اتفهم جيدا غضب المواطنون على قرارات حكومية ساهمت برفع الاسعار ، او ينتقدوا ضعف الرقابة البرلمانية على السلطة التنفيذية ، او ينتقدوا سلوك بعض النواب المخالف للقوانين والانظمة والاعراف ، اما ان يستهزئوا بأمين عمان الجديد لانه قام بمبادرة ميدانية وهو يرتدي زي عمال الوطن «برتقالي اللون» فهذا امر عجيب .
امر مؤسف ما يحصل من قبل بعض الاصوات التي ظهرت في صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، تعليقات باستهزاء على لباس الامين اثناء جولته في وسط البلد ، وقبله لم يسلم رئيس بلدية سحاب هو الاخر من النقد والاستهزاء , عندما باشر في اليوم الاول لعمله بتنظيف شوارع البلدية التي يرأسها على مرأى ومشهد ومسمع من المواطنين هناك .
سلوك البعض في مواصلة النقد لمجرد النقد يشكل حالة عبثية في المجتمع ، تنامت مع تزايد التواصل الاجتماعي بمختلف اشكاله ، فالكثير من المواطنين وجدوا في صفحات التواصل فرصة للانتقام اكثر منها فرصة للنصيحة او لتقديم النقد البناء المستند اساسا على المعلومة الصحيحة .
ما يعيب المسؤول شيء ان نزل الى الشارع، والتقى بالمواطنين ، وتعرف على مشاكلهم مباشرة ، واستمع لاحتياجاتهم وشكواهم ، والتقرب اكثر واكثر اليهم ، فالاساس ان الموظف العام هو خادم للشعب ، والوظيفة تكليف لا تشريف ، وهيبة المسؤول لا تكون من وراء مكتبه الفاخر بقدر اتصاله مع المواطنين والمساهمة في حل قضاياهم ومشاركتهم في القرار.
قد يدفع المسؤول ـ حرصه على العمل الميداني ـ ثمن من سبقوه وتقاعسوا عن الخدمة العامة التي مارسها بعضهم من وراء حجاب ، ممن افقدوا ثقة الشارع بالمسؤول وتوجهاته.
العمل الميداني مسالة هامة وشاقة لعدة اسباب ، فهي بحاجة اولا لسعة صدر من المسؤول للاستماع لكافة الطلبات والقضايات المنطقية في بعض الاحيان ، وغير العقلانية في بعض الاحيان .
العمل الميداني بحاجة الى حالة نفسية عالية عند المسؤول الذي ينوي بهذا العمل ، أن يضع نفسه في تحد كبير نحو تنفيذ تلك المطالب والمقترحات وتحويلها الى حقيقة واقعية ، او تبويبها حسب الامكانات المالية لتلك المؤسسة .
كل ما يحتاج اليه المسؤول هو ان نعطيه فرصة ليثبت وجوده وحسن أدائه قبل ان ننتقده ، والنقد لا يكون لشخصه بقدر ما يكون لعمله ، فالجميع ابناء وطن ، ولا يجوز التعرض الشخصي لهم بحجة النقد ، فهذا ليس نقدا بقدر ما هو تعرض شخصي وايذاء لسمعة المسؤول.
لنعط ِ اي شخص يتولى المنصب العام الفرصة الكافية في عمله حتى يتسنى له العمل والانجاز دون اية ضغوطات اوتخوفات ، وان تكون الرقابة عليه فاعلة وبناءة ، وتساعده في ازالة المعيقات التي تحول دون تحقيق العدالة ، اما أولئك الذين يستخدمون صفحات التواصل الاجتماعي للشائعات والنقد الهدام ، فالافضل لهم ان يختفوا من المشهد ، ويعودوا الى رشدهم، وينتقلوا الى العمل البناء في النقد والمساعدة في الانجاز.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو