العالم يتسابق إلى الفضاء؛ من سيحط على كوكب المريخ أو بلوتو أولا؛ فيما نحن نتسابق إلى مقرات 'الإخوان' لنكتشف من الإخوان ومن منهم أولاد الخالات!
لا أدري كيف في ليلة ليس فيها 'ضو قمر' نشأت جماعة جديدة تملك كل المقومات، وآخر معركة انتصر فيها المسلمون على أرضنا وفازوا بغنائمها كانت معركة 'عين جالوت'!
في زمن 'فيسبوك' و'تويتر' ودولة القانون والمؤسسات، ما حاجتنا إلى الجماعات الدعوية؟ لم يعد هناك من يستخدم الجمال للذهاب إلى الهند للدعوة؛ اليوم 'بوست' على 'فيسبوك' يصل إلى كل العالم. وإن كانت آخر صرخة في الإسلام استُجيب لها هي 'وامعتصماه'، فإنه لو صرخت اليوم 'وامجيداه' أو 'واهماماه' لتطلُب منهم فقط 'تنك' مياه، كونها لا تصل إلا يوما في الأسبوع، فمن منهم يستطيع إغاثة أخيه المسلم وعن مقراتهم مقطوعة المياه؟
في عز قوة الإسلام، دعونا هرقل عظيم الروم إلى الإسلام. واليوم، نصفنا يفشل حتى في دعوة أبنائه إلى الدراسة. ثم إن زمن السيوف والمنجنيق لفتح الأندلس والقسطنطينية قد ولى بعد اختراع القنبلة الذرية والـ'إف 16'؛ فهل أعضاء الجماعة وهم من كبار السن ونصفهم لديه مراجعات أسبوعية في مركز السكري، من رباطة الجأش ما يمكنهم من دحر الأعداء؟!
منذ إعلان الجماعة الجديدة عن أنها أصبحت الخلف القانوني لجماعة الإخوان الشرعية، وأنا أنتظر رأيهم الشرعي وموقفهم السياسي مما يدور على الساحة المحلية، حتى نبني موقفا مؤيدا أو معارضا لهم.
أعلنت الحكومة أن لا فساد في آخر خمس سنوات؛ 'صمتت الجماعة'... أعلن عن تعيين أقارب للنواب في المجلس بشكل فاضح وخارق لكل الأنظمة والقوانين؛ 'صمتت الجماعة'... أعلن عن أرقام البطالة والعجز والمديونية؛ 'صمتت الجماعة'!
إن كانت الجماعة الجديدة لا تملك موقفا من كل ما سبق؛ تعيينات وبطالة وعجز ومديونية... فكيف سيكون لها موقف من أي مسؤول وتقول له: 'أنت فاسد'؟! على ما يبدو أن أعضاء الجماعة الجديدة يريدون أن يغيروا الفساد والمنكر والعجز والمديونية بأضعف الأيمان، وهو 'القلب'!
كان على الجماعة الجديدة أن تسارع وتبسط رأيها فيما يجري على الساحة، حتى تكون مقنعة وتجذب مؤيديها من دون حاجة إلى وساطة من أحد!
نخاف أن تكون الجماعة الجديدة مثل الحمل الوهمي التي تصطنعه بعض السيدات لكيد الكائدين؛ إذ بعد مرور أشهر يتم فضح وهم تلك السيدة، فمن المستحيل أن تبرر عدم ولادتها بأن الطفل 'حردان' في بطنها ويحتاج إلى 'جاهة صلح' حتى ينزل. ونخاف أن نتبين بعد أشهر وهم تلك الجماعة؛ فنحن مقبلون على أحداث سياسية بالغة الأهمية، لن ينفع معها 'أضعف الإيمان'، بل يجب أن تدلي بدلوها فيما يجري. عندها، طالما أرادت الجماعة الجديدة أن يكون عملها من منطلق فكرها الإسلامي، فلتبح أو تحرم إذن زيادة الأسعار!
مثل تلك الجماعات لا تكون مقنعة عادة للعامة برخصة مهن رسمية، بل يجب أن تكون مقنعة بفكرها ورأيها، وتملك رخصة شعبية. بغير ذلك، ستموت إن رفعنا أجهزة الإنعاش عنها!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو