الخميس 2024-12-12 12:38 ص
 

إلى سناء مهيار ..

12:30 م

كان من ضمن مهماتي..في الطفولة، لضم الإبرة لأمي حين كانت تقرر في ساعات العصر خياطة القمصان التي مزقناها في مشاجرات طفولية عابرة....اضافة اعلان

أتذكر أنها كانت تمضي وقتا طويلا في محاولات بائسة...وحين تمل تناديني...يبدو أن العمر والأولاد سرقوا من بريق بصرها الشيء الكثير.
أمهاتنا لم يكن يطلن الأظافر ولا يعرفن شيئا عن المناكير....يعرفن ربما لضم الخيوط في الأبر ويعرض خياطة الحنان والحب...وهن اللواتي أجدن فن حياكة الجسد مع جغرافيا الوطن.
ذات يوم زرت السيدة سناء مهيار في مكتبها كنت أحاول جاهدا حينها أن أكون أحد المحظوظين الذين قد يحصلون على قطعة أرض في أبو نصير من مؤسسة الاسكان ولكنها رفضتني لأن الشروط لم تنطبق علي.
حين دخلت لمكتبها لاحظت وجود إبرة وخيط، يبدو أنها كانت تحيك زرا في ثنايا الجاكيت أو تحيك أطراف المنديل...هي تشبه أمهاتنا واذا دققت في يديها ستكتشف أنها بدون أظافر وربما ستجد إذا سلطت مجهرا عليها أن ثمة بقايا للباميا أو الملوخية أو الباذنجان....
ما الذي يمنع أن تكون السيدة (مديرة)،وأم،وربة منزل مثل سناء مهيار.. ما الذي يمنع؟.
زرتها كثيرا..وكانت في كل مرة تملأ جيوبي بالشوكلاته..وتسألني عن أعمار أولادي...وتوصيني بأعطائهم الشوكلاته، وفي أحدى المرات أعطتني علبة بسكويت كاملة للأولاد....
أنا أحترم وأقدر قضاءنا النزيه والعادل ولا أعترض على أي قرار له.
قلت كان من ضمن مهماتي في الطفولة لضم الإبرة لأمي..كون بصرها قد تقاعد بسبب الأولاد وتعب العمر...لم يتغير شيء وأنا الان ألضم بعضا من الكلام لسناء مهيار فهي أم بسيطة وطيبة.
وأظن أن شيئا لن يتغير فهذه السيدة ستحيك الحياة باقتدار وستمضي في مسارها..وتكمل رسالتها اتجاه أولادها وزوجها ووطنها...ولكن لدي سؤال.
حين يبتلى أردني بالمرض أو الفقر أو السجن...فأنه يقول على الفور (العوض على الله)...وسؤالي لماذا تدخل سناء السجن ؟....في حين أن بعض من ابتلونا...بالمحن والمشاريع الاقتصادية الفاشلة ينعمون بالحرية...في هذه الحالة أيضا من الممكن أن نقول :- (العوض على الله).


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة