الجمعة 03-05-2024
الوكيل الاخباري
 

قتال الأشرار خارج الأسوار



استهدفنا الإرهابيون وفجّروا أبناءنا المحتفلين بأعراسهم في فنادقنا عام 2005، أوقعوا بنا نحو 70 شهيدا، ورغم تلك الجرائم البشعة، فقد انبرت من بيننا أصوات تقول إن الحرب على الإرهاب ليست حربنا !!اضافة اعلان


أمام ناظرينا مقولة الأمام علي بن أبي طالب الاستراتيجية، في فن الدفاع واستراتيجيته: «اغزوهم قبل أن يغزوكم، فما غُزِي قومٌ في عقر دارهم إلا ذلوا».

هذه القاعدة العبقرية تعني أن «قتال الأشرار يكون خارج الأسوار».

جاء قرار تغيير قواعد الاشتباك، الذي أعلنه قائد الجيش يوسف باشا الحنيطي، بعد صبر الكاظمين وحلم القادرين، أملته ضرورات وإكراهات لا مفر من التعاطي معها.

إن تطبيق قواعد الاشتباك الجديدة، يعني التوغل والمطاردة والكمائن والشهداء، لكنه قرار المهابة والردع، والدرء والمنع.

وسواء اندفعنا خارج الأسوار، أو قبعنا خلفها، فإن استهدافنا مستمر، وجيشنا مستمر في تقديم الشهداء، الذين لن يكون آخرهم الشهيد البطل النقيب محمد ياسين الخضيرات والشهيد البطل الوكيل محمد حامد المشاقبة.

ونحن على يقين أن المهربين-الإرهابيين الذين يدنون من حدودنا، سيقعون في مربع التقتيل الأردني الرهيب.

والتعديات الأخيرة على حدودنا تميط الستار عن وجود «نبعة» مخدرات مليارية في الجانب السوري، تتوفر جماعات مسلحة منظمة لحماية تجارتها.

تتفق مصالح الإرهابيين والمهربين وتجار المخدرات والسلاح، كما يحصل دائما، ويتكون تحالف الشر المستمر منذ سنة 2014.

الإرهاب لم يخسر الحرب. الإرهاب طبّق قاعدة حرب العصابات التي سنّها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ: «اضرب واهرب». فقد انسحبت داعش من مناطق كانت تديرها وتدر عليها عائدا ماليا باهظا، ناجما عن تجارة النفط والمخدرات والآثار والسلاح وتبييض الاموال.

وتسهم الأزمات الإقليمية المحيطة بالمملكة منذ عدة سنوات، في استنزاف مقدراتنا، التي منها أن نصف عديد قواتنا المسلحة يرابط على حدودنا منذ اندلاع الحروب العبثية في سورية، التي لم تسفر عن سقوط النظام كما اراد مشعلوها، بل أسفرت عن سقوط سورية وتشريد نصف شعبها ومصرع نحو 350000 من أبنائها.

وها هي اقبح ارتداداتها علينا، نحن الذين آوينا وما نزال، مليونا ونصف المليون مهجّر سوري.