أشعر بالإهانة، كلما دخلت الى مكتب شخص ما ووجدت تمثال القرود الثلاثة المشهور، حيث يضع أحد القرود يديه على عينيه والثاني على أذنيه والثالث على فمه ليقولوا حكمتهم التافهة: (لا أرى لا أسمع لا أتكلم)
لذلك، ورغم فشلي في الرسم غير أنني حاولت إعادة صياغة هذه المعادلة بطريقتي على شكل رسم بدائي أضعه بشكل دائم على شاشة كمبيوتري العزيز. أقول حاولت إعادة صياغة المعادلة بشكل صحيح ومناسب ويحترم إنسانيتنا، رسمتها قرودا تفخر بأنها ترى جيدا وتسمع جيدا وتتكلم عندما ينبغي لها ان تتكلم...هي قرود تحترم نفسها.
القرود الحمقاء-قبل الرسم-تقول لك بالحركة والصورة: إن رغبت برضى هذا الشخص عنك، سواء كان مديرا أم خفيرا، فإن عليك التحول إلى كائن شبه نباتي لا يمتلك وعيا، لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم .... أنت مجرد شيء محايد يشغل، في هذا الكون الواسع، حيزا لا يستحقه على الإطلاق.
تقول القصة التي قد لا تكون حقيقية، لكنها ليست بعيدة عن الحقيقة، تقول ان علماء وضعوا خمسة قرود في قفص، يتوسطه سلّم علقوا في أعلاه قطفا من الموز، وقاموا بتجويع القرود.
قرد مبادر تسلق السلم لخطف قطف الموز، لكنه ما أن كاد يصله حتى تعرضت القرود الأخرى إلى وابل من المياه الباردة القوية التي أزعجتها وضايقتها وآلمتها. فقامت القرود التي تحت بضرب القرد الذي صعد ونتعه (بدنا) قويا وأنزلت دمه لابل كادت تقتله.
بعد فترة صار كل قرد يحاول الصعود، يتعرض للضرب والبهدلة من القرود الأخرى، طبعا يمنعونه من الصعود حتى لا يرشون بالماء البارد. ثم قام العلماء بعد ذلك بتبديل أحد القرود في القفص، فكان القاطن الجديد فورا يحاول الوصول الى قطف الموز فيتعرض للضرب المبرح من قبل القرود الأخرى، وبعد أكثر من (علقة) يدرك القرد الجديد بأن عليه ألا يحاول الوصول إلى قرن الموز، وإلا تعرض للضرب، دون أن يعرف السب ولا المسبب.
ثم كان أن قام العلماء بتبديل قرد جديد، فحصل معه ما حصل مع الجديد السابق إلى أن أدرك ان عليه ان لا يقترب من قرن الموز...ثم بدلوا قردا آخر وآخر ...حتى صار في القفص خمسة قرود جديدة لم يتعرض أي منها إلى عملية الرش بالماء البارد، لكنهم يجتمعون ويضربون معا القرد الذي يحاول الصعود إلى قرن الموز.
طبعا القرود لا تعرف لماذا تضرب القرد الذي قد يبادر بالصعود إلى الأعلى، لكنها تعرف أن هذا الأمر بمثابة العرف والقانون في هذا القفص.
هذا ما يحصل معنا – نحن البشر-في لعبة الترويع والتخويف، نخاف من أشياء لا ندركها ولم نشاهدها ولم نعانِ منها، لكننا ننساق مع رعب القطيع.
والعتبة قزاز,,,, والسلّم نايلون نايلون
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي