الأحد 2024-12-15 06:17 م
 

يصدق بعض الناس بعض الكذب ولا يصدق كل الناس كل الكذب

06:56 ص

لكي لا نبقى أسرى لترويج الفضائيات، فإنّ علينا أن نعود إلى التاريخ المكتوب، وخاصة في قضايا الأحزاب والمنظمات الدينية في مصر وفي المنطقة سواء بسواء!اضافة اعلان

في مصر انفرد الاخوان، وحدهم بين كل الأحزاب، بنفي تورطهم بوسائل العنف. منذ عام 1928. لكن أحداً لم يصدق نفيهم تصديقاً كلياً، رغم أن هناك نمطاً من التعاطف الطبيعي مع دعوة الإسلام في زمن كثرت فيه مؤامرات الاستعمار الغربي، كما كثرت فيه دعوات التغريب في الفكر والثقافة الوطنيتين. كانت الاغتيالات بعض وسائل الاخوان، وقال الناس: ربما.. فإنّ المؤسس حسن البنا قضى قتيل الاغتيال. وحين شهد المصريون «حريق القاهرة» عام 1952 اصيبوا بالرعب على بلدهم من هذا السلوك السياسي.. الأمر الذي اعطى لانقلاب ضباط الرتب الوسطى في الجيش موجة عارمة من التأييد. لأن الجميع وجد فيهم القوة لفرض الاستقرار والأمن في البلد!
وقد تصوّر قادة الاخوان وقتها أن حلَّ الاحزاب بقرار من مجلس قيادة الثورة، جاء لمصلحتهم لأنهم اصبحوا الحزب الوحيد في البلد. وحين شعروا بأن ضباط مجلس القيادة يضمرون ايجاد تنظيم جماهيري خاص بهم - «هيئة التحرير» -. وتبعها تسريح عدد من الضباط الاخوان والشيوعيين.. وتمَّ عزل رئيس الجمهورية محمد نجيب، وفرض الاقامة الجبرية عليه!!. تنبهوا الى الخطر..
وجاءت خطيئة الاخوان القاتلة بمحاولة اغتيال جمال عبدالناصر في الاسكندرية بأول احتفال بمرور عام على الثورة. فقد شنّ الحكم العسكري المؤيد بشعبية كاسحة، حملة لتصفية نشاط الاخوان فكانت مؤثرة، وحاسمة، واخرجتهم من المسرح السياسي لسنوات.
-ودون الاخوان انهت حكومة الثورة الوجود العسكري البريطاني في مصر. والغت معاهدة 1936.
-ودون الاخوان تمَّ تأميم قناة السويس.
-ودون الاخوان اقيم السد العالي.
-ودون الاخوان تزعمت مصر النضال الإفريقي ضد الاستعمار الاوروبي.
-ودون الاخوان اندلعت ثورة العرب التحررية وانهزم العدوان الثلاثي. وانهار الاستعماران البريطاني والفرنسي في المنطقة بانهاء النفوذ البريطاني في الاردن والعراق, وانهاء السيطرة الفرنسية في الشمال الافريقي والجزائر بالذات. واستقل السودان.
-هذه حقائق لا تستطيع ألاعيب الدعاية التي نشهدها الان تغييرها. ولا يمكن لشعب مصر الذي حقق المعجزات ان ينسى معاركه الحقيقية.. ليس في شوارع القاهرة وميادينها وانما في المعارك مع الاستعمار والاقطاع والتخلّف.
-ليقول اعلام الفضائيات ما يقوله. لكن ازاحة حسني مبارك لم تكن نتيجة مظاهرات ميدان التحرير وانما كانت بنزول الجيش الى الشارع, وانحيازه للشعب. وكان مبارك يعرف أنه لا يستطيع بالحزب الوطني ان يقاوم الشعب والجيش فغادر بعد ثلاثة ايام فقط بين 25 و28 من شهر الثورة الاول.
-حكم الاخوان وانزاح الجيش عاما كاملا مارس فيه رئيس الجمهورية اتعس اداء لاي رئيس مر في تاريخ مصر، فخرج الناس الى الشوارع والميادين ضد حكم الاخوان ونزل الجيش مرة اخرى الى الشارع وانحاز الى الشعب.
-إن لعبة الديمقراطية والصندوق التي يتم بها الترويج للارهاب، لا تغير الحقائق فالاخوان لا يؤمنون بالديمقراطية وهم يستخدمونها «ليتمكنوا» وبعدها فحكم الله، وحكم شريعته، و«طز في مصر» لان الهدف النهائي استعمال مصر كقاعدة لاقامة خلافة المرشد، تماما كخلافة المرشد في طهران واحدة سنية والاخرى شيعية.
-من الصعب ان يخرج المشاهد العربي البسيط من هيمنة لعبة الفضائيات، ويقف أمام رحابة التاريخ، لكن المؤكد ان القول القديم لجوزيف غوبلز: اكذب.. واكذب.. واكذب.. فلا بد ان يصدّق بعض الناس بعض الكذب صحيح، ولنقف هنا آخر وقفة مع الفضائيات، فالنازي يقول لا بد ان يصدق بعض الناس بعض الكذب، لا ان يصدق كل الناس كل الكذب!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة