السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

شجرة اللبلاب



منذ أسبوع، كنتُ اجلس في « حاكورة « بيتي. وأثناء انشغالي بـ « العزف على ارجيلتي « ، واستمتاعي ب « شاي/ المساء «.. باغتتني زوجتي وانا كالعادة « سارح « ، وقالت : اضافة اعلان


شايف اللي وراك...؟

ارتعبت.. وظننت ان هناك « أفعى « او « عقربة « وراء ظهري..

وتابعت زوجتي بعد احسّت بأن « بَعلَها « مرعوب...

وقالت :

شايف شو زرعتلّك ؟

قلت : خير اللهم اجعله خير.. موّتيني خوف..

قالت : جبتلّك « شجرة لبلاب «

وإضافة بسعادة تُحسد عليها :

مش أنت بتحب « اللبلاب « ؟

قلت : أجَل.. أجَل

واستدرتُ ، بعد عاد لي وعيي ، وإذا به غصن أخضر يتلوى فوق النافذة المُطلّة على « الحاكورة «..

واسترجعتُ شريطا من الذكريات مع « شجرة اللبلاب «.. وهي عنوان رواية محمد عبد الحليم عبد تلله الكاتب الرومانسي الذي احببناه ايام تفتّحنا على القراءة وعالم الكُتب.

وأذكر أنني كنتُ اذهب الى « مكتبة أمانة العاصمة « / أمانة عمّان حاليا.. من أجل استعارة روايات ومن ضمنها كانت روايات عبد الحليم عبد الله « غصن الزيتون « ورواية « لقيطة « و» شمس الخريف « وكان لرواية « شجرة اللبلاب « النصيب الأكبر من القراءة والاستعارة.

وكان يحلو لنا « في سِنّ المراهقة « ، الخربشة وكتابة « تعليقات « تعبر عن مشاعرنا المرهفة.. على أمل أن تقع الرواية بيد « فتاة « محبّة للقراءة وتكون صفحات الرواية « مكانا للتعارف « او « هايد بارك « للمراهقين المثقفين «.

ولعل اول « حالة « حُب تعرّضتُ لها في الصف الاول ثانوي.. كانت بتأثير العلاقة بين « زينب « بطلة « شجرة اللبلاب « وحبيبها « حسني « الشاب الذي كان يسكن في الشقة التي تعلو شقتها. وكان يكتب لها الرسائل ويبعثها عبر أغصان « اللبلاب « المتدلية أسفل نافذته.

ثم يقوم بهزِّها، وينتظر، فتلاحظ اهتزاز الخيوط، وتعرف أن صاحبها قد أرَّقه الحنين، ودعاه إليها، فتقوم هي الأخرى بهزِّ الخيوط، فيعرف أن صاحبته قد لعبت بها الأفكار، فسئمت من القراءة وسئمت من انتظار النوم، فينهض إلى النافذة، وينكس رأسه منتظرا ظهور وجهها في الظلام، تحفُّه أوراق شجرة اللبلاب، ولا يبدو منه إلا بياضه الذي يضيء المساء ويزيد الحنين اشتعالا. 

 

يتحدثان عما فعلاه في يومهما، تخبره بأنها كانت تعد خطواته بينما يمشي في غرفته، وتشكو إليه قلقها عليه، إذ كان يمشي كثيرا، فيخبرها بأشياء كثيرة.. ( إلى آخر الاحداث ).

عادت شجرة اللبلاب من جديد.. بعد ان غزى الشيبُ رأسي..فأتذكر تلك الأيام 

أيام البراءة

..

طبعا.. انا ماعندي جارة الآن ابعث لها « رسائل « عبر أغصان « اللبلاب «.. ولا استطيع ان « اكتب ع أوراق الشجر « كما فعل المرحوم فريد الاطرش..

أنا..عندي « حنين «..!!