الأحد 2024-12-15 05:11 ص
 

هكذا قضيتُ العيدَ

07:18 ص

أسبوع في الغور ..في قريتي «الكرامة»..كل أعيادي كانت هناك ..في شوارعها التي تبكي على أبنائها المترفين بالفقر و اللهاث ..! في طوبها الذي أكله ( المَلَحْ) فاهترأ و صار مرتعاً ( للعِرَسْ و الفئران ) ..! في وديانها الصغيرة ..وذاك الوادي الذي احتضن ( كامل مراهقاً سياسياً ..) و الذي تحوّل إلى ( برلمان حجري) يستقبل كل انتخابات عشرات المرشحين و يجمع كل أطياف قريتي ..!اضافة اعلان

العيد في «الكرامة « شيءٌ مختلف ..ليس لأنه فرح أو استراقه ..بل لأنه مناسبة عظيمة لتبادل الألم ..و التخفيف من شكواك للاستماع لشكوى الآخرين ..! فالناس هناك يعيشون تفاصيل الحياة بدقّها و دقيقها رغم القلّة و الحسرة و الدمعة ..لأن ليس أمامهم إلا أن يعيشوا الحياة ..!
قضيتُ العيد في شارع ( باريس ) في قريتي ..و في منتجع (شرم ) في قريتي ..وفي ربوع ( أثينا ) في قريتي ..وفي ( اسطنبول قريتي ) ..فقريتي أجمل من ذلك كلّه ..ليس لأنه ( قُصر ذيل و أنا أزعره ) ..بل لأن أمّي هناك ..و أبي هناك ..و أترابي هناك ..و حكايتي كلها هناك ..وحتى أبنائي الأربعة الصغار رفضتُ أن يجيئوا إلا هناك ..!!
لأن هناك هو أنا ..و كل عمان بدلعها و غنجها لن تسرق منّي قرويتي و لو صبّت عليّ نساؤها كلّ اغراءت الميلاد الجديد ..! و العيد بلا قرية كقريتي ليس له الإّ طعم اللاشيء..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة