السبت 2024-12-14 07:11 ص
 

إطلاق موقع عائلة الرزاز بالكشف عن رسائل لم تنشر بين منيف ومؤنس

06:52 م

أطلقت عائلة الرزار أول من أمس في جاليري رأس العين، الموقع الإلكتروني www.razzaz.com، الذي يضم سيَرَ المناضل منيف الرزاز وزوجته لمعة بسيسو، وابنهما الروائي مؤنس.اضافة اعلان

ويجمع الموقع، وفق عمر الرزاز، إرثا من الرسائل والمذكرات غير المنشورة سابقا، وينشرها تباعا في أجزاء يشكل كل منها مرحلة من مراحل معترك الأسرة مع واقع عربي مأزوم وفي أكثر من بلد عربي (الأردن، سورية، العراق، لبنان) وعلى مدى الخمسين سنة الأخيرة من القرن العشرين.
وقال إنَّ 'تجربة الأسرة الصغيرة قد لا تكون استثنائية من حيث حجم التضحية. فقد ضحى آخرون وما يزالون على امتداد الوطن العربي في سبيل مبادئ وقضايا آمنوا بها ودفعوا ثمنا باهظا لها'، مبينا أنَّ ما يميز تجربة أسرة الرزاز 'كثافتها على المستوى الإنساني والفكري والأدبي والسياسي'.
وأوضح أنَّ كثافة أعمال منيف الرزاز الفكرية وأعمال مؤنس الرزاز الأدبية يرافقها كثافة في التجربة السياسية والإنسانية مكتوبة وموثقة في رسائل ومذكرات غير منشورة سابقا.
وتابَعَ أنَّ تلك الرسائل والمذكرات تُبرزُ الجانب الإنساني لتجربتهما وتداعياته على الأسرة والدور الاستثنائي الذي لعبته الأم في حياة زوجها وابنها، وأثر ذلك كله على مواقفهما من السياسة والحياة وعلى نتاجهما الفكري. وقال 'لا يعرف هذا الجانب إلا القلة من المقربين. وحتى هؤلاء تفوتهم مفاصل مهمة ومراحل مهمة، حيث امتد هذا الإرث عبر خمسين سنة، بين أكثر من بلد، وانتقل بين أعلى مواقع السلطة حيناً، وبين السجن والمنفى والإقامة الجبرية أحياناً أخرى'.
ويسجل الموقع، وفق عمر الرزاز، التاريخ الإنساني على لسان كل منهم، وبخط أيديهم، عبر رسائل شخصية عفوية كتبوها لبعضهم البعض، ومذكرات حميمة وشفافة، تعترف بالأخطاء والخطايا قبل أن تذكر أي مآثر، كما تشير إلى تحلل العثرات والكبوات والإخفاقات ولا تكاد تشير إلى أي من الإنجازات، مخالفة في ذلك التقليد العربي الدارج في كتابة مذكرات تستعرض بطولات الكاتب ونظرته الثاقبة وذكائه الفذ.
ولفت إلى أهمية الرسائل 'كونها تعبر عن مخزون هائل من الحب والعطاء، وقدرة مذهلة على التحايل على الألم واليأس للمحافظة على حيز ما من الأمل حتى في أحلك الظروف وأصعبها'، منوها إلى أنَّه مضى على تلك الرسائل التي انطلقت من الجفر أكثر من نصف قرن.
وقال عمر 'أعرف أين تبدأ رحلة موقع أسرة منيف الرزاز، لكن لا أعرف أين تنتهي'، مؤكدا أنَّ الموقع يضع في متناول القراء 'تجربة أسرة أردنية عربية صغيرة تفاعلت مع محيطها الفكري والثقافي والسياسي والنضالي والإنساني وعلى المستويين الأردني والعربي'.
وتمنَّى أن يجيب الموقع عن أسئلة كبيرة من خلال تجربة الأسرة الصغيرة، لافتا إلى أنَّها محاولة للتذكير بـ'سهولة اختطاف حلم الحرية تحت ذرائع مختلفة للسيطرة على العقل والإرادة'.
ويبدأ الموقع الرحلة بقصاصة صغيرة كتبها مؤنس العام 2001، قبل أشهر من وفاته. تلخص القصاصة، وبأسلوب مؤنس المميز، سيرة الأسرة على مدى خمسين عاما في أقل من صفحة واحدة. ثم يعود إلى البدايات حيث يتذكر مؤنس اعتقال الوالد مع عدد كبير من رموز المعارضة العام 1957 (وقد كان مؤنس في السادسة من العمر آنذاك).
بعد ذلك تدخل الرسائل مرحلة معتقل الجفر بين منيف ولمعة ومؤنس، فنلمس الخيوط الأولى لهذه العلاقة الحميمة الملأى بالحب والتعاضض، ولكن أيضا بوادر العلاقة المركبة بين مؤنس وأبيه. ولن تنتهي هذه الرحلة قبل المرور بسورية في أوائل الستينيات والترحال المستمر في أواخرها، وعمان في أوائل السبعينيات والعراق ولبنان في أواخرها، وحتى تحط الرحال عائدة إلى عمان في الثمانينيات، ورسائل مؤنس إلى عمر في التسعينيات التي تأخذ تدريجيا شكل البوح و'الاعترافات الجوانية' التي تطال كل جوانب حياته وعوالمه وتقلبات أمزجته، منتهية بنص كتبه يوم 2/2/2002، يوم دخل الغيبوبة، اختتم فيه مقتبسا من همنغوي 'قد يدمر الإنسان ولكنه لا يهزم،' وفارق الحياة بعدها بستة أيام، في 8/2/2002.
وجاءت الاحتفالية بإطلاق الموقع بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الروائي مؤنس الرزاز والذكرى الأولى لرحيل والدته لمعة بسيسو. وعرضت على هامش الاحتفال رسائل متبادلة بين القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي د.منيف الرزاز وزوجته لمعة وابنه مؤنس، التي يتم الكشف عنها للمرة الأولى، فيما تم عرض عدد من اللوحات الفنية التي رسمها مؤنس بريشته، وعرض أعماله الأدبية، فيما تم قراءة قصيدة غزلية كان كتبها د.منيف لزوجته من مقطعين، حيث كتب أحد مقاطعها عند خطبتهما العام 1949، وكتب المقطع الثاني أيام اعتقاله في الجفر العام 1957، والقصيدة.
كما تم عرض أكثر من فيلم وثائقي تحدثت عن حياة مؤنس ومحطات الاحتفال بذكراه بعد وفاته، ليقرأ الروائي هاشم غرايبة بعد ذلك نص مقال كتبه الرزاز الأب ونشره في مجلة الجيل الجديد التي كانت تصدرها مدرسة إربد العام 1949.
وقدمت فرقة 'جذور' مجموعة من المعزوفات الموسيقية قدمها عبدالوهاب ماهر الكيالي، منها مقطوعة 'في البال'، 'نوى' عبدالوهاب الكيالي، 'سماعي محير' كردي، 'الشيالين' سيد درويش.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة