بقلم الاعلامي هاني البدري
في المعاناة اليومية التي أعيشها جراء متابعة قَسرية لمسلسل عادل امام الجديد ولعله الأخير, بسبب رغبة الصغار, صفعني تصريحٌ لعادل امام نفسُه معقباً على عملية سيناء الأخير, بأن أي ربط بين ما جرى في رفح ومسلسله 'ناجي عطاالله' هو ضرب من (الهَبل).
ساعدني عادل أن التقط المشهد برُمته.. فهو بالفعل (هَبلٌ) ذلك الذي يجعل من فرقة ناجي عطاالله مسلسلاً للمشاهدة والتأثر والمتابعة والتفاعل الجماهيري, أنه صندوق العجب المصري بنكهة عادل امام التي لا ترقى للتعامل معها على اساس دراما رمضانية تستحق ان تحتل مكاناُ على خارطة البث في أي قناة تلفزيونية.
عجينة سحرية لا تحظى بطعم أو لون أو حتى رائحة ,اللهم ما عدا اجترارنا القسري أيضاً لنكات إمام التاريخية وقفشاته وبعضاً من لغته الجسدية التي تعرفنا عليها أول مره قبل 30 عاماً في مدرسة المشاغبين.
يستحق مسلسل فرقة ناجي عطاالله .. العرض الكرتوني المتواضع أن يدخل أي موسوعة كانت لأسوأ الأرقام القياسية’ فقد حظي بأول معادلة إنتاجية غير مسبوقة يحصل فيها بطل المسلسل على ثمانين بالمئة من ميزانية العمل بكامله, ولمن لا يعرف , أنها فقط 35 مليون جنيه.
هو أسوأ أداء درامي لكاتب محترم حتى أثبت سقوطه ,يوسف معاطي, وكذا أداء ممثلين شباب كانوا رائعين في أعمال تلفزيونية وسينمائية سابقة ومنهم محمد نجل إمام نفسه الذي أبدع في عمارة يعقوبيان ثم سقط مع ناجي عطالله في بئر (الهبل).
هو أسوأ تدابير انتاجية غير مسبوقة, حيث أهالي غزة يتحدثون اللهجة اللبنانية والعراقيون يعتمرون الكوفيات الأردنية, وحين تتسوق السيدة فستاناً في بغداد فيكون ثوباً فلسطينياً ,أم لوحات سيارات غزة فهي لبنانية ..أهناك (هبل) أكبر من هذا..!!
هو أضعف أعمال إمام تاريخياً على كثرة أعماله الضعيفة مؤخراً, وهو الذي أنتقد (المط) والتطويل في المسلسلات, لكنه مارس ذات الخلطة الكريهة لأعمال رمضان , وهو بالمناسبة أسوأ طرح للقضية الفلسطينية والصراع في تاريخ المعالجات الدرامية المصرية لها وان تعددت الأعمال الركيكة بذلك.
هو أضعف رؤية إخراجية لنجل إمام الثاني الذي أفتقد خيال المخرج في خضم أنشغاله بصورة الأب, وتحت وطأة هواجس النجاح الطاغي برغم تدني المستوى لاستكمال الصفقة العائلية الضخمة.كبر حجم من السلوكيات والإنتهاكات لكل ما يتصل بالشهر الفضيل وقدس
هو أكثر طروحات التطبيع ركاكةً وأسوأ رؤية للعزيمة الوطنية للعرب في سعيهم لاسترداد كرامتهم وثرواتهم المنهوبة, وفيه من ثقل الظل والاستهبال ما يتوجه على قائمة أسوأ ثلاثة اعمال درامية في تاريخ التلفزيون.
اما ما زاد وغطى على كل تلك الأرقام فقد تمثل في مساحات الوهم الذي باعه ناجي عطا الله على ملايين المشاهدين الذين ربما سيكون هذا آخر عهدهم بعادل امام .. انه وهمُ قدراتنا الكامنة على قهر اسرائيل بطريقة رأفت الهجان وحرب الجواسيس والصعود الى الهاوية والصفعة.
إنها بالفعل صفعة.. أن يتم عرض قدراتنا في التفوق على اسرائيل بهذه البساطة بكل قدراتها الامنية والاستخباراتية والاقتصادية لنجد أنفسنا أمام فيلم كرتوني يعرض لغباء أجهزة الأمن الاسرائيلية ..أرجوكم لا تنسوا الاسرائيليين الثمانية الذي عاد ناجي الى اسرائيل فاختطفهم ورماهم في خلفية سيارته وخرج..
صفعة أن نرى عادل يُعرب افلاما عالمية مثل المهمة المستحيلة أو الساموراي السبعة أو غيرها ليقدمها برؤيته القاصرة وبعروض همها فقط اللعب على مشاعر الناس بإستغباء الإسرائيليين واستهبالهم ..
أمس وفي أحدى الوقفات الإعلانية الطويلة خلال المسلسل..ظهر إعلان لمؤسسة زويل يقول .. هل تعرف أن الناتج القومي لإسرائيل 210 مليار دولار سنوياً, وهل تعرف أنها تخصص 4.2 % من هذا الناتج للبحث العلمي وهي أعلى نسبة ميزانية للبحث العلمي بالعالم ..وأنها بذلك تصرف على البحث العلمي أكثر من 20 ضعف ماتصرفه الدول العربية مجتمعة؟!
شعرت بالخجل الشديد من هذا (الهبل) الذي علي أن أتوقف عنه حتى وإن خالفت رغبة أبنائي الذين وجدوا في عصابة ناجي عطاالله حكاية كرتونية ممتعة على غرار غريندايز..نفسنا أنفلب
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو