«أغنياء اليكسا» ..

الوكيل - مظاهر استغلال عديدة انتجتها تداعيات المنخفض الجوي «اليكسا»، منها فتح الطرق لمن تقطعت بهم السبل في أحياء في العاصمة.اضافة اعلان


أكثر حالات الاستغلال جسامة كانت صادرة عن اصحاب وسائقي جرافات خاصة، استغلوا حاجة المواطنين الضرورية وقاموا بطلب مبالغ مالية كبيرة لقاء تجريف مداخل الاحياء السكنية في العاصمة عمان، نتيجة قصور الاجهزة الخدمية عن فتح الطرق الفرعية.

«أغنياء اليكسا» .. وصف أطلقه مواطنون اضطرتهم الظروف لدفع مبالغ لقاء تنظيف الطرق أمام منازلهم.

فقد اجبر المنخفض الجوي الخمسيني ابو علي على استئجار جرافة خاصة بمبلغ 100 دينار لازالة اكوام الثلج المتجمدة التي اغلقت مدخل بيته الامر الذي تعذر معه الخروج لقضاء حوائجه حتى في الحالات الضرورية .

وتطلب وجود كميات كبيرة من الثلوج المتجمده امام بيت ابو محمد تدخل الية ثقيلة كالجرافات لصعوبة ازالتها نظرا لموجة الصقيع التي تمر بالمملكة.

ابوعلي وابو محمد لم يكونا وحدهم كانا جزءا من ضحايا الاستغلال من قبل بعض الجهات.

ففي احد احياء غرب العاصمة عمان طلب سائق احدى الجرافات الخاصة مبلغ 20 دينارا من كل شقة سكنية مقابل فتح مدخل الحي السكني والذي لم يستغرق معه قرابة الـ»10» دقائق .

بدوره اضطر الاربعيني ابو حسن وجيرانه الذين يقطنون عمارة في منطقة ام السماق لاستئجار جرافة خاصة بمبلغ 150 دينارا لفتح الشارع الفرعي المؤدي الى عمارتهم السكنية بعد كميات الثلج المتراكمة فيه والتي يتعذر معها التنقل.

ويروي ابو حسن كيف قام بالذهاب الى منطقة مجاورة بحثا عن الجرافة التي كانت تعمل هناك من اجل الاتفاق معها لفتح الطريق المؤدي الى العمارة التي يسكنها ، وهنا وافق سائق الجرافة ان يقوم بهذه المهمة لقاء 150 دينارا لعمل لا يستغرق نصف ساعة ولشارع فرعي لا يتعدى ال100 متر.

يقول إنه «وافق على دفع هذا المبلغ بالرغم من أنه مبلغ مبالغ فيه لكن الحالة الطارئة وضرورة فتح الطريق دفعته للموافقة على دفع المبلغ هو وجيرانه التسعة».

وهنا يحمل ابو حسن الجهات المسؤولة من الاجهزة الرسمية مغبة هذا الاستغلال لانها لم تقم بفتح الشوارع في معظم احياء العاصمة عمان ، الامر الذي دفع بالاهالي للاضطرار إلى استجار الاليات الخاصة.

وكانت الامانة نفت استغلال سائقي الجرافات والاليات التابعة للامانة حاجات الناس وذلك بطلبهم مبالغ مالية معينة لقاء تنظيف وتجريف بعض الطرق المؤدية الى الاحياء السكنية، وقالت «من يتقاضون مبالغ مالية هم غير تابعين للامانة ويعملون لحسابهم الشخصي».

ابو خالد والقاطن في منطقة سكنية تضم اربعة بنايات تقطنها 24 عائلة اضطر هو ايضا لاستئجار جرافة خاصة وبمبلغ 100 دينار لفتح مدخل البنايات السكنية والمؤدي الى الشارع الفرعي ، حيث ان هذا المدخل منذ بداية المنخفض الجوي ظل مغلقا ما تعذر معه التنقل خصوصا في الحالات المرضية والطارئة.

و يروي ابو خالد حجم المعاناة التي عاشها وجيرانه خلال الايام الماضية نتيجة هذا الاغلاق المصحوب بانجمادات كبيرة تعذر معها ازالة الثلوج، ما دفعهم للرضوخ لاستغلال اصحاب الجرافات الخاصة في وقت لم تصلهم آليات وجرافات الاجهزة الرسمية.

وكانت دائرة الارصاد الجوية اعلنت عن تعرض المملكة لموجة من الصقيع بعيد انتهاء المنخفض الجوي «الكسا» الامر الذي يعد خطرا على حالة الطرق نتيجة الانجمادات التي تتسبب بانزلاق المركبات، وخطورة التنقل للمواطنين.

كما حذرت الاجهزة الرسمية المختصة من موجة الصقيع التي تبعت المنخفض الجوي القطبي وعدم استخدام الطرق الا في الحالات الضرورية والقصوى خصوصا في ساعات الليل وساعات الصباح الباكر، الامر الذي صعب من عملية ازالة الثلوج نتيجة لحالة التجمد.

الراي