السبت 27-04-2024
الوكيل الاخباري
 

أيدولوجية الكتب المدرسية الإسرائيلية (6-5)



الأساس الأيدولوجي العام في التعليم المدرسي الاسرائيلي بمثابة التنويم المغناطيسي للطلبة في المدرسة. ومن أجل هذا التنويم يتم تمحيص جميع الحقائق (Facts) وحصر جميع الروايات. إن الأساس المشترك أو الأرضية المشتركة لازمة لأي شكل من التواصل والتفاعل الاجتماعيين.اضافة اعلان

والفرضيات الاسرائيلية المشتركة في الكتب المدرسية الاسرائيلية فيما يخص الفلسطينيين/ العرب هي التالي:

فرضيات خاصة بالخطوط العريضة، أي بما هو قائم وموجود:
‌أ. حقوق اليهود التاريخية في أرض اسرائيل.
‌ب. كراهية للفلسطينيين/ العرب، وللاسامية في العالم.
‌ج. للعرب [الفلسطينيين] 21 دولة ولنا دولة واحدة.
فرضيات متناسبة بما كان وما سيكون:
أ‌. يشكل الفلسطينيون في اسرائيل مشكلة ديموغرافية يمكن أن تتسع وأن تتحول إلى تهديد ديموغرافي ما لم يتم ضبطها والسيطرة عليها.
ب‌. والفلسطينيون في المناطق المحتلة تهديد دائم يجب السيطرة عليه، وإلا ذبحونا.
فرضيات قيمية: ما الجديد والمرغوب فيه: دولة يهودية. أكثرية يهودية. سيطرة يهودية.
تنبثق هذه الأيدولوجيات أو القناعات من الذاكرة اليهودية الجمعية القائمة على العداء للعالم أجمع، لأن الذاكرة الجمعية الاسرائيلية تعكس عداء العالم لليهود، فأثناء التاريخ اليهودي بدءاً من تدمير الهيكل الثاني والنفي الإجباري لليهود من [فلسطين] في العصر الروماني (70م) وطيلة العصور الوسطى، وفي أثناء حركة الإصلاح الديني والثورة الصناعية حتى الوقت الحاضر، ظل اليهود أينما عاشوا وبانتظام واستمرار يخضعون لما يعرف الآن باللاسامية. وفي أثناء هذا التاريخ الطويل تعرضوا للضغط عليهم لتغيير دينهم، أو للطرد، أو للمذابح.
وكنتيجة لذلك صارت اللاسامية هي المعيار التقليدي اليهودي الذي ينظرون من خلاله إلى العالم، وأنها الاستجابة الطبيعية عند غير اليهود ضدهم. وعليه يوصف المجتمع اليهودي الاسرائيلي بذي العقلية المحاصرة المبنية على اعتقاد مهيمن أن المجتمع اليهودي وحيد في عالم معادٍ. ويشكل هذا الاعتقاد جزءاً ذا دلالة من الخُلْق الاسرائيلي . ومن ثم فإنه يؤشر على رويته للصراع العربي [الفلسطيني] الاسرائيلي، وعلى تسويته، وبالتالي يرفض أصحاب هذا النمط/ الذاكرة أي حل سلمي للصراع، واقتراح حل الدولتين. ومن ذلك – مثلاً – أن اسرائيل ظلّت حتى توقيع اتفاقية أوسلو 1993 ، تُوقع عقاباً شديداً على الفلسطينيين الذين يرفعون العلم الفلسطيني الذي يضعونه في بيوتهم لإظهار قوميتهم. كما منع الإسرائيليون لبس «بروش» يجمع العلمين معاً: الاسرائيلي والفلسطيني، كعلامة تصالح، ولإخفاء الاصابات المدنية ما أمكن نتيجة القصف الجوي في الخطاب الحربي الاسرائيلي.
أما أكثر الخطابات هيمنة في اسرائيل بالنسبة للمناطق الفلسطينية المحتلة [المغتصبة] فهو الخطاب الأمني الذي يضفي الشرعية على تصرفات اسرائيل نحو الفلسطينيين فيها، بينما تعظم الكتب المدرسية الاسرائيلية أفعال الرعب والإرهاب وتهريب السلاح التي كانت العصابات الاسرائيلية السرية كالهجناة، والارغون، وليهي( شتيرن) تمارسها ضد الاحتلال البريطاني وضد الفلسطينيين قبل إنشاء اسرائيل في إطار الخلاص اليهودي وتوصف بمصطلحات إجرامية الأفعال نفسها التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الإحتلال الاسرائيلي.
الخطابات الاسرائيلية لا حدود لها وكل منها يحتوي على عدد معين من المقولات أو العبارات. وبمجرد معرفة أحدها تتبادر إلى الذهن بقيتها. يوجد في اسرائيل خطاب مضاد للعرب حيث كلمة «العرب» تثير أو تستدعي إلى ذهن المتعلم/ة الإسرائيلي/ة جماهير قذرة من الناس الفظة والمحرّضة والإرهابيين والبدائيين، مضطهدي النساء، وكثيري الاطفال، ومتعددي الزوجات، والأصوليين. وفي الخطاب الشعبي الاسرائيلي، فإن للذوق العربي [الفلسطيني] والرائحة العربية، والعمل العربي، والموسيقى العربية… دلالات سلبية، وأن جمال المرأة المسلمة لا يلبي معايير جمال المرأة الغربية [يعني اليهودية طبعاً].
في زيارة لوزير الداخلية لمحطة الباصات في تل أبيب في 16/6/2009، نظر إلى شرطي سريّ اسرائيلي وقال له: « قذر. تبدو كعربي». وفي زيارته لمدينة اللّد المختلطة، قال: «مرعبة وكأنها معسكر جباليا». وأضاف: «استطيع معرفة مشكلات المدينة: إنهم العرب [الفلسطينيون] وسقط المتاع والسلع المستعملة، والعاهرات في كل مكان».
إن الفلسطينيين لا يحصلون على الحقوق نفسها التي يحصل عليها اليهود في اي جانب من جوانب الحياة، والخطاب المضاد للعرب [الفلسطينيين] خطاب مضاد أيضاً للمسلمين.