الإثنين 2024-12-16 11:23 ص
 

أحمد الشقيري: سيرة حياة وسيرة وطن

10:50 ص

الوكيل - كما يكتب عبد العزيز السيد في الفكر السياسي، يكتب كذلك في السيرة الذاتية وترابطها بحركة الحياة الاجتماعية السياسية- وآخر كتاب أصدره قبل أن يفارقنا..أحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية- من رواد الاستقلال والوحدة العربية- مطالعات وإضاءات’.اضافة اعلان

يشي عنوان الكتاب ‘أحمد الشقيري’ بانتماء عبد العزيز السيد إلى السيرة وانتماء السيرة إلى عبد العزيز السيد، هذا الانتماء الطالع من هموم كاتب سياسي، وأديب، نسج خيوط تجربته من وجع الوطن، ومن المعاناة التي أنتجتها طقوسية الهزيمة والاستسلام العربي، في المراحل السابقة، والتي غذّتها معطيات المرحلة الحالية فتستمر منتعشة لتعشعش في الذاكرة وتربك قرار التحدي.
وتتنوع هذه الهموم في كتاب عبد العزيز بين الدراسة والمؤتمرات التي حضرها أحمد الشقيري، والكلمات التي أُلقيت في تلك المؤتمرات والندوات التي عُقدت من أجل فلسطين.
الكتاب جاء في تسع فصول، وفهرس والوثائق، مع تصدير لحمد عبيدات، وتقديم ناصر الدين السد.
وقام بتغطية تكاليف إصدار الكتاب الأستاذ راكان خالد بن حثلين، كما جاء في شكر خاص، بقلم عبد العزيز السيد .زشكر خاص للاستاذ راكان بن حثلين على إسهامه المشكور بتغطية تكاليف طباعة هذا الكتاب، والذي ياتي من صميم عروبته وحرصه على توثيق تشكل مفصلاً تاريخياً في القضية المركزية للأمة العربية (فلسطين).
وجاءت كلمة التصدير لأحمد عبيدات ‘الخصوصية التي اراها في شخصية المؤلف الراحل عبد العزيز السيد، الذي بقي قابضاً على قلمه رغم شدة المعاناة والألم، التي كان يعيشها وناضل حتى الرمق الأخير ليكون هذا الكتاب خاتمةأعماله، فوضع فيه كل خبرته وكفاءته، وذاكرته وحكمته، فكان الكتاب وشخصية صاحب هذه السيرة ووثائقيته توامان، حيث اكمل المؤلف من مخزون أرشيفه ما أعطى الكتاب قيمة خاصة.
بينما يرى الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد، في كلمة التقديم:- (ولم يقتصر مؤلف الكتاب على ذكر الحقائق مجردة وكان فيها غَنَاء- ولكنه طرّزها بىرائه ومواقفه السياسية الشخصية وعبّر عنها بحماسته التي عرفناه عنه، ومع ذلك لم يجاوز تلك الحقائق ولم يُخِلّ بمصداقيتها.
يقول عبد العزيز في مقدمته ‘ومواصلة لدوره في الإسهام في نفض ستار التغييب عن الشقيري وإعادته إلى المشهد الفلسطيني، يجيب هذا الكتاب الذي لا يمكن وصفه بدراسة سياسية او ثقافية او تاريخية أو سيرة ذاتية، بل إنه شيء من كل هذا في إطار توثيقي تحليلي عن القضية ودور الرجل في مسيرتها، وهذا ما عكس نفسه على المنهج العلمي، للكتاب فقد تداخل فيه المنهج الوصفي بالتاريخي بالتحليلي في مزيج سعينا لكي نتكامل معاً في تحقق الرؤية المنشودة’.
وفي هذا المجال يطرح عبد العزيز تساؤلاً عن حدود التفاعل بين الدبلوماسية والعمل في الأمم المتحدة، كما جاء في الفصل الأول الذي حمل عنوان ‘الشقيري وفلسطين في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة’، ذكر السيد في هذا السياق ‘امضى الشقيري ستة عشر عاماً يدافع عن القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، أدلى بكل الجج وقدّم كل البراهين المؤكدَّة للحق العربي، وعبر عن خلاصة تجربته فيها بمرارة وألم في العديد من كتاباته، وخلص إلى أن التحرير لن يكون إلا على أرض فلسطين وبالثورة، فيقول: تحرير فلسطين لا يتم في الأمم المتحدة’.
لا تنفصل هذه الدعوة بشموليتها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فاوضح السيد في الفصل الذي جاء بعنوان ‘منظمة التحرير الفلسطينية من قرار إلى قيام المنظمة’، أن الشقيري أولى أهمية كبرى للعمل الثقافي والإعلامي، فقد اسس مركز الأبحاث، وفي الوقت نفسه ادرك أهمية الإعلام ودوره الفاعل في الكفاح والنضال، فأسس الإذاعة الفلسطينية…صوت فلسطين’.
بينما في الفصل السادس استدعى السيد هذا الواقع الفلسطيني، وقدم قراءة موضوعية لأثر الشقيري الفكري والسياسي، لذا لم يكن مستغرباً ان يحمل هذا الفصل عنوان ‘آثار الشقيري الفكرية والسياسية’، وذكر السيد في هذا الفصل: ‘ انصرف الشقيري بعد استقالته من رئاسة المنظمة إلى كتابة مذكراته ونشرها، وإلى إعادة ترتيب ما كتب من قبل ونشر، وغصدارها في كتب وذلك ابتداء من عام 1969، وقد أصدر حتى عام 1979 ( 17) كتاباً.
وأشار الكاتب في فصله السابع ‘الشقيري في كتبهم وكتاباتهم’ حيث ذكر العديد من الكتاب العرب، الذين رصدوا تجربة الشقيري، وقد بين إلى مقالة كتبها أ.د علي محافظة، التي جاءت بعنوان ‘أحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية’. إذ اوضح محافظة قائلاً’ من الظلم ان نحكم على أحمد الشقيري بكلمات وصفحات قليلة، فالرجل يستحق ان يُدرس وأن تُحلل شخصيته وتجربته ونضاله السياسي تحليلاً علمياً دقيقاً’.
والجدير بالذكر أن كتاب احمد الشقيري للكاتب الراحل عبد العزيز السيد، يمكن وصفه بخير الكلام، البحثيُّ الموثق مع العلم الدقيق، يبدو فيه الكتاب موضع تسليم، وتتسلسل المناقشة كما في المنطق المحكم، صورياً كان ام جدلياً، وتأتي النتيجة كأن لا نتيجة سواها بحتمية العقل أو حتمية التاريخ.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة