قام هذا المجتمع الذي تأسس ضمن دولة نبتت كشجرة الصبّار وسط الصحراء على قواعد عظيمة لأفضل موروث حضاري تقدمّي فاضل، جمع شمل الشامي مع المغربي والأرمني مع الحلبّي والحجازي مع الكردي والقوقازي مع البدّوي والنابلسي مع السلطي والخليلي مع الكركي واحتضن البلقانيّ مع البلقاوي، مجتمع لا يفرّق واختلاف ثقافات وعادات عززت سلوكيات متداخلة وأخلاقيات رفيعة، فتأسست الدولة برمتها على نشأة فاضلة وبرزت فيها روح التآخي وتعدد التقاليد، وأنتجت رجالات مبرزّين ضمن مجتمع محافظ لم يعبهّم تمسكهم بالفضيلة، إلى أن حصل التحول الاجتماعي والاقتصادي المعولمّ نحو التغوّل والشرّاهة وثقافة المصلحة الخاصة، فبدأ عصر الانحطاط الأخلاقي، ولم نعد نعرف من نحن.اضافة اعلان
اليوم إذا تخلت أجهزة الدولة عن دورها في إعادة ضبط السلوك الإجتماعي ولو بالقوة الجبرية وفرض القانون، فإن المجتمع الإنساني يتحول إلى بيئة حيوانية، فالإنسان بطبيعته ينجذب الى الأسهل والأسوأ وذلك بسبب التهاون و«الطبطبة» وحالة الميوعة التي وصلنا لها خلال السنوات الماضية، والتي صَعدّت أمواجها العشوائية وجوهاً لا تقيم للقيّم الاجتماعية ولا الفضائل العريقة أي وزن، وكل ذلك تحت عنوان غبّي اسمه الحرّيات العامة، مع أن أكبر دول العالم تحررا تضع قيودا وقوانين إلزامية على السلوك العام ولا يمكنك أن ترى في شوارع نيويورك أو عواصم أوروبية مراهقين يجوبون الشوارع بعد غروب الشمس دون مرافقين راشدين كما يحدث عندنا.
لا يمكننا أن نحشر الشباب والمراهقين في حظائر أو نمنعهم من الاستمتاع بحياتهم العامة، ولكن مسؤولية الدولة أن تمنع المنشآت التي تسهّل «تعهير» المجتمع، فكيف بحفل زواج شبابي مختلط يشارك فيه رجال ونساء بالألبسة الداخلية داخل أحد الفنادق يمكنه أن يربي جيلا يسعى نحو العلم والمعرفة وتحسين الاقتصاد والانخراط في العمل السياسي لرفع كفاءة عمل الدولة، أو الدفاع عنها إذا تعرضت لأي خطر؟
ما لا يفهمه المسؤولون أن كل شيء أصبح عندنا عدوى، من الفساد إلى حفلات «العهر» إلى روح التمرد وانتشار الزعران والبلطجة وعالم ملاهي الليل الحاضن لكل سفالات المجتمع، حتى عبارات التباهي بالعشائر والعائلات على زجاج السيارات المرهونة للبنوك، وهذا ما يشجع جرائم القتل بلا سبب وضرب بنية المجتّمع، والتراجع المخيف للروح الوطنية على حساب الوهمية العائلية والعودة إلى روايات تاريخية مزيفة، يستحي أهلها الحقيقيون أن يذكروا مآثر آبائهم وأجدادهم بعدما ظهرت طبقات لا تستحي من الكذب رغم معرفة الناس بهم،حتى الأنساب التي حرم الشرع التداخل بها أًصبحت بضاعة رخيصة يدعيها من لا يعجبه أصله، ما هذا الجنون.
الأردن اليوم يواجه مرحلة خطيرة، تحتاج إلى وعيّ الشباب وجهود الرجال والنساء للتخلص من إرث الحكومات التي طمرتنا تحت الديون، وقد بدأت مرحلة الابتزاز السياسي والاقتصادي تبرز بشكل فاضح، وأسهل باب لأعدائنا هو استهداف الأمن الوطني، فكيف سنحمي مستقبلنا بجيل لا يفرق بين الفضيلة والرذيلة وتملؤه الروح الوحشية، ومسؤولين لا يعرفون تاريخ بلدهم ؟!
اليوم إذا تخلت أجهزة الدولة عن دورها في إعادة ضبط السلوك الإجتماعي ولو بالقوة الجبرية وفرض القانون، فإن المجتمع الإنساني يتحول إلى بيئة حيوانية، فالإنسان بطبيعته ينجذب الى الأسهل والأسوأ وذلك بسبب التهاون و«الطبطبة» وحالة الميوعة التي وصلنا لها خلال السنوات الماضية، والتي صَعدّت أمواجها العشوائية وجوهاً لا تقيم للقيّم الاجتماعية ولا الفضائل العريقة أي وزن، وكل ذلك تحت عنوان غبّي اسمه الحرّيات العامة، مع أن أكبر دول العالم تحررا تضع قيودا وقوانين إلزامية على السلوك العام ولا يمكنك أن ترى في شوارع نيويورك أو عواصم أوروبية مراهقين يجوبون الشوارع بعد غروب الشمس دون مرافقين راشدين كما يحدث عندنا.
لا يمكننا أن نحشر الشباب والمراهقين في حظائر أو نمنعهم من الاستمتاع بحياتهم العامة، ولكن مسؤولية الدولة أن تمنع المنشآت التي تسهّل «تعهير» المجتمع، فكيف بحفل زواج شبابي مختلط يشارك فيه رجال ونساء بالألبسة الداخلية داخل أحد الفنادق يمكنه أن يربي جيلا يسعى نحو العلم والمعرفة وتحسين الاقتصاد والانخراط في العمل السياسي لرفع كفاءة عمل الدولة، أو الدفاع عنها إذا تعرضت لأي خطر؟
ما لا يفهمه المسؤولون أن كل شيء أصبح عندنا عدوى، من الفساد إلى حفلات «العهر» إلى روح التمرد وانتشار الزعران والبلطجة وعالم ملاهي الليل الحاضن لكل سفالات المجتمع، حتى عبارات التباهي بالعشائر والعائلات على زجاج السيارات المرهونة للبنوك، وهذا ما يشجع جرائم القتل بلا سبب وضرب بنية المجتّمع، والتراجع المخيف للروح الوطنية على حساب الوهمية العائلية والعودة إلى روايات تاريخية مزيفة، يستحي أهلها الحقيقيون أن يذكروا مآثر آبائهم وأجدادهم بعدما ظهرت طبقات لا تستحي من الكذب رغم معرفة الناس بهم،حتى الأنساب التي حرم الشرع التداخل بها أًصبحت بضاعة رخيصة يدعيها من لا يعجبه أصله، ما هذا الجنون.
الأردن اليوم يواجه مرحلة خطيرة، تحتاج إلى وعيّ الشباب وجهود الرجال والنساء للتخلص من إرث الحكومات التي طمرتنا تحت الديون، وقد بدأت مرحلة الابتزاز السياسي والاقتصادي تبرز بشكل فاضح، وأسهل باب لأعدائنا هو استهداف الأمن الوطني، فكيف سنحمي مستقبلنا بجيل لا يفرق بين الفضيلة والرذيلة وتملؤه الروح الوحشية، ومسؤولين لا يعرفون تاريخ بلدهم ؟!
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي