الأحد 2024-12-15 02:57 م
 

نهارنا أبيض

07:46 ص

في ليلة انتظار الثلج، كان الدكتور هاني الملقي رئيس الوزراء يتحدث للتلفزيون الاردني، والصراحة انني «استمتعتُ» بما قدمه الرئيس من «طمأنينة» للشعب الاردني في مستهلّ العام الجديد 2017 . وربما، أقول، ربّما، كان «توقيت» المقابلة» مهّما، بعد ان اصابنا «كثير» من « اليأس» بعد تصريحات مسؤولين سابقين.

اضافة اعلان


وبخاصة مع تدافع الاحداث وتهديدات الرئيس الامريكي « ترامب» بانه سيحوّل العالم الى « طبق عِجّة «.
وبعد اللقاء بساعة تقريبا، وبعد ان تناولنا طعام العشاء، بدأ الزائر الابيض يُعلن عن مَقْدَمه.
رياح شديدة، وسُحبٌ بيضاء تتقاطع مع عتمة الليل، وترقّب من الصغار الذين تحوّلوا الى « عَسس»، يأتون اهاليهم باخبار الثلج على طريقة الاخبار « العاجلة».


امتدت السهرة حتى منتصف ليل» الجمعة»، ونام الشعب الاردني على « أمل» ان يحمل لهم اليوم التالي نهارا ابيض كقلوبهم.
ومنذ ساعات الصباح الاولى ، كانت عائلتنا « الصغيرة» قد افاقت على ضجيج الفرح بالعباءة البيضاء التي تدثّرت بها بيوتنا وشوارعنا ومياديننا.
وبدأت «الهمهمات» هل ثمّة «عُطلة»، لموظفي الشركات الخاصة ام لا؟


وبدأت الاتصالات و»المسجات»، ومعها تولّدت « مشاعر الكراهية» لمن وصل الى العمل قبل او دون سواه.
الجالسون في البيوت « لعنوا» زملاءهم الذين اشاعوا اخبار وصولهم « رغم برودة الطقس والطرق السالكة بصعوبة».
وكأنّ المسألة أصبحت» صدق الانتماء» للمؤسسات.


وكأننا، بتنا نبحث عن « شمّاعات» لنعلق عليها «كسلنا» وما «تختزنه» قلوبنا ونفوسنا من «صدأ « و»احتقانات» وظيفية واجتماعية.
خرجتُ العب بالثلج، واعددتُ قهوتي وجلستُ على الشارع الابيض، المقابل لبيتي واحتسيتُ ـ كما يقول ابني خالد ـ قهوتي.
كنتُ آخر «موظفي» البيت المُلتحتقين باعمالهم.


سرتُ أتأمّل الشوارع، بمتعة استثنائية. كان القليل من الناس يحثّون الخُطى نحو اعمالهم.
ركبتُ «باص عمّان / صويلح».
كان عدد الركّاب لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة.
سار السائق «دون رغبة»، لكنه «مُضطّر».
فلم يضع لنا «أغاني» كما يفعل في الايام العادية، ولم نسمع «محمد الوكيل»..
وصلتُ.. والقيتُ نظرة على المحيط الابيض من حولي، وانتابني شعور بالفرح .
هكذا حوّلني الثلج الى طفل..
هكذا..!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة