'القبول ببيان جنيف 1'، اعتبر ان مفاهيم هذا البيان 'لم يتفق عليها بين الأطراف الأساسية، بخاصة روسيا واميركا، فكيف تقبله ايران'.

وأوضح ان ما هو غير متفق عليه 'نقل الصلاحيات ومصير الرئيس'، مبينا أن 'اميركا تقول لا دور للرئيس الأسد، بينما لافروف يقول لم نتفق على هذا'.

وأشار الى ان الدول المعنية عليها 'مساعدة المعارضة والنظام السوريين على الاتفاق في المؤتمر'، لافتا الى أن 'ايران تستفيد من اوراقها، وروسيا، كذلك اميركا والعرب والغرب، ويجب ان نمهد لمثل هذا الاتفاق (...) فالأطراف الدولية والاقليمية، عليها ان تكون عوامل مساعدة، لا ان تفرض حلا وتتدخل'.

وحول الاتهامات القائلة بتدخل ايراني في سورية، رفض موسوي ذلك، معتبرا انه 'لو تدخلت ايران، لحسمت الأمر منذ زمن برأيي'.

وقال 'هناك اتفاقية استراتيجية بين دمشق وايران للوقوف امام المخططات الصهيونية والأميركية في المنطقة، لكن ايران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول'.

وأكد موسوي أن بلاده 'تدعم الحكومة السورية اقتصاديا فقط، وتقدم المؤن والتجهيزات الطبية، وهي الدولة الوحيدة التي تقف مع الشعب السوري في الداخل، فالعرب والغرب قاطعوا وحاصروا الشعب السوري وحكومته'.

وبخصوص تدخل حزب الله المعلن في سورية، قال إنه 'تدخل للدفاع عن وجوده، لأنه تعرض لخطر الارهابيين، وهدد رسميا منذ اضطرابات درعا قبل 3 اعوام، واحرق علمه، فأمنه ووجوده مهددان'.

من جانب آخر، وحول اهمية الاتفاق النووي الايراني الغربي، قال انه 'حسن الأجواء بين ايران والغرب، وسحب فتيل الحرب (...) ولأول مرة في التاريخ المعاصر، فرضت ايران كدولة اسلامية، رؤية جديدة في الحوار بين الدول الكبرى والمستقلة، وهذا نجاح للدبلوماسية الايرانية، وفوز للرؤية الاسلامية التي شوهها التكفيريون، للأسف الشديد'.

وبين ان ايران تنازلت عن بعض الكماليات في برنامجها النووي، لكن 'ثبتت على أسس البرنامج، واستمرت بالأنشطة النووية كلها'، فـ 'المؤسسات مفتوحة، لم يتوقف اي نشاط في المجال النووي، ولن نوقف التخصيب، لكننا لا نحتاج الى 20 % الآن'، واصفا الاتفاق بـ'انتصار دبلوماسي كبير فالجميع خرجوا رابحين'.

ورفض موسوي ما يشاع بأن ايران تريد الهيمنة على المنطقة، معتبرا ان ما تريده بلاده فعليا هو 'رفض الهيمنة الغربية على المنطقة'، مبينا ان 'لدى ايران مصلحة في المنطقة، وكذلك الدول الأخرى، ولكن بالتفاعل والحوار من الممكن ابرام اتفاقيات'.

وختم موسوي قائلا 'ايران تمد يدها للحوار والتفاهم، وقد طرحت محور المصالح المشتركة مع الغرب في اتفاقها، ولم تطرح محور المواقف'. وأكد ان بلاده 'لو تباحثت بناء على المواقف، لما كان هناك تفاهم، لذا تركنا المواقف ووضعناها جانبا لنرى المصالح. ايران لم تفرض مبادئها على الطرف الآخر، ولا هم فعلوا ذلك، والتفاهم مع الغرب تم برغم وقوف ايران الى جانب حزب الله والمقاومة في فلسطين بقوة وعلنا'.

وختم متسائلا 'اذا استطعنا التفاهم مع هذه الدول واميركا حول المصالح المشتركة، الا يمكن لايران ان تتفاهم مع الدول العربية؟'.


الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة