وتاليا نص الرسالة:
عيد الأم، يوم الكرامة، وزمن الكورونا
هذا اليوم مشبع بالرموز.
فلنبدأ من الآخِر، بالكورونا، هذا الفيروس الصغير الذي أصبح هاجساً مرعباً يرزح تحت وطأته العالم أجمع. بغطرسته عطّل كل مناحي الحياة التي نعرفها.
ولنعدْ إلى ذكرى معركة الكرامة، هذه اللحظة التاريخيّة الفارِقة، التي تصدّت لعدو متغطرس ظنّ أنه لا يقهر؛ فعاد أدراجه متقهقراً أمام عزيمة نشامى القوات المسلحة - الجيش العربي.
ولننتهِ بالمبتدأ، الأم، صاحبة الوصاية على الحياة في هذه الأرض. الحياة التي تُنتزَع انتزاعاً من فم الموت، ليس بالظلم، والإثم، ولكن بالسهر على حماية البيت، والعطاء اللامتناهي لأفراده، والأهل والجيرة؛ فتزرع قيم الخير والمحبة والتلاحم، وتعلّمنا بأفعالها أنّ العطاء هو الذي يعطي للحياة معنى وقيمة.
كيف قهر أبطال الكرامة وشهداؤها البواسل جيشاً كان يعتقد أنه لا يقهر؟ لم تكن معجزة، بل غريزة حماية البيت التي غرستها الأمهات، فحموا أرض الأردن الطاهرة. ولا يزالُ جيشنا العربي المصطفوي بقائده الأعلى جلالة الملك عبد الله الثاني، يُثبِتُ كلَّ يوم أنه درعُ الوطنِ وسياجُه؛ انتصروا في الكرامة، وها هم يصونون الوطن ويحمون الأردنيين.
وكيف سننتصر نحن والعالم على الكورونا؟ أيضاً لن يتطلب الأمر معجزة، بل أيماناً عميقاً وعملاً دؤوباً واستنهاضَ قيمٍ أيضاً زرعتها أمهاتنا، بأن نحمي أنفسنا، ليس من قبيل الأنانية، وإنما من قبيل الواجب، الواجب نحو الآخرين.
واجبنا، خصوصاً في هذه الأوقات الصعبة، أن نكون أصحّاء لنخدم الآخرين، في مجتمع متكافل متراصٍّ نعتني فيه بالأضعف.
قد لا نستطيع أن نصل أمهاتنا اليوم أو نزورهنّ لنحتفل بعيد الأم، لكننا سنتسلّح بالقيم التي زرعتها الأم، وبذاكرة الكرامة، وسنواجه الكورونا معاً وننتصر للحياة إن شاء ﷲ.
-
أخبار متعلقة
-
الشركة الأردنية الفلسطينية: تعاقدات لتصدير 4 آلاف طن خضروات إلى أوروبا
-
2700 شخص يستفيدون من مشروع تعزيز قدرة اللاجئين للاعتماد على الذات
-
الأمن يضبط مركبة ظهرت في فيديو يقودها صاحبها من المقعد المجاور
-
421 مليون دينار قيمة قروض بطاقات الائتمان حتى آب من العام 2025
-
بلدية إربد تواصل تنفيذ خطتها لتعبيد الطرق وتحسين واقع النظافة في المدينة
-
الغذاء والدواء تنفذ 5 آلاف جولة تفتيشية على المنشآت الغذائية خلال أيلول
-
إخماد حريق مركبة في متنزه غمدان دون إصابات
-
تعليمات جديدة للمركبات: موافقات أوروبية وخليجية إلزامية