«الخوابي» دراما بنكهة فلسطينية

 
أسعدني وجود عمل درامي يحمل الفُسيفِساء الفلسطينية وينافس أعمالا سُخّرت لها أموال طائلة لتحقيق أهداف دنيئة للأسف الشديد.اضافة اعلان


مسلسل « الخوابي «، الذي أتابع حلقاته على قناة « دبي « وهناك ٧ محطات عربية تبثه ايضا.. تصدّى لانتاجه « المُقاتل « عصام حجّاوي الذي يقف مع اخرين وهم نُدرة لإنتاج أعمال في زمن عزّ فيه إنتاج أعمال أردنية.. تدور احداثه في قرية فلسطينية قبل الانتداب البريطاني وقبل وعد بلفور.. ويضم مجموعة من نجوم الدراما العربية والاردنية مثل النجم المتألق اياد نصّار في اول عودة له بعد ان نجاحاته ومنافسته لنجوم الشاشة المصرية ويقوم بدور « شديد « والنجمة المحبوبة عبير عيسى بدور « عاج « والفارس محمد العبادي بدور « منصور التابع « ومعهم باقة من النجوم.. سهير فهد ومحمد الضمور وداود كل الحب وهشام هنيدي وحسن ابو شعيرة وغادة عباسي وغيرهم.

الحكاية الفلسطينية قامت بتوليفها الكاتبة وفاء بكر.. التي جمعت بين رواية ماركيز « الحب في زمن الكوليرا « و» الجميلة والوحش « و» تاجر البندقية « ل شكسبير.. واخرجها محمد علوان وجرى التصوير في منطقة « سد الملك طلال « العام الماضي.

وعلى موسيقى المبدع وليد الهشيم وصوت المطرب رامي شفيق والمطرب غادة عباسي تنقلك كاميرا المخرج علوان برشاقة لتستمتع باللهجة القروية الفلسطينية ببساطتها وتناقضات الناس الذين يعيشون مثل كل البشر في صراعات وبينهم الطيّب والشرّير.

فنجد « منصور التابع « / الفنان محمد العبادي العجوز العاشق والذي يحبه أهل القرية ويهابونه يسعى لحبه القديم من « العاج « الفنانة عبير عيسى التي مات زوجها كما في « الحب في زمن الكوليرا «..

وتبدأ الأحداث بولادة مخلوق عجيب الشكل تهرب منه « الدّاية « وفيما بعد يقع في غرام فتاة جميلة كما في قصة « الحسناء والوحش « ويجسد الشخصية ببراعة الفنان محمد الجيزاوي.

وفي المقابل نجد « شيلوك « كما في « تاجر البندقية « الارستقراطي الجشِع الذي يتقمص شخصيته الفنان محمد الضمور الذي يسعى للحصول على مقابل دينه الزواج من اجمل بنات القرية.

دراما فلسطينية حقيقية تحمل مفردات الهمّ الفلسطيني وتشم من خلالها رائحة الارض عبر تشابك العائلات واختلافاتهم.

العمل لا يقتصر على النجوم بل هناك الكثير من المبدعين والفنّيين والجهد الذي نتج عنه عمل رائع يجعلنا ننحاز له في مواجهة اعمال اخرى تسيء للقضية الفلسطينية وتنحاز للاخر المحتلّ والمُغتَصِب.