الأحد 2024-12-15 03:26 م
 

.. أشخاص ورموز!

06:44 ص

اخذتنا «الثلجة» عن الاهتمام بظاهرتين نموذجتين لعلاقة المواطن بوطنه. وإذا كان علينا أن نحدد الرمز لهاتين الظاهرتين، فإننا نرجو القارئ أن لا يقف عند «الشخصنة» فالقصد هو الدلالة، والمؤشر وملامح وقسمات وجه مواطنين اخترنا منهم اثنين وقد نضيف الثالث إذا قرأنا التفاصيل في مقبل الأيام!!.اضافة اعلان

ونقول: لولا وجود معالي المهندس جمال الصرايرة على رأس إدارة شركة البوتاس لما تقرر اقامة الشركة وعلى حسابها سد وادي بن حماد بكلفة 26 مليون دينار اضافة إلى 5 ملايين خصصتها ادارة الشركة لمشروعات تنمية في محافظة البوتاس.. الكرك!!.
كان المهم في ادارة الشركات الكبرى رقم الارباح التي سيتم دفع ضريبة الدخل عليها، وتوزيع الارباح على مساهميها.. وجمال الصرايرة فعل شيئا آخر، فالى جانب الارباح، اعطى الرجل للمحافظة، ولبلده الاردن شيئا اقرب الى فهم دور القطاع الخاص.. فهما حقيقيا في تنمية الوطن!!.
لقد مرت سنوات منذ غادر ابو مشروع البوتاس علي الخصاونة، ولم نسمع ان ادارة الشركة قامت بمثل هذا المعلم الوطني.. حتى جاء جمال الصرايرة ليثبت ان ابن الكرك في البوتاس لم يكن اقل من ابن الكرك في الجيش.. حابس المجالي وان الاردن الذي قدم حابس ولاءه له، هو الاردن ذاته الذي قدم له جمال هذا النموذج الرفيع!!.
الشمعة الثانية نوقدها امام وزير العمل، نضال مرضي القطامين، فهذا الشاب الاستاذ الجامعي، خلق حالة غير مسبوقة في وحل شباب البطالة بالقطاع الخاص في ايام اسماها «ايام التشغيل» وفي اكبر قاعات البلد حيث يجلس الافراد وممثلو الشركات لاستقبال آلاف الشباب الباحثين عن العمل وعرض شواغر الوظائف عليهم، وتوقيع اتفاقات العمل والتدريب وكل ما يلزم!!.
ونضال، يجسد ما كان والده الحبيب مرضي القطامين يحلم به، في وطن أبوابه مُشرّعة امام الفرص.. وأمام آلاف العقول، والضمائر وقيم العمل لتأخذ مكانها في إدارة الوطن كما كان الوالد قد اعطى في ادارة التربية والتعليم، وبعدها في القطاع الخاص.. دون ان يضع احد يده على كتفه ويقول له: يعطيك العافية..
آلاف الشباب وجدوا فرصهم في «ايام التشغيل» وشركات كثيرة خرجت من عفن «الشطارة المالية» واستعباد العمالة الوافدة، الى الاجواء النظيفة لأحد أهم وسائل الانتاج: العمال!!. وكنا نظن ان سنوات طويلة على وزارة العمل، يمكن ان تبقى في حيز توزيع الوزارات على المحظوظين، حتى وصل الى وزارة العمل العالم الشاب الهادئ الذي اقام الجسور بين البطالة والعمل الوطني، فمن السهل ان نخرج كل يوم جمعة من احد المساجد ونتظاهر ضد البطالة والفساد.. لكن العمل وليس التظاهر هو الذي يخلق الفرص امام آلاف من شبابنا!!.
ثالث النماذج وكنا نراهن على قدرته في اخراج مشروع الباص السريع من عفن الشكوك، والاشاعة، والخوف من اتخاذ القرار.. وهو امين عمان عقل بلتاجي، فقد استقبله مجلس الوزراء، وناقش معه التفاصيل والارقام.. وقرر البدء بالمشروع الخطير الذي يمكن ان ينقذ عمان من جنون السيارات، ويعيد لشوارعها وناسها هدوء التنقل الآمن داخل المدينة، بدل هذا التكوم المريع لأناس لا يملكون الصبر، ويقطعون مئات الكيلومترات لشراء.. علبة كبريت!!.
كنت تسمع في القاهرة حتى الساعة الثانية صباحا كلمة «الزحمة» ومع ان المخططين في هندسة المدن فشلوا في الغاء هذه الكلمة من فم الملايين الكبيرة، الا ان مشروع القطارات تحت الارض خففت من معاناة الانسان.. وان لم تخفف من معاناة المدينة!!.
الاشارة الى ثلاثة من قادة التغيير لا يعني ان هناك قحطاً في الرجال.. فأنا أعرف المئات من العاملين بصمت من اجل أردن اجمل وانقى، لكن المهم ليس الانجاز الفردي.. وانما النموذج.. نموذج العطاء المادي والفكري والخلقي في ممارسة الموقع القيادي لمسؤوليته!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة