الأحد 2024-12-15 05:54 م
 

أمام "الشبح" وجهاً لوجه!

06:36 ص

?عكس تلو?ح الملك (في خطاب العرش) بأنّ ا?ردن س?تخذ من الخطوات ما ?حمي مصالحھ، إذا لم ?تخذ المجتمع الدولي خطوات لمساعدة ا?ردن على صع?داضافة اعلان

ملف ال?جئ?ن السور??ن، حجم القلق الرسمي من العبء ا?قتصادي والس?اسي، وما ?نجبھ ذلك من ضغوط شد?دة على الموارد والبن?ة التحت?ة والمزاج
ا?جتماعي العام، وبح?ث أصبح ذلك ?مثّل بالفعل أحد أھم التحدّ?ات ل?من الوطني بأبعاده المختلفة!
بالرغم من ذلك، ?درك 'مطبخ القرار' تماماً أنّ خ?اراتنا في التعامل مع ھذه 'المعضلة' محدودة؛ إذ إننا نقع ب?ن اعتبارات قانون?ة وإنسان?ة ودول?ة من جھة،
وأخرى اقتصاد?ة وس?اس?ة وأمن?ة ود?مغراف?ة من جھة ثان?ة!
القلق ? ?ساور المسؤول?ن فقط ف?ما ?تعلّق بإدارة ملف ال?جئ?ن الموجود?ن حال?اً، والذ?ن ?قدّر عددھم بقرابة 600 ألف شخص، بل الخش?ة ھي من احتمال متوقع، وكب?ر، بأن تشھد الفترة القادمة تطورات جد?دة على ھذا الملف، بسبب امتداد ا?زمة السور?ة، وتدھور ا?وضاع ا?من?ة وا?قتصاد?ة، ما قد ?صل إلى
الماء والكھرباء، في المناطق الجنوب?ة من سور?ة، و?ؤدي إلى مضاعفة أعداد المتدفق?ن على الحدود ا?ردن?ة.
وبالرغم من نفي المسؤول?ن المتكرر، فإنّ ا?ردن قام بالفعل باتخاذ قرارٍ بعدم السماح بعبور ال?جئ?ن الرجال، قبل أشھر قل?لة، لكنّھ سمح للمرضى وا?طفال
والنساء بالدخول. وھو قرار لم ?ُجد كث?راً في الحدّ من حجم المعضلة، بل ربما فاقم من خطورة مخرجاتھا، و? ?ج?ب عن السؤال المھم غداً، والذي ?ؤرق
المسؤول?ن، ف?ما لو تفاقمت الظروف الس?ئة ھناك ووجد ا?ردن على حدوده عشرات ا??ف من ال?جئ?ن السور??ن المتدفق?ن؛ إذ ماذا ?مكن أن ?فعل؟!
المجتمع الدولي اعترف مؤخراً بأنّھ تباطأ وتراخى في دعم ا?ردن. إذ قدّرت ا?مم المتحدة ما وصل إل?نا من مساعدات بحدود 777 مل?ون دو?ر، ب?نما الكلفة
السنو?ة تصل إلى 2.1 مل?ار دو?ر، و?ُتوقع أن تصل إلى 3.2 مل?ار دو?ر في العام 2014!
معضلة ا?شقاء السور??ن تتجاوز ذلك إلى التداع?ات وا?بعاد ا?قتصاد?ة-ا?جتماع?ة. إذ إنّ أغلبھم (77 %) ?ق?مون خارج مخ?مات ال?جئ?ن، و?قدّر عدد
الطلبة السور??ن بـ80 ألف طالب وطالبة في المدارس، وأغلبھم ?ستف?دون من البن?ة التحت?ة والخدمات ا?ساس?ة الحكوم?ة، التي تقع تحت ضغوط غ?ر مسبوقة.
ال?وم، ھنالك عشرات ا??ف من ا?شقاء السور??ن، المعروف?ن بمھاراتھم الحرف?ة والمھن?ة، في سوق العمل، وأغلبھم -بالضرورة- ? ?متلكون تصر?حاً للعمل.
لكن قرار م?حقتھم وإغ?ق سوق العمل عل?ھم ل?س بالقرار البس?ط؛ فالعاملون ?ع?لون ال?وم عشرات ا??ف من ا?سر السور?ة التي تع?ش في ب?وت مستأجرة،
وتعتمد على ما ?جن?ھ ھؤ?ء العمّال والحرف?ون، ما ?ھدد مص?ر ھذه العائ?ت، و?ؤدي إلى تداع?ات اجتماع?ة وأمن?ة كب?رة!
?عترف وز?ر التخط?ط، د. إبراھ?م س?ف، على ھامش المؤتمر الذي عقدتھ ا?مم المتحدة مؤخراً في عمان، بأنّ ا?ردن لم ?قدّر -في البدا?ة- المدى الحق?قي
وا?بعاد المتعددة ?قامة ا?شقاء في ا?ردن؛ إذ لم تكن معالم و? مدة ا?زمة واضحة تماماً، وحُسبت الكلفة بمنطق استھ?ك البن?ة التحت?ة والخدمات والمساعدات
المباشرة. أمّا ال?وم، فإنّ تحد?د طب?عة الموارد المطلوبة تختلف؛ إذ إنّھا تأخذ في ا?عتبار احتما? كب?را بإقامة ممتدة ل?شقاء، ما ?عني أنّ الحد?ث ?تحول إلى
تعز?ز ا?ستثمار والمشروعات الرأسمال?ة والبن?ة التحت?ة بصورة عامة، وخطط تنمو?ة لمواجھة ھذا التحدي الكب?ر!
بالضرورة، ما نأملھ ھو أن تنتھي المأساة السور?ة، و?عود ا?شقاء إلى وطنھم معزّز?ن مكرّم?ن. لكن القراءة الموضوع?ة لما ?حدث، وتوقعات المسؤول?ن
الغرب??ن، ? تؤشر إلى أمل حق?قي بذلك. وحتى لو عقد مؤتمر 'جن?ف2'، فإنّنا أمام عمل?ة س?اس?ة ستأخذ سنوات في أحسن ا?حوال، وإن فشلت فسنكون أمام
كارثة إنسان?ة وإقل?م?ة، وح?نھا ?صبح ا?ردن وجھاً لوجھ أمام الشبح الذي كان ?خشاه، بعد أن أصبح واقعاً جد?داً!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة