الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

لا مستقبل لهم في منطقتنا



منذ فجر التاريخ ونزول الديانات عاش ابناء المنطقة خصوصا في فلسطين التاريخية عاش الجميع بسلام واحيانا خلافات طبيعية كما في كل الدول والشعوب والأمم، فقد كان الفلسطينيون الاغلبية من مسلمين ومسيحيين واقلية يهودية وكان العيش المشترك القاسم المشترك لجميع المواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، ولم يكن يضار اي في دينه ولونه وعرقه، فالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية تسير بشكل طبيعي، وكان الازدهار والرخاء يعم الجميع بتفاوت كما يقال هكذا الحياة والدنيا.اضافة اعلان


ومع احتدام الصراع والمنافسة الحادة بين الاوروبيين حيث شكلت الحربان العالميتان ذروته، وتقاسم المستعمر الاوروبي المنطقة العربية وزرع الحركة الصهيونية  في فلسطين التاريخية التي اصبحت الصورة اكثر وضوحا ضمن برامج عداونية فاشية لا زالت مستمرة حتى يومنا، ومع تقدم المشروع الصهيوني الذي اصبح اكثر وضوحا ..يتركز على الاستيلاء على الارض بدون اهلها وضمان الامن ومد اذرعه في المنطقة العربية مستفيدا من نكوص عربي اسلامي وتخاذل دولي.

في مطلع شهر ايار من العام 1998 وقبيل مرور نكبة 1948 وهي بالنسبة للكيان ذكري تأسيس الدولة زار عمان صحفي مرموق من الدنمارك بمهمة استقصائية ليتعرف كيف كان يعيش الفلسطينيون واليهود في فلسطين قبل العام 1948، وطلب مني صديق كان صحفيا واصبح لاحقا وزيرا  مساعدة الصحفي في مهمته، رغب الصحفي مصاحبته لاسرة متقدمة بالسن وكانت ابان النكبة وما قبلها، واستأذن بالتسجيل لغايات الدقة والمصداقية وقمت بدور المترجم للقاء الذي استمر قرابة ساعتين.
استقبلنا ابو حسن وزوجته رحمهما الله في منزل دافئ وبسيط في مخيم البقعة وكان عمره آنذاك نهاية العقد السابع، كانت الاسئلة واضحة والاجابات صادقة وصادمة في نفس الوقت..السؤال كيف كانت العلاقات بين المسلمين واليهود في فلسطين؟، قال ابو حسن كنا نعيش مع بعضنا البعض لافرق بيننا نشتري منهم ونبيعهم وهم كذلك نعيش جيرانا متحابين متعاونين بدون ضغينة، كانوا صادقين معنا وكنا اوفياء في تعاملاتنا معهم.

السؤال المهم الذي طرحه الصحفي ما دام الامور كذلك لماذا تركتم بلدكم؟..الجواب من ابي حسن بالصدق هاجمت عصابات صهيونية مناطقنا.. قامت بقتل المدنيين الامنين.. جاء الينا جيراننا  وهم يهود فلسطينيون عشنا زمنا طويلا قالوا لا نستطيع ان نحميكم من هؤلاء المجرمين والامر بأياديكم، وبعد تباحث ودعناهم والاسى باد على وجوهنا ووجوههم..الصحفي بعد برهة جال في نواح مختلفة من حياة الفلسطينيين قبل النكبة وبعدها.

يقينا انه بعد 72 عاما على نكبة فلسطين وبرغم اشتداد ظلم الاعداء، الا ان كافة المعطيات الديمغرافية والاقتصادية والحياتية تؤكد ان لا مستقبل للكيان الصهيوني في فلسطين وفي المنطقة العربية..نتنياهو مكانه اما بولندا او بوسطن التي اتى منها وكل من هو على شاكلته يعرفون اماكنهم الطبيعية..اما اليهود الذين عاشوا بيننا في فلسطين منذ زمن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، اما شذاذ الارض سيكون مصيرهم اصعب مما يعتقدون.. اذ لا مستقبل لهم في منطقتنا.