شهدت أسعار المعدن الأصفر ارتفاعًا جنونيًا في الآونة الأخيرة مدفوعة بحالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، إلى جانب الرهانات المتزايدة على خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو المعدن النفيس كملاذ آمن.
وقال ألكسندر زومفه (Alexander Zumpfe)، المتداول في المعادن الثمينة لدى هيرايوس ميتالز ألمانيا (Heraeus Metals Germany): في ظل توقعات خفض الفائدة والمخاطر الجيوسياسية والمخاوف المستمرة بشأن القطاع المصرفي، لا يزال المناخ داعمًا بقوة للذهب.
وأضاف: قد نشهد بعض التماسك على المدى القصير نظرًا لحالة التشبع الشرائي في السوق.
ضغوط فنية وتحركات الأسواق الموازية
من الناحية الفنية، يبلغ مؤشر القوة النسبية للذهب 88، مما يشير إلى أن المعدن في حالة تشبع شرائي.
وفي الوقت ذاته، أدت تراجعات حادة في أسهم البنوك إلى هبوط الأسهم العالمية، بعد ظهور مؤشرات على ضغوط ائتمانية في البنوك الإقليمية الأميركية، مما أثار قلق المستثمرين ودفعهم إلى اللجوء للأصول الآمنة.
كما عبّر كريستوفر والر (Christopher Waller)، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، عن دعمه لخفض آخر في أسعار الفائدة. ويتوقع المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي يومي 29 و30 أكتوبر، مع خفض إضافي محتمل في ديسمبر.
وفي جانب آخر من المشهد، وجّهت الصين اتهامات جديدة إلى الولايات المتحدة بإثارة الذعر بشأن قيودها على تصدير المعادن النادرة، بينما رفضت الدعوات الأميركية للتراجع عن تلك القيود.
يُنظر إلى الذهب تاريخيًا كأداة تحوّط ضد عدم اليقين والتضخم، وكأصل يزدهر في بيئات انخفاض الفائدة. وقد ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 66% منذ بداية العام، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية، وتوقعات خفض الفائدة، ومشتريات البنوك المركزية، وحركة إزالة الاعتماد على الدولار الأميركي، إلى جانب تدفقات قوية في صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.
وقال مايكل هايغ (Michael Haigh)، رئيس أبحاث السلع العالمية في بنك سوسيتيه جنرال (Société Générale): أعتقد أن التدفقات الضخمة والمتواصلة إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب هي العامل الرئيس وراء ارتفاع الأسعار. وأفاد صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم، بأن حيازاته ارتفعت يوم الخميس إلى 1034.62 طنًا، وهو أعلى مستوى لها منذ يوليو 2022.
الذهب الآن
تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.63% ليصل إلى 4298 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 4378.69 دولارًا في وقت سابق.
إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات.
كما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم ديسمبر بنسبة 0.1% إلى 4310 دولارًا. ويتجه الذهب لتحقيق مكسب أسبوعي بنحو 8% حتى الآن.
وخلال الجلسة السابقة، كان الذهب على وشك تسجيل أكبر ارتفاع منذ سبتمبر 2008، عندما أدى انهيار بنك ليمان براذرز إلى إشعال الأزمة المالية العالمية.
توقعات مستقبلية وأسعار المعادن الأخرى
رفع بنك إتش إس بي سي (HSBC) توقعاته لمتوسط سعر الذهب لعام 2025 بمقدار 100 دولار ليصل إلى 3455 دولارًا للأوقية، كما توقّع أن يبلغ الذهب مستوى 5000 دولار للأوقية في عام 2026، بدعم من استمرار المخاطر العالمية المرتفعة.
وفي المقابل، تراجع البلاتين بنسبة 4% ليصل إلى 1644.75 دولارًا، بينما خسر البلاديوم 2.2% ليهبط إلى 1578.07 دولارًا.
-
أخبار متعلقة
-
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
-
"الأسواق الأوروبية" تسجل أكبر انخفاض أسبوعي في 6 أسابيع
-
روسيا تسجل انخفاضا في عائدات النفط الخام والمنتجات المكررة
-
تراجع الإسترليني أمام الدولار وارتفاعه مقابل اليورو
-
أسعار النفط تتجه نحو ثالث انخفاض أسبوعي عالمياً
-
أسعار الذهب تحلق عالمياً وتكسر حاجز 4300 دولار
-
انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية
-
ارتفاع جماعي لأسواق الأسهم الأوروبية