في زمن ما، كانت «بوسة» عابرة على الشاشة المحلية أو على القنال الأجنبي ، كفيلة أن ترفع التلفاز الأبيض والأسود على «السدّة» شهراً كاملاً...كعقوبة للمتفرّجين من جهة ، ولإثبات منسوب الورع العائلي من جهة أخرى، لذا ما ان يقترب وجه البطل من وجه البطلة 40 سم تقريباً حتى تسمع أصوات متناثرة من العائلة تردد نفس الكلمة «غيّر..غيّر..غيّر».
لا أدري هل تغيّر مفهوم الحياء أو «قلة الحياء» مع مرور الزمن ام تغيّرنا نحن؟؟؟..فمن خلال متابعتي لما يعرض على قنوات عربية المنشأ والإدارة والملكية ..أجد أن الأعمال الدرامية تزيد مواضيعها حساسية، ومشاهدها سخونة، وحياؤها قلة، في رمضان تحديداً !!..وان تنافساً في الانتاج محوره ؛ من يقدّم وجبة اكبر من الجنس ..والرقص .والمخدرات..وزواج القاصرات..وعبدة الشيطان.. أكثر ليظفر في الصدارة..كما بات من الواضح أن هناك مبارزة خفية بين المخرجين انفسهم، من يستطيع ان يرفع سقف الإثارة والغنج أكثر ليكسب شريحة مشاهدين أوسع..
أنا لست متشدّداً..لكني في نفس الوقت لست منحّلاً ..كل ما نريده أن تقودنا فطرتنا لا غريزتنا في عيشنا وتفكيرنا..بالله عليكم أي مثل وأخلاق وعفة سنقنع بها أولادنا ..وهم يشاهدون معنا ممثلاً ينقض على ممثلة ثلاثة أرباع عارية في مسلسل عربي يبث في نهار الصيام؟؟!!..
كلمة حق أود ان أقولها ..من بين كل البرامج المطروحة أمامنا كــ»بوفيه مفتوح» –شخصيا- لم يستهوني سوى برنامج خواطر للمبدع احمد الشقيري- من المحتمل هناك برامج مفيدة أخرى- لكن هذا الداعية القدير لم يُطل لحيته ليقنعني بإيمانه ، ولم يشدّ على مخارج الحروف ليستنفر عاطفتي ولم يثخن صوته أو يرفعه ليوصل فكرته ..كما انه لم يتوعد بالسعير ولم يسهّل الدين ليكسب الجماهير ..كل ما قام به أنه وضع المفارقة الحضارية بين يديك ؛ بين عالمٍ طبّق مبادىء الإسلام بالفطرة دون ان يتدّين به وبين عالمنا العربي !!..يختار لك أساليب عيش الشعوب في اليابان وبلجيكا وهولندا وبريطانيا وأمريكا وتركيا والبرازيل ودول أخرى ، مبيناً كيف يدير الناس والحكومات هناك شؤونهم وأزماتهم بإخلاص وحرفية ورقّي .. وكيف نديرها نحن بالفزعة والهوجنة، لن أفسد ما يقوم به الشقيري..تابعوه وستحكمون على ما أقول..أما أنا فمن واجبي أن أقول له : أحمد الشقيري شكراً لك..لأنك الوحيد الذي خاطبت عقلي واحترمته..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو