وثيقة إستسلام برعاية روسية

حتى 'التتار' أنفسهم لم يفرضوا على أهل بلادنا التي إحتلوها مثل هذا لابل وحتى إسرائيل لم تفرض على فلسطينيي عام 1948 ولاعلى أهل الضفة الغربية وأيضاً ولاعلى أهل الجولان الذين بقوا فيها بعد إحتلال عام 1967 مثل هذه الوثيقة التي إسمها 'وثيقة العهد' التي فرضتها موسكو على المعارضين في القنيطرة وريفها وعلى أنها بين هؤلاء وبين نظام بشار الأسد الذي تحول إلى مجرد 'ختم' لفرض كل هذا الإذلال وهذه الإهانات على شعب يواصل الإدعاء بأنه شعبه.اضافة اعلان


تضمنت وثيقة الإذلال هذه، التي فرضها الروس على أهل القنيطرة وريفها، التي لم يفرضوا مثلها حتى على العاصمة الشيشانية 'غروزني'عندما إجتاحوها بقيادة فلاديمير بوتين هذا ما غيره وحولوها إلى ركام من الأتربة، إحدى عشر بنداً يشترط أحدها إلتزام'المستسلمين'!! بـ'عدم التلفظ بأي ألفاظ أو عبارات مسيئة للقيادة السياسية أو العسكرية أو للجيش..أو القوات الرديفة'..والمقصود بالقوات الرديفة هو القوات الروسية والميليشيات المذهبية وحراس الثورة الإيرانية وحزب الله اللبناني..'قوات النصرة' الممولة من دولة عربية معروفة والمدعومة من قبل إيران والتي غدت أسباب إختراعها كتنظيم إرهابي مكشوفة ومعروفة إلا للذين دأبوا على تغطية عين الشمس بغربال!!.

جاء في وثيقة العار هذه التي نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' في عدد أمس السبت أنه على كل من يريد البقاء في القنيطرة وريفها ويرفض المغادرة مع المغادرين إلى منطقة إدلب أن تتم تسوية وضعه على النحو التالي:

1-عدم القيام بأعمال التظاهر إلا في إطار القانون وعدم ممارسة الشغب 2-عدم القيام بأعمال التخريب 3- عدم إثارة النعرات الطائفية 4- عدم التلفظ بأي ألفاظ أو عبارات مسيئة للقيادة السياسية أو العسكرية أو للجيش والقوات المسلحة أو قوى الأمن الداخلي أو 'القوات الرديفة'!! 5- عدم كتابة أي ألفاظ أو عبارات مسيئة للقيادة السياسية أو العسكرية أو للجيش والقوات المسلحة أو قوى الأمن الداخلي أو القوات الرديفة 6- عدم إستخدام وسائل الإذاعة أو الإتصالات أو الإنترنت أو برامج التواصل الإجتماعي لأي أعمال تمس بالأمن7- عدم حيازة السلاح أو الذخائر من دون ترخيص 8- عدم القيام بأعمال التهريب أو النقل أو الإتجار بالسلاح أو الذخائر أو معدات عسكرية 9- عدم حيازة المواد المتفجرة 10-عدم المشاركة في أعمال إرهابية سواءً بالسلاح أو غيره ضد الجيش أو 'القوات الرديفة'أو المؤسسات العامة 11- الإبلاغ الفوري للجهات الأمنية عن كل ما يمس الأمن أو مرتكبه وعدم التستر على ذلك وهنا فإن الأنكى أن هذه الوثيقة قد فرضت على الشخص المعني شرطا أمام ممثلي الجيش يقول فيه : أنه في حال مخالفة مضمون هذا التعهد يعتبر ذلك دليلاً على عدم صدقه وأن هذه التسوية تعتبر ملغاة وأنه سيتعرض للملاحقة القانونية .

وكل هذا وإشترطت وثيقة الإستسلام هذه إجابة'المتعهد'على إثني عشر سؤالا من بينها :' أفِدْنا بالتفاصيل عن دورك بالأحداث الجارية ومشاركتك بأعمال التظاهر والشغب والعمل الإرهابي المسلح وأفِدْنا مفصلاً عما تعرفه عن الفصائل الإرهابية المسلحة وقادتها ومقراتها وأخبرنا بالتفصيل عما تعرفه عن أقاربك المتورطين بالأحداث الجارية بالقطر وعن الإرهابيين غير السوريين وأخبرنا بالتفصيل عن أرقام جوالاتك وحساباتك الإلكترونية.

فماذا يعني هذا..؟! إنه يعني أن المقصود هو عدم عودة المهجرين الذين أجبروا على مغادرة سوريا خلال السبعة أعوام الماضية والذين تشير التقديرات إلى أن عددهم قد تجاوز السبعة ملايين وأن هذا الذي تقوم به روسيا هو أسوأ كثيراً مما قامت به في الشيشان وغروزني وأنها لا تسعى من أجل مصالحة موضوعية قابلة للإستمرار والحياة بين هذا النظام الإستبدادي وبين الشعب السوري (الذبيح) مما يعني أن عمليات التفريغ الديموغرافي ستتواصل وستستمر إلى أن تكتمل مؤامرة 'سوريا المفيدة' الطائفية التي يريدها بشار الأسد..وهكذا فإن الواضح أن المقصود هو الإستسلام وليس المصالحة وأن التقسيم المذهبي بات تحصيل حاصل!!.