اليوم جاء عيد ميلادك يا رفيقي، كنت تطل علينا سريعا، فنفاجئك بحفلة صغيرة على عجل، وأنت تشرب قهوتك على مهل، وتودعنا بكلمتك المعهودة في أمان الله، وترحل.اضافة اعلان
اليوم لم تأتِ، ولن تأتي، وقهوتك التي انتظرتك ما تزال على حالها، وأنا فاقد للحياة، مصدوم، ولست مصدقا أنني لن أراك بعد اليوم، ولن أتكئ على زندك، ولن أجدك أمامي، وإلى جانبي إذا ما ضاقت الدنيا، وقررنا أن نبكي معا.
هم لا يعرفونك.. كنتَ أخي وأبي، وكنتُ أيضا ابنك حينا، وأبوك حينا آخر.
هم لا يعرفونك يا أخي.. ومن يعرفك يُدرك يا طيب القلب لوعتنا وألمنا، وحزننا الأبدي عليك.
لم نداوِ بعد الجرح الذي ذبحنا حين توقف قلبك يا عدنان قبل عام ونصف العام، لم تقل همسا أو صراخا أنك راحل.. لم تُمهلنا وقتا لنودعك، ونتهامس عن حياة عشناها طولا وعرضا، وعن ذكريات نحتناها بالصخر وما تزال.
جئت أنت يا عامود الدار لتكسر ظهرنا أيضا بغيابك، ضربتان في “الرأس” توجع، وتهلك، تهزك، وتتركك نهبا لليأس، وتعصف بإرادتك الجامحة نحو الحياة.
بعد عدنان رحلت يا طلال بصمت، دون ضجيج، وفي آخر حديث جمعني معك قبل أكثر من أسبوع على رحيلك في مركز الحسين للسرطان، تحمست بقوة لفكرة أن تغادر سريرك لنصحبك خلسة لتأخذ نفسا عميقا من سيجارة اشتاقت لك، واشتقت لها.
قبل أسبوع تراجعت حالتك الصحية، وأدخلوك العناية المركزة، فهرعت لأراك وألقي نظرة الوداع الأخير، وفي طريق عودتي وأنا – المريض الموجوع- تداعت حكايتنا معا.
في صباي كنتَ معلمي، وكنتَ نافذتي للشعر والسياسة، وحين عملنا معا في جريدة الحدث، وموقع عين نيوز في العشرين عاما الماضية كنت الطالب المجتهد الذي يتعلم، ويُنجز دون أن يخشى التجارب في خريف العمر.
في الكويت حين كنا صغارا، وكنت في عنفوان شبابك تقرأ شعر المقاومة الفلسطينية، وتطالع منشورات حركة فتح، كنت أنتظر غيابك لأمسك ما تركت، وأقرأ عن متلازمة الثورة والوطن.
من إرثك عرفت الشعراء محمود دروريش، وتوفيق زياد، وسميح القاسم، وحماسك كان طريقي للتظاهرات، وجمع التبرعات للثورة.
أبجديات كثيرة تفتحت عيناي عليها بفضل جموحك، أحببت بسببك اللغة، وتسرب إلى حياتي رويدا رويدا سحرها، وامتزجت بدمي لتشكل هويتي.
كم تساءلت مع نفسي لو لم تكن في حياتي.. هل كنت أنا ما عليه؟
في العقدين الماضيين كنت معي، وكنت معك، لم يكن ما يجمعنا العمل في بلاط الصحافة فقط، بل كنت حاضرا كتفك إلى كتفي في كل الأزمات التي عشتها، وأكثر من ذلك تشاركنا مشاغل الدنيا، ودوامة الحياة التي جمعتنا.
اليوم ننشغل بقصص “هلا” التي علمتنا عشق الصغار، وغدا مع “وليد” حكايات لا تنتهي، وعند “مريم” مفاجآت لا تتوقف، و”ليلى” بوصلة القلب، و”ناصر” الابن الموزع بيننا، و”انتصار” القاسم المشترك لكل اللحظات.
الحكاية لم تنتهِ، سنبقى نروي قصصنا للأحفاد الذين احتضنتهم ولم يشبعوا من حبك.
ستظل قهوتك حاضرة كلما اجتمعت العائلة، سنسترجع سيرتك، وسأحدثهم عن غضبك وصمتك، وسأكلمهم عن تفاصيل كثيرة لا يعرفونها، وأريد للجميع أن يتعرف عليها حتى يرونك مثلما أحببناك، ابنا، وأخا، وأبا، وجدا، وصديقا، ورفيقا، ومناضلا، وشاعرا دافئا.
حبيبي.. سنحج إليك حتى آخر العمر، فأنت هذا الهدوء الذي نحتاجه، وأنت عامود الدار الذي لا ينحني، ولا يُكسر.
سأقول لك.. في غيابك مهما تماسكت، وأظهرت من قوة فأنا أحتاجك، وسأظل أحتاجك، فأنت القلب الذي لا يضل الطريق.
وداعا وفي أمان الله أبا الوليد..
اليوم لم تأتِ، ولن تأتي، وقهوتك التي انتظرتك ما تزال على حالها، وأنا فاقد للحياة، مصدوم، ولست مصدقا أنني لن أراك بعد اليوم، ولن أتكئ على زندك، ولن أجدك أمامي، وإلى جانبي إذا ما ضاقت الدنيا، وقررنا أن نبكي معا.
هم لا يعرفونك.. كنتَ أخي وأبي، وكنتُ أيضا ابنك حينا، وأبوك حينا آخر.
هم لا يعرفونك يا أخي.. ومن يعرفك يُدرك يا طيب القلب لوعتنا وألمنا، وحزننا الأبدي عليك.
لم نداوِ بعد الجرح الذي ذبحنا حين توقف قلبك يا عدنان قبل عام ونصف العام، لم تقل همسا أو صراخا أنك راحل.. لم تُمهلنا وقتا لنودعك، ونتهامس عن حياة عشناها طولا وعرضا، وعن ذكريات نحتناها بالصخر وما تزال.
جئت أنت يا عامود الدار لتكسر ظهرنا أيضا بغيابك، ضربتان في “الرأس” توجع، وتهلك، تهزك، وتتركك نهبا لليأس، وتعصف بإرادتك الجامحة نحو الحياة.
بعد عدنان رحلت يا طلال بصمت، دون ضجيج، وفي آخر حديث جمعني معك قبل أكثر من أسبوع على رحيلك في مركز الحسين للسرطان، تحمست بقوة لفكرة أن تغادر سريرك لنصحبك خلسة لتأخذ نفسا عميقا من سيجارة اشتاقت لك، واشتقت لها.
قبل أسبوع تراجعت حالتك الصحية، وأدخلوك العناية المركزة، فهرعت لأراك وألقي نظرة الوداع الأخير، وفي طريق عودتي وأنا – المريض الموجوع- تداعت حكايتنا معا.
في صباي كنتَ معلمي، وكنتَ نافذتي للشعر والسياسة، وحين عملنا معا في جريدة الحدث، وموقع عين نيوز في العشرين عاما الماضية كنت الطالب المجتهد الذي يتعلم، ويُنجز دون أن يخشى التجارب في خريف العمر.
في الكويت حين كنا صغارا، وكنت في عنفوان شبابك تقرأ شعر المقاومة الفلسطينية، وتطالع منشورات حركة فتح، كنت أنتظر غيابك لأمسك ما تركت، وأقرأ عن متلازمة الثورة والوطن.
من إرثك عرفت الشعراء محمود دروريش، وتوفيق زياد، وسميح القاسم، وحماسك كان طريقي للتظاهرات، وجمع التبرعات للثورة.
أبجديات كثيرة تفتحت عيناي عليها بفضل جموحك، أحببت بسببك اللغة، وتسرب إلى حياتي رويدا رويدا سحرها، وامتزجت بدمي لتشكل هويتي.
كم تساءلت مع نفسي لو لم تكن في حياتي.. هل كنت أنا ما عليه؟
في العقدين الماضيين كنت معي، وكنت معك، لم يكن ما يجمعنا العمل في بلاط الصحافة فقط، بل كنت حاضرا كتفك إلى كتفي في كل الأزمات التي عشتها، وأكثر من ذلك تشاركنا مشاغل الدنيا، ودوامة الحياة التي جمعتنا.
اليوم ننشغل بقصص “هلا” التي علمتنا عشق الصغار، وغدا مع “وليد” حكايات لا تنتهي، وعند “مريم” مفاجآت لا تتوقف، و”ليلى” بوصلة القلب، و”ناصر” الابن الموزع بيننا، و”انتصار” القاسم المشترك لكل اللحظات.
الحكاية لم تنتهِ، سنبقى نروي قصصنا للأحفاد الذين احتضنتهم ولم يشبعوا من حبك.
ستظل قهوتك حاضرة كلما اجتمعت العائلة، سنسترجع سيرتك، وسأحدثهم عن غضبك وصمتك، وسأكلمهم عن تفاصيل كثيرة لا يعرفونها، وأريد للجميع أن يتعرف عليها حتى يرونك مثلما أحببناك، ابنا، وأخا، وأبا، وجدا، وصديقا، ورفيقا، ومناضلا، وشاعرا دافئا.
حبيبي.. سنحج إليك حتى آخر العمر، فأنت هذا الهدوء الذي نحتاجه، وأنت عامود الدار الذي لا ينحني، ولا يُكسر.
سأقول لك.. في غيابك مهما تماسكت، وأظهرت من قوة فأنا أحتاجك، وسأظل أحتاجك، فأنت القلب الذي لا يضل الطريق.
وداعا وفي أمان الله أبا الوليد..
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي