هل ستعتبر الحكومة من رسالة "القرصنة " ؟

الوكيل- حنين القواسمي- هل عجز الحراك الاردني بابتكار وسائل للاحتجاج على الحكومة التي باتت تعرف بحكومة الرفع حتى وصلوا الى مرحلة القرصنة للتعبير عن سخطهم و احتجاجاتهم

هل كانت هذه الخطوة تقدمية أم انها حركة طيش من شباب متحمس و لن تقدم أو تؤخر حيث انها تندرج تحت سلسلة الاحتجاجات العشوائية للحراك الاردني لتحاكي الواقع دون وعي او ادراك .

والسؤال الذي يجب ان تبحث الحكومة الاردنية عن اجابته هو لماذ قاموا بذلك و ليس من هم للبحث في جذور المشكلة واستأصالها لحلها من جذورها لا ان يكون كل ما يشغلهم العثور عليهم لمعاقبتهم بغض النظر عن ان ما فعلوه مدان قانونياً.

هل ستعتبر الحكومة الممثلة برئيس الوزراء عبد الله النسور رسالة القرصنة الواضحة كونها تنم عن حالة سخط و انفجار داخلي لدى الشباب الاردني المحبط اليائس ام انه سيتسمر برفض الاصغاء للمطالب الشعبية .

استطلعنا بدورنا بعض الاراء حول ما قام به مجموعة من الشباب التي استطاعت الاجهزة الامنية معرفة هويتهم و القاء القبض عليهم بعد ان اخترقوا موقع رئاسة الوزراء الخاص على الشبكة العنكبوتية

*باسل العكور*
اعتبر الصحفي باسل العكور ان الوسيلة التي اختارها الشبان للتعبير عن غضبهم من تجاهل الحكومة لكل اشكال الاصغاء وسيلة خاطئة و تنم عن شباب طائش ومتسرع

واضاف العكور ما قاموا به عمل مدان و يعتبر جرم الكتروني يعاقب عليه القانون .

ونوه العكور الى ان ما حصل مؤشر على ان درجة الاحتجاج الشعبي في الاردن لرفض السياسية الحكومية تجاوزت مرحلة الانفجار


*سميح العجارمة *
في ذات السياق قال الصحفي سميح العجارمة ان ما حصل من اختراق موقع رئاسة الوزراء اسلوب تعبير طبيعي بالرغم من انه غير اعتيادي في الاردن

و وجه العجارمة رسالة للحكومة بضرورة الاخذ برسالتهم التي تنم عن رفضهم لسياستها لانهم يتحدثون باسم كل مواطن اردني .

كما اعتبر العجارمة خطوتهم مؤشر خطير على الدولة ان تأخذه بعين الاعتبار كون الحراكات عجزوا عن ايصال احتجاجاتهم لها .

واضاف العجارمة على الدولة عدم محاسبتهم او مسائلتهم قانونياً لان ذلك سيزيد احتقان الشارع و لان هدفهم كان ايصال رسالة واضحة للحكومة ليس الا اي لم تكن لهم اهداف بالسيطرة على الموقع و الاستيلاء على معلومات سرية للدولة

*راكان السعايدة *

حذر الصحفي الحكومة من معاقبة الشباب الذي قرصنوا موقع الرئاسة يوم أمس السبت لان ذلك ليس بصالحهم موجهاً نصيحة لها بضرورة الاستماع لهم لا ضرب ما فعلوه بعرض الحائط .

و اضاف السعايدة ان عملية القرصنة ليست ممنهجة لكنها تدلل على مزاج شعبي مستاء و غاضب من السياسات الحكومية المتعاقبة حيث انها لم تراعي الظروف المعيشية البالغة الصعوبة في قرارتها التي طالما ما كانت ضد المواطن وتهدف الى سياسة التجويع .

واستبعد السعايدة ان تكون القرصنة عملاً تقدمياً سيغير من نهج الحكومة المتبع كونها تعلم جيداً وضع الشعب الاردني و لا يحتاج الى لفت نظره واصفاً اياها بانها 'نائمة بالعسل ' .

و اعتبر السعايدة الوصول الى مرحلة الابداع في الاحتجاج نمط مختلف للفت الانتباه مبيناً ان من المحتمل ان تتحول الى نهج او نمط بالقرصنة المستمرة لمواقع المسؤولين و الوزراء .

وتابع السعايدة ما حصل غير مستغرباً كون الشباب الاردني لا يملك لا أفقا و لا مستقبلاً لما يمر به من ظروف معيشية اقتصادية و اجتماعية وسياسية سيئة مؤكداً على ان ما فعلوه ليس لمجرد المناكفة او التسلية .