استطلاعات الرأي التي يقوم بها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية على مراحل مختلفة من عمر الحكومة حول شعبيتها وأهم المشاكل التي تواجهها أصبحت جزءاً من المشهد العام، يلقى قدراً من الاهتمام، ولكنه لا يؤثر بشكل مباشر على موقف الحكومة. كما أن قرب الإعلان عن نتائج الاستطلاع لا يثير قلقها.
في هذه الاستطلاعات، كما تنشر في الصحف اليومية، حالة واضحة من الانتقائية، إذ تقول إحدى الصحف مثلاً أن 50% من العينة الوطنية ترى أن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ، وتقول صحيفة أخرى أن 57 من قادة الرأي يرون أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.
كلاهما صادق بطبيعة الحال، ولكن المحرر ليس بريئاً من الغرض في الحالتين، ولا يتردد في الخلط بين الخبر والرأي. في الأصل يجب تقديم الخبر كما هو، وليس بصورة انتقائية مضللة، على أن يأتي الرأي الذي هو من حق كل صحفية أو صحفي بشكل منفصل.
ما يستطيع القارئ المحايد أن يستخلصه من الاستطلاع أن الأمور مختلطة، والناس ليسوا على قلب رجل واحد في موقفهم من الحكومة، فهناك مؤيدون ومعارضون، وليس هناك موقف كاسح بهذا الاتجاه أو ذاك.
دعنا نترك فذلكة المحررين وانحيازاتهم جانباً، وأن نركز على الأرقام والنسب المئوية، لنجد أن الخط البياني الدال على تطور النظرة إلى الاتجاه العام متقلب، ولكنه لا يبتعد كثيراً عن منطقة الوسط.
كما يلاحظ اختلاف وجهات النظر حول اهم التحديات التي يواجهها الأردن، فالجمهور يركز على الفقر والبطالة وغلاء الأسعار والفساد لأن هذه العناوين متداولة لدرجة أن المستطلعين يعتبرونها حقائق نهائية وليست محل اجتهاد. أما قادة الرأي فهم لا يقفون طويلاً عند هذه العناوين المتداولة ويركزون على الوضع الاقتصادي العام ويعتبرون أن التحدي الذي يواجه الأردن هو الاقتصاد، علماً بأن جميع التحديات التي يتحدث عنها أبناء العينة الوطنية ليست قضايا مستقلة قائمة بذاتها، يمكن أن تعالج على هذا الأساس، بل هي فروع ونتائج من الوضع الاقتصادي العام.
من المفهوم والطبيعي ان يكون قادة الأحزاب السياسية أكثر قسوة على الحكومة، في حين أن غيرهم اكثر تعاطفاً لعدم وجود طموحات بالحلول محلها.
آفة استطلاعات الرأي أن المستطلعين يميلون لإعطاء الجواب النموذجي المتوقع بصرف النظر عن الواقع، ينطبق ذلك بشكل خاص على الغلاء، الفساد، الفقر، البطالة.
يبقى أنه لا فرق بين أن يكون 50% يرون أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، وأن يكون 50% يرون أن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ ، فهما وجهان لحقيقة واحدة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو