شكّلت ثورات 'الرب?ع العربي' في تونس ومصر ول?ب?ا، مفاجأة لمراكز التفك?ر ا?سترات?جي في العالم الغربي، و?جھزة ا?ستخبارات
العر?قة التي كانت تراقب كل كب?رة وصغ?رة في العالم العربي. وقد اعترف كل ھؤ?ء ?حقا بفشلھم في التوقع. ولفترة من الوقت، بدا
ا?رتباك ظاھرا على مواقفھم تجاه تلك التطورات.
لكنّ مسلسل إخفاق التوقعات لم ?قف عند ھذا الحد؛ معظم المحلل?ن، ومعھم ا?ع?م?ون الذ?ن اعتقدوا أنھم قادرون على استدراك ما فاتھم
من سوء تقد?ر لسلوك الشعوب العرب?ة، وقعوا في فخ التوقعات الخاطئة مرة ثان?ة.
بعد نجاح الثورات في عدة دول عرب?ة، وسقوط أعتى الحكام المستبد?ن، تبنت مراكز الدراسات حول العالم ومطابخ صناعة القرار في
دول الغرب، ومن خلفھا النخب العرب?ة، نظر?ة'الدوم?نو'؛ ومفادھا أن أنظمة عرب?ة ستسقط تباعا، ف?ما أطلق عل?ھ 'الموجة الثان?ة من
الرب?ع العربي'. وذھب الباحثون إلى حد ترش?ح أنظمة بع?نھا للتغ??ر ضمن الدفعة الثان?ة.
لم تمض فترة طو?لة حتى شھدنا بالفعل موجة الرب?ع الثان?ة. لكن مرة أخرى أخفق الجم?ع في توقع مسارا?حداث؛ ? بل إن ما حدث كان
مفاجأة أكبر من مفاجأة الرب?ع ا?ولى. لم تسقط أنظمة جد?دة، فموجة الرب?ع الثان?ة عادت لتضرب في المربعات ا?ولى؛ الدول التي
شھدت ثورات، نزلت شعوبھا إلى الشارع من جد?د في مصر وتونس، لتطالب بالتغ??ر.
مصر أطاحت بالرئ?س المنتخب في الذكرى ا?ولى لتول?ھ السلطة. تونس تكاد تدخل في المجھول، على حد قول رئ?سھا، وتعم
المظاھرات جم?ع مدنھا بعد أن ضاق الناس ذرعا بسطوة السلف??ن، وفشل الحكومة في تحس?ن الواقع المع?شي. في ل?ب?ا، فقدت السلطة
المركز?ة الس?طرة، وأصبحت مناطق واسعة في قبضة الجماعات المسلحة. ولم ?عد مستبعدا، وفق مطلع?ن، أن نشھد ثورة ثان?ة في ل?ب?ا،
بدون تدخل 'الناتو' ھذه المرة.
في المقابل، اتجھت ا?وضاع في الدول المصنفة على قائمة التغ??ر إلى ا?ستقرار. فقد تراجعت حدة ا?حتجاجات في ا?ردن، وانشغلت
الجزائر بالبحث عن خل?فة للرئ?س المر?ض، ب?نما تجاھد البحر?ن لتجاوز حالة ا?ستقطاب الطائفي عبر آل?ة للحوار الوطني.
لكن تنبغي ا?شادة بقدرة مراكز البحث على التنبؤ بالس?نار?وھات الس?ئة ف?ما ?خص الوضع في سور?ة، وجوارھا اللبناني والعراقي. فقد
نبھ الباحثون في وقت مبكر من خطورة انز?ق سور?ة إلى حالة الفوضى والتفك?ك، وأنھا ستجر معھا دو? أخرى في المنطقة. وھذا ما
?بدو أنھ حاصل بالفعل.
?بقى السؤال: ھل لما ?حصل في سور?ة ع?قة مباشرة بسقوط نظر?ة 'الدوم?نو'؟
?تطلب ا?مر بحثا عم?قا قبل حسم ا?جابة. ھناك من ?عتقد أن صمود النظام السوري، ودخول الجماعات ا?رھاب?ة على خط الثورة
السور?ة، تكف? بكسر موجة التغ??ر في العالم العربي. لكن ھذا التقد?ر ?ستتبع سؤا? جد?دا: لماذا أخفقت ثورات مصر وتونس في إلھام
السور??ن طر?ق النصر؟
?حمّل فر?ق من الباحث?ن والساسة الحركات ا?س?م?ة التي تصدرت المشھد في دول الرب?ع العربي المسؤول?ة عن التغ??ر المفاجئ في
خط س?ر الثورات وارتدادھا إلى الخلف؛ سلوكھم المنفر في الحكم، وس?اسة ا?قصاء، إضافة إلى انكشاف قدراتھم المتواضعة في إدارة
الدول، كانت ب? شك عوامل رئ?سة في انفجار ا?وضاع، وض?ق الجماھ?ر بھم. غ?ر أن ھذه العوامل على أھم?تھا ? تكفي لتفس?ر
التحو?ت الحاصلة. ثمة حاجة لبحث أعمق، لكننا نخشى أن ?أخذنا أصحاب الخبرة إلى توقعات خاطئة مرة أخرى، ثم تداھمنا التطورات
كما حصل مؤخرا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو