الوكيل - عندما تتابع أزمة المواصلات والنقل في العاصمة عمان، وفي معظم المحافظات الأردنية، وحجم الاختناقات المرورية الذي لم يعد يقتصر على فصل الصيف وعودة المغتربين فقط ودوام المدارس والجامعات، بل امتد ليشمل كل أيام السنة بشكل بات يشكل هاجسا ومنغصا جديدا يضاف لدورة حياة المواطن اليومية التي أصبحت مستودعا كبيرا وهائلاً للإحباط والتراجع في كل شيء.
محمد الدوايمة (21 عاما) يقول أنه يدرس هندسة الالكترونيات في جامعة البلقاء التطبيقية، و”معاناة المواصلات، تتكرر معه بشكل يومي منذ ثلاث سنوات، ولا يوجد أي حلول لهذا الموضوع في وقت قريب”.
ويشير الدوايمة إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن بعدم انتظام الحافلات بمواعيد محددة، ما يجعلها تتحرك بحسب «الامتلاء،» و “يؤخر الطلاب لعدم وجود عدد كاف من الحافلات لتقل الأعداد الكبيرة من الطلاب في أوقات الصباح والمساء”.
ربى محمد (33 عاما) تقول في مجمع سفريات الشمال، الواقع بالقرب من منطقة طبربور ، تأتي الحافلة، يتزاحم المواطنون المتأخرون عن أشغالهم على مدخل الحافلة، ويبقى الجزء الأكبر منهم في المجمع بانتظار حافلة أخرى،مينتا انها تضطر إلى خوض معارك أحيانا لركوب الحافلات من أجل الوصول إلى مكان عملها، في حين أن بعض الناس يصل بهم اليأس إلى درجة القفز عن بعض الحواجز، يتحدون المركبات المنطلقة فى منتصف الطريق، يتجاهلون احتمال التعرض للحوادث المميتة، في محاولة للحاق بإحدى الحافلات، خصوصا بعد إنتظارهم فترة طويلة حتى تأتيهم فرصة أخرى، وتجنبا خسارة وظائفهم بعد تكرر تأخرهم عن أعمالهم.
بيانات هيئة تنظيم النقل البري بينت مؤخرا انه يبلغ معدل الباصات المتوفرة لخدمة كل 1000 من السكان باص واحد فقط، وفقا للبيانات، وتصل نسبة الباصات لوسائط النقل العام في الأردن 23 %، ونسبة السعة المقعدية لأسطول النقل العام 190418 مقعدا، والسعة المقعدية للباصات فيبلغ معدلها 150960 مقعدا.
فيما يبلغ مجموع المركبات العاملة في المحافظات كافة 7222 مركبة موزعين بين بـ 3728 مركبة صغيرة الحجم، و2864 مركبة متوسطة الحجم، 630 مركبة كبيرة الحجم “حافلة”، حيث تعمل هذه المركبات على 1567 خطا.
وبحسب الاحصائية فإن عدد وسائط النقل العام الصغيرة والمتوسطة يفوق على نظيرتها الكبيرة «الحافلات» في محافظات المملكة الاثنتي عشرة.
وتحتل عمان العدد الأكبر من وسائط النقل العام، وبلغ مجموع تلك الوسائط 4130 مركبة، اضافة الى ذلك فقد جاءت العاصمة في المرتبة الاولى من حيث الاكثر وجودا للحافلات «المركبات الكبيرة الحجم» مقارنة بباقي المحافظات بمجموع 524 حافلة.
الدكتور محمد العية يقول لم يدركوا من يعمل في هيئة تنظيم النقل بعد أن عمان العاصمة تتوسع يوميا وان الحل ليس بتكديس المركبات من كوريا واليابان وألمانيا ومن مخلفات العالم الصناعي، بل بإنشاء شبكة مواصلات حديثة وواسعة تستطيع التكيف مع التزايد المتسارع في السكان بالإضافة للهجرات السكانية المتتالية وموجات اللجوء من الإقليم الملتهب، حتى أن نسبة كبيرة من الوافدين والمهجرين حملوا مركباتهم معهم ليزداد العبء أيضا، بحيث غدت العاصمة مجرد كراج سيارات كبير، إذ يتطلب الوصول لأي مكان في عمان كان سابقاً يحتاج بالعادة لدقائق أكثر من نصف ساعة حالياً ،بل أن الوصول لبعض الأحياء والمناطق في عمان يتجاوز الساعة ونصف ، فمثلاً تتطلب المسافة من الكرك للدوار السابع في عمان ما يقارب الساعة، في حين أن الوصول إلى قلب العاصمة من الدوار السابع يتطلب ساعة أحياناً.
وطالب العية بأهمية العمل على انجاز مخطط شمولي للحركة والمرور تنجزه أمانة عمان الكبرى، والتركيز على توفير وسائط نقل عمومية اقتصادية ومريحة وصديقة للبيئة، ودراسة إمكانية إنشاء شبكة القطار الخفيف داخل العاصمة، والتي من المفترض أن تخفف أو تساهم في الحد من حالة الاختناق المروري اليومي، ولا بأس من التذكير بان إنهاء قصة المشروع الذي اشغل الدنيا والناس» الباص السريع» أصبح أمراً ملحاً، لان بقاء البنية التحتية على وضعها الحالي يساهم في زيادة الأزمة المروية.
ودعى العية اعطاء قطاع النقل أهمية استثنائية تناسب أهميته في حياة كل مواطن أردني وبسرعة لان التقليل من أهمية التعامل مع مخاطر إهماله سيؤدي إلى تراكم المشاكل وتفاقمها بحيث يصعب السيطرة عليها مستقبلاً ، على انه من المناسب أن نذكر بضرورة ان يكون معيار نجاح أي مسؤول حكومي يتولى إدارة هذا القطاع هو نجاحه على الأقل في خلق حلول للتخفيف من الأزمة.
من جهته بين الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام الرائد عامر السرطاوي أن هناك عدة أسباب لأزمة السير في عمان ولا تقتصر على سبب واحد، ومن أهمها موسم عودة المغتربين بكثرة، والبنية التحتية للشوارع والطرق غير المهيأة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من السيارات.
وبين أن الطريق المخصص لاستيعاب الف مركبة تسير عليه قرابة 6 آلاف مركبة، أي أكثر من 5 اضعاف، وهو ما لا يتم استيعابه.
وذكر السرطاوي أن لسلوكيات السائقين ايضا الدور الكبير في زيادة الأزمة والاختناقات المرورية، حيث أن الوقوف المزدوج لمدة دقيقة واحدة مثلا في الشوارع الصغيرة، يؤدي إلى إرباك عملية السير ويعطل الحركة لمدة ساعة على الاقل.
واشار السرطاوي الى أن عدد السيارات الموجودة في المملكة حاليا قرابة مليون و200 الف سيارة، وأن المركبات تتزايد أعدادها في المملكة سنويا بمعدل 70 الف مركبة.
وبين أن من يوقف مركبته في طريق معين لمدة 5 دقائق قد يستغرق العمل على فتح الطريق أكثر من ساعة بعد ذلك.
وبين أن مواكب الافراح والتخريج المبالغ بها، بحيث اصبحنا نرى مواكب تخريج للمدارس ودور حضانة، والتي عادة تترافق معها سلوكيات خاطئه مثل إغلاق الطرق التي تؤدي إلى حدوث الازمات والاختناقات المرورية.وقال سرطاوي ان ادارة السير، عملت مؤخرا استطلاع سريع في عمان تبين خلالهان 35 % من السائقين، يستقلون مركباتهم لمجرد السير والتنزه عبر قيادة المركبة في الشوارع، وليس الخروج لسبب قضاء حاجة.
واضاف على أن ادارة السير عملت خطة شاملة خلال فصل الصيف للتخفيف من الأزمات ، تتمركز في ثلاثة محاور، أولها الرقابة وانتشار اكبر لمركبات التحقيق المروري ورجال السير في المناطق التي تشهد ازدحاما، والثاني يتمركز في مجال التوعية المرورية عبر إرسال مسجات ونشرات توعيه للسائقين، عبر مختلف الاذاعات.
أما الثالث يتمحور حول التنسيق مع الشركاء أمانة عمان الكبرى ووزارة الأشغال والبلديات، عبر تأجيل اعمال الصيانة والحفريات لأيام العطل او بعد اوقات الذروة.
الراي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو