أمل الدباس ..

في العالم العربي , تكون بطلا حين تنتصر إما على إسرائيل أو على السرطان ...فالمعركة مع إسرائيل قد تستنشق فيها الكيماوي , كونها دوما تستعمل أسلحة غريبة , والمعركة مع السرطان لابد فيها من الكيماوي .اضافة اعلان

لا أنسى أن السرطان هو معركة الفرد المصاب وحده, وإسرائيل غالبا حين تخوض معها حربا تترك وحدك منفردا وتكتفي الأطراف الأخرى إما بالشجب أو الإستنكار وأحيانا الذهاب للأمم المتحدة ...مثل حماس , وحزب الله تماما فقد ترك الحزبان وحدهما منفردين في المعركة .
أمل الدباس كأنها إنتصرت على إسرائيل , في اللحظة التي هزمت فيها السرطان وعادت للفن , وأنا أكتب عنها هذا اليوم لأني معجب بإقبالها على الحياة وعلى ممارسة كل جنون المسرح , والبحث عن نصوص تليق بها ....فهي غالبا ما تأتي إلى مركز الحسين الثقافي لمتابعة الأنشطة هناك , وقد رسمت على شفاهها كل بسمة تفاؤل وكل لحظة رضى .
الفنان الأردني , يعيش دوما رهن الظرف ..فهو يعاني قلة الإنتاج , وتهميش الدولة وصعوبات العمل ,وأحيانا قد يرضى بشيء لايمثل طموحه من أجل أن يحافظ على إطلالته عبر الشاشة ...ولكن أن يداهمه السرطان في ذروة عطائه , فهذا أمر متعب ومرهق ...
في حالة أمل الدباس , ما فعلته هو صورة تجسد إرادة الفنان الأردني وصبره ..فقد إنتصرت على المرحلة الفنية المتعبة , وعلى مرضها وعادت للحياة ...
وأنا هنا لا أكتب عن مرضها فقط , بل عنها كفنانة فطرية تسري الكوميديا في دمها من دون تكلف أو تصنع , هي سيدة الكوميديا , وفي لحظة ما اتكأ عليها البعض للصعود ...
فقط وددت أن أحي ممثلة أردنية عبقرية , أحييها على أنها إنتصرت على إسرائيل فالسرطان مثل إسرائيل يفتك بالحياة , وهي أيضا عبرت عن إرادة الفنان الأردني الذي في لحظة يقهر الظرف ...ويصر على الفن والحياة .