تختلط الأوراق في الجنوب الغربي السوري، الذي يشهد حالة من الهدوء التزاما بـ'اتفاق عمان'، والذي دخل حيز التنفيذ يوم الاحد الماضي، في مناطق متداخلة ومتشابكة في خطوط تماسها على الارض، بين فصائل المعارضة من جهة والجيش السوري والمليشيات المذهبية الموالية له من جهة ثانية، فيما الضبابية والتمويه هي الثابت الوحيد بالنسبة للتحركات العسكرية من جانب المليشيات المذهبية الموالية له، والتي لم تتوقف منذ بداية الهدنة.
فيما شوهدت ليلة الاربعاء ارتال المليشيات المذهبية تنسحب من خطوط تماس الجبهات التي لا تبعد عن الحدود الأردنية أكثر من 40 كلم، التزاما بشروط 'اتفاق عمان'، وتعيد انتشارها في مناطق ابعد يسيطر عليها الجيش السوري، أكد سكان في درعا عبر اتصالات هاتفية لـ'الغد' مشاهدتهم لحافلات تحمل شبانا بلباس مدني يدخلون إلى المراكز التي اخلتها كوادر المليشيات الشيعية.
وتضمن 'اتفاق عمان' والذي لم يعلن عن تفاصيله بشكل رسمي، ابتعاد المليشيات المذهبية عن الحدود الأردنية أكثر من 40 كلم، وفقا لما قاله مصدر لـ'الغد'.
ورجح هؤلاء السكان الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم أن تكون هذه المليشيات تقوم بعمليات تمويه وتضليل، مشيرين إلى أن ارتال الدبابات والعربات العسكرية التابعة للمليشيات المذهبية التي شاهدوها تنسحب من مناطق التماس ليل الاربعاء، هي جزء بسيط من المعدات العسكرية التي ما تزال تتموضع في هذه الاماكن.
وفيما تواترت اخبار عن بدء روسيا انشاء قاعدة عسكرية في درعا قريبا من اوتوستراد درعا دمشق، بالتزامن مع انباء غير مؤكدة عن بدء الولايات المتحدة الأميركية انشاء قاعدتين عسكريتين في درعا، نشر الروس افرادا يحملون اعلاما روسية على حواجز جنود النظام السوري، في الجنوب السوري.
وعبر السكان عن اعتقادهم بأن هؤلاء الافراد الذين ينتشرون في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، هم مراقبون لوقف اطلاق النار من الجانب الروسي، مشيرين إلى انهم يلبسون لباسا مدنيا.
ودخل اتفاق أردني - أميركي - روسي لوقف إطلاق النار جنوب غربي سورية(اتفاق عمان) حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، وشمل ثلاث محافظات، هي: السويداء ودرعا والقنيطرة، فضلا عن الأراضي المحتلة في الجولان السوري، وفلسطين، والتي تضم أطرافا متصارعة هي: قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية 'الجبهة الجنوبية'.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أعلن، الجمعة الماضي عن التوصل إلى الاتفاق بين عمان وواشنطن وموسكو.
في الاثناء دارت اشتباكات عنيفة صباح أمس الخميس في البادية السورية، بين فصيلي المعارضة جيش اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو من جهة والجيش السوري والمليشيات المذهبية الموالية له من جهة ثانية، دون أي تغييرات عسكرية ملموسة على الارض لصالح الطرفين، خاصة وان الجيش السوري ومليشياته كانا قد سيطرا في هجوم مباغت ومسنود بالطيران الروسي يوم الاثنين الماضي على مناطق خالية عديدة في البادية كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة.
ويتواجد في البادية السورية 5 فصائل معارضة هي اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو وجيش مغاوير الثورة وشهداء القريتين وجيش احرار العشائر.
وقد دفعت هذه الظروف الجيش السوري إلى الدفع بقوات جديدة لتعزيز قدراته في مواجهة هذين الفصيلين، الذي يلقى منهما مقاومة عنيفة، مما اضطره إلى استدعاء الفيلق الخامس من الجيش السوري والذي كان قد اخلى للتو مواقعه على خطوط تماس الجبهات في الجنوب الغربي السوري.
وتضاربت الانباء حول مجريات العمليات العسكرية في البادية ففيما تؤكد 'المعارضة' لـ'الغد' على لسان مدير المكتب الإعلامي لجيش اسود الشرقية سعد الحاج أن قوات 'المعارضة' تمكنت يوم أمس من تدمير مقر القيادة والاتصالات التابع للنظام السوري، بين منطقتي أم رمم وخربة سيس في البادية، والذي تم استهدافه براجمات صواريخ الغراد، أكدت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن الجيش السوري يواصل عملياته في عمق البادية السورية ويتقدم 21 كم'.
وأضافت هذه الوسائل الإعلامية أن 'الجيش يتقدم انطلاقا من مواقعه في نقطة المخفر الفرنسي في منطقة الزلف في ريف دمشق الجنوبي الشرقي باتجاه الشرق، وصولا إلى 'جبل الجرين'.
وأكدت انه 'اصبح يسيطر على مساحة تقدر بـ 200 كم مربع إثر اشتباكات مع المجموعات المسلحة والتي أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم'.
فيما أعلن جيش اسود الشرقية عن مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله على يد أبطال الجيش الحر في البادية السورية وهم :
صالح محمد الهق من مدينة الهرمل، واحمد حسين صبرا من بلدة تول، ومهدي سليمان يونس من بلدة بريتال وجميعها في لبنان.
من جهته قال عضو المكتب الإعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو السيد سعيد سيف لـ'الغد' ان 'الاشتباكات التي تدور في منطقة محروثة عنيفة جدا ولم تهدأ، وقد تم استهدافها بصواريخ غراد، حيث تمكنت المعارضة من تدمير دبابة بصاروخ موجه بالاضافة إلى قتل عدد من افراد المليشيات المذهبية المهاجمة'.
بيد ان سعيد أكد أن' النظام السوري ومليشياته اصبحا لا يبعدان عن معبر التنف الحدودي بين سورية والعراق قرب الحدود الأردنية، أكثر من 40 كلم خاصة من الجهة الغربية وهي منطقة بير البويب'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو