ننتظر لنرى الى ماذا ستنتهي الجولة الأولى من إنجازات مجلس النواب ، الذي جاء غالبية أعضائه بناء على خيار القواعد الشعبية، ...ولكن الى متى ننتظر سماع ولادة الحكومة الجديدة وحتى الآن لم يسقط رأس الرئيس على طاولة المشاورات النيابية، التي لم تأت بجديد يستحق النقاش، رغم إشباع المسألة تناولا من قبل مقالات نخبة الكتاب، فإن هناك من لا يقرأ ولا يسمع .
القضية ليست سياسية صرفة، بل هي أكثر تعقيدا من ذلك فاختيار الرئيس يجب أن يكون على أسس أكثر عمقا مما يطرحه البعض، بعيدا عن الرغبات والأهواء فهناك برامج سياسية واقتصادية، ومعالجة لتشوهات واضحة في السياسات المحلية يجب مراعاتها في قدرة الرئيس على معالجتها، وهذا ليس آخر المطاف بل سيستجد نقاش أطول حول الطاقم الوزاري، ولأننا نعرف أنفسنا جيدا فإننا نتوقع أياما ثقيلة سيشبعها المتناقشون تأزيما حول الأسماء والتوزيعات المناطقية.
حتى الآن لم يستقر رأي 150 نائبا يشكلون كتلا وتحالفات نظرية على أسم واحد ، والخلاصة في ثلاث رؤى، واحدة تدعم حكومة برلمانية والأخرى ترى حكومة مختلطة وثالثة تركت خيار تسمية الرئيس للملك، وهو الذي طلب منهم اختيار من يرونه مناسبا بالتشاور مع مؤسسة القصر، لهذا لا نتوقع الكثير من الأسماء ، لأن ما شاع في الفترة الأخيرة من خلال تقارير صحفية لا تغدو عن كونها استجلابا لأعين القرّاء ، وتعبئة فراغ معلوماتي بأي كلام، ومحاولة إدخال أسماء بعينها على بورصة التوقعات المزاجية، وهذا ضرب من التضليل والخربشة .
قد يظن البعض أن العملية طالت، ولكن الحقيقة أن الأنظمة الديمقراطية تأخذ وقتا أطول من هذا حتى يتم التوافق على التشكيلة، ولكن الفرق هو أن شخص رئيس الحكومة يكون معروفا مسبقا ، فدولة كلبنان مثلا بقيت دون حكومة رسمية أكثر من خمسة أشهر عقب الانتخابات النيابية وكانت حكومة فؤاد السنيورة تقوم بمهمة تصريف الأعمال، فيما لا تزال الكتل السياسية في كنيست إسرائيل تتصارع حول تشكيل إئتلاف يقود حكومة جديدة برئاسة نتنياهو، بعد شهر من إجراء إنتخابات الكنيست هناك .
سرّ الإنجماد عندنا هو بالعمل الفردي رغم المظاهر الجماعية، حتى أننا نرى أن الجميع يريد أن يقفز الى الصف الأمامي ، فليس هناك إتفاقات مفهومة بين الكتل السياسية عموما على ترئيس شخصية محنكة لديها الخبرة الكافية والكاريزما السياسية التي تمتلك ثقافة واسعة في معرفة ماذا نريد للمستقبل كي نعرف من نريد أن يقود حكومة المستقبل، وهذا سببه أن الجميع يرى أن رأيه هو الأصح، واختياره هو الأدق ، أما فيما يتعلق بشخصية الرئيس لا شخص الرئيس فلا أظلم أحدا إن قلت إن الغالبية لا تعرف ماذا تريد، وهذا سبب جبرّي لبقائنا في مرحلة الحضانة السياسية طويلا.
عموما فإن بقي الحال كما هو فإن الخيار الأوفر رغبة هو لشخص الرئيس النسور، فالطبقة السياسية ليس لديها نفَس طويل ، والنواب لا يمتلكون معلومات كافية تعينهم على معرفة شخصية جديدة ، وليس هناك صرح سياسي يخرج قيادات أكثر، والكاميرا لا ترى سوى من يجلس في المقاعد الأولى ، لهذا لن نرى صورة لأسماء جديدة سوى لوزراء سيأتون لاحقا .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو