الخميس 2024-12-12 04:54 ص
 

أليس هنـاك أسـلوب حضـاري أكثـر من الإضـرابــات ؟

12:07 م

ألــم يحــن الوقـــت لنعيــد التفكيــر وإعـــادة النظـــر ، ونجــد وسـائل أخـرى حضـاريــة ، فيمــا يشـهــده الأردن ، ويشـغـل بــال وحــال معظـم الناس فيــه ؟ ألا وهـو الإضـرابــات خاصــة والإعتصـامــات والمسـيرات عامـــة ؟

منــذ أشــهــر والإضـرابات وغيرهــا متواصلــة في كـل أنحــاء الأردن ، وقـد قيــل فيهــا كل مـا يـود أن يقــال ورســائل كــي تـصل الى أصحــاب القــرار ، ونعنــي الحكومــة ، لتتعامــل معهــا بصــدق ومسـؤوليـــة .

وإن كانــت الحكومــات المتعاقبــة ، خيبــت أمــل الناس ، ولم تقــم بواجباتهــا ومسـؤولياتهــا نحــو المواطنيــن ، وتخفـف من معاناتهــم واحتياجـاتهــم ، بل زادت من إسـتـفزازهــم ومعاناتهــم، في قرارات متســرعــة ، لا تراعـي أحوالهــم ، ولا تنصــف المحتاجيــن فيهــم والمظلوميـــــن .

قــد تكــون الحكومــات قــد أخــذت على خــروج الناس في مســيرات ، أو اللجــوء الى الاضرابــات ، واعتــادت على تلـك الحــال ، ولا تحــرك ســاكنــا ، كــأن الأمــر طبيعيـــا، متناســية ان ذلك ليس هو الحــل الأفضــل ولا هو المقبــول ، بل يتوقــع منهــا ، أن تقــوم بتحــريك عجلــة الإصــلاح ومحاربــة الفســاد ، بطريـقـة أوســع وأســرع ، وتعيــد الحقــوق المنهـوبــة والمسلوبــة الى الشـعب وخزينــة الدولــة ، وتأخــذ لكــل واحــد حقــه من الفاســدين الذين أوصلــوا البلــد الى هــذه الحـــال .

هــا هــي نقابــة المعلمين ، وهــو مثالا وليس حصــرا ، قــد أضرب مدرسـيها في معظم مدارس المملكة ، ولا نــدري ما الذي جنــوه غيــر تعطيــل المدارس وتـرك الطلاب يهـومون في الشـوارع ؟ ألم يكــن الأجــدر بهــم وهم الطبقــة المثقفــة في المجتمــع ِ، أن تجــد لها وســيلة أفضــل وحضاريــة ، لتتعامــل بهــا في سـبيل ما تـود طرحــه أو إيصــالــه ، ونحــن لا نقلل من أهميتــه أو نعتــرض عليـــه ،لأصحــاب الشــأن والقـــرار؟

إن الحكومــة مطالبــة اليــوم وبــدون مماطلــة أو تسـويف ، في العمــل من أجــل تهــدأة خواطــر الناس ، وإعــادة الثقة بينهــا وبينهــم ، وذلك بتحقيق ما هــو يمكــن من إصــلاح ، وتحســين في المعاملـة خاصــة في الخدمــات التي تقدمهــا للناس ، والذين هم يقومون بدفــع ما يترتـب عليهــم ، وإعــادة النظــر في الأســلوب الليــن والمتسـامح مع الفاســدين ، الذين أصبحــوا كالسـوســة ينخـرون في أنحــاء الجســد الأردنــي ، ويشــكلــون أدوات ضاغطــة ، في تعـطيـل حركــة التغييــر والإصــلاح ، والحكومــة قادرة على ذلك إن خلصـت النيــة ، وتحملــت المسـؤوليــة ، بنزاهـــة وأمـانــــة .

إنه كما بــدأنا علينا جميعا أن نعيــد النظـر في الأسـلوب المتبع حاليا ، في إسـتمرار الاضرابات والمسيرات ، والتي تعطــل وتعيق حركة وعجلة التطــور والبناء، إضافــة الى الخســائر التي يتكبدهــا الوطــن في السـياحــة والعمــل ، وما يعــود ذلك بالخســارة على النــاس في ممتلكاتهــم ، والاحتقــان الذي يزداد يومــا بعــد يــوم ، بين رجال الأمــن ، الذين يقومون بواجبهــم في المحافظــة على الناس والممتلكــات ، والذين يخرجــون وهم جــزء من المواطنيــن ، الى المسـيرات والإضـرابــات .

إن أصحــاب الفكــر والــرأي ، والرجــال المخلصـين في هــذا الوطـــن، ورؤســاء العشــائــر والوجهــاء ، مطالبيــن أن يكــون لهــم موقــف ، من أجــل تقريــب وجهــات النظــر ، والعمــل من أجــل خــروج الأردن من هــذا الوضــع الذي لا يكســب أحــد منــه ، والإلتقـاء مع أصحــاب وجهــات النظــر المختلفــة ، من أجـل إيجــاد الحلــول التي تعــود على الأردن وشــعبــه بالخيـــر والأمــن والســـلام .

اضافة اعلان

عزام محمد البوريني
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة