السبت 2024-12-14 12:45 م
 

نقد لأجل النقد !

06:57 ص

اتفهم جيدا غضب المواطنون على قرارات حكومية ساهمت برفع الاسعار ، او ينتقدوا ضعف الرقابة البرلمانية على السلطة التنفيذية ، او ينتقدوا سلوك بعض النواب المخالف للقوانين والانظمة والاعراف ، اما ان يستهزئوا بأمين عمان الجديد لانه قام بمبادرة ميدانية وهو يرتدي زي عمال الوطن «برتقالي اللون» فهذا امر عجيب .اضافة اعلان

امر مؤسف ما يحصل من قبل بعض الاصوات التي ظهرت في صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، تعليقات باستهزاء على لباس الامين اثناء جولته في وسط البلد ، وقبله لم يسلم رئيس بلدية سحاب هو الاخر من النقد والاستهزاء , عندما باشر في اليوم الاول لعمله بتنظيف شوارع البلدية التي يرأسها على مرأى ومشهد ومسمع من المواطنين هناك .
سلوك البعض في مواصلة النقد لمجرد النقد يشكل حالة عبثية في المجتمع ، تنامت مع تزايد التواصل الاجتماعي بمختلف اشكاله ، فالكثير من المواطنين وجدوا في صفحات التواصل فرصة للانتقام اكثر منها فرصة للنصيحة او لتقديم النقد البناء المستند اساسا على المعلومة الصحيحة .
ما يعيب المسؤول شيء ان نزل الى الشارع، والتقى بالمواطنين ، وتعرف على مشاكلهم مباشرة ، واستمع لاحتياجاتهم وشكواهم ، والتقرب اكثر واكثر اليهم ، فالاساس ان الموظف العام هو خادم للشعب ، والوظيفة تكليف لا تشريف ، وهيبة المسؤول لا تكون من وراء مكتبه الفاخر بقدر اتصاله مع المواطنين والمساهمة في حل قضاياهم ومشاركتهم في القرار.
قد يدفع المسؤول ـ حرصه على العمل الميداني ـ ثمن من سبقوه وتقاعسوا عن الخدمة العامة التي مارسها بعضهم من وراء حجاب ، ممن افقدوا ثقة الشارع بالمسؤول وتوجهاته.
العمل الميداني مسالة هامة وشاقة لعدة اسباب ، فهي بحاجة اولا لسعة صدر من المسؤول للاستماع لكافة الطلبات والقضايات المنطقية في بعض الاحيان ، وغير العقلانية في بعض الاحيان .
العمل الميداني بحاجة الى حالة نفسية عالية عند المسؤول الذي ينوي بهذا العمل ، أن يضع نفسه في تحد كبير نحو تنفيذ تلك المطالب والمقترحات وتحويلها الى حقيقة واقعية ، او تبويبها حسب الامكانات المالية لتلك المؤسسة .
كل ما يحتاج اليه المسؤول هو ان نعطيه فرصة ليثبت وجوده وحسن أدائه قبل ان ننتقده ، والنقد لا يكون لشخصه بقدر ما يكون لعمله ، فالجميع ابناء وطن ، ولا يجوز التعرض الشخصي لهم بحجة النقد ، فهذا ليس نقدا بقدر ما هو تعرض شخصي وايذاء لسمعة المسؤول.
لنعط ِ اي شخص يتولى المنصب العام الفرصة الكافية في عمله حتى يتسنى له العمل والانجاز دون اية ضغوطات اوتخوفات ، وان تكون الرقابة عليه فاعلة وبناءة ، وتساعده في ازالة المعيقات التي تحول دون تحقيق العدالة ، اما أولئك الذين يستخدمون صفحات التواصل الاجتماعي للشائعات والنقد الهدام ، فالافضل لهم ان يختفوا من المشهد ، ويعودوا الى رشدهم، وينتقلوا الى العمل البناء في النقد والمساعدة في الانجاز.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة