اسألوا أهل القدس

ليس مستغربا أن تقاوم إسرائيل تنفيذ طلب جلالة الملك عبدالله الثاني نشر كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى وما حوله فقد كانت العلة دائما إثبات وتوثيق الاختراقات الإسرائيلية واعتداءاتها على الحرم والمصلين فيه , وكانت دائما تملك قدرة تزوير الحقائق وإتهام الفلسطينيين , لكن ما يثير الدهشة أن يواجه هذا الطلب تشكيكا هنا ومن بعض الأوساط الفلسطينية.اضافة اعلان

في القدس هناك تثمين عال للإنجاز الهاشمي في الحرم الشريف , فالضغوط التي طلب أبناء القدس من الملك ممارستها لحماية الأقصى لا تعكس فقط ثقة بقدرة جلالته على صد الممارسات الإسرائيلية بل تكريس واقعي للوصاية المنفردة للهاشميين على الحرم والقدرة على حمايته.
مستغرب أن يقال بأن نشر الكاميرات هو فخ وقع فيه الفلسطينيون وأنها ستستخدم لاعتقال الفلسطينيين بحجج التحريض. وإن كان هذا الكلام غريبا , فالأغرب فيما نقرأه من تعليقات سخيفة تصدر في باب التقليل من شأن هذا الإنجاز ووضعه في إطار التشكيك , فهناك من يأخذ من الإتفاق سماحه لليهود بالدخول الى حائط المبكى وكأنهم لا يدخلون اليه وكأنهم قبل ذلك وحتى بعده لم يستبيحوا المقدسات وتحت حماية حراب العسكر ,المشكلة يا هذا ليست في دخول اليهود بل في منع دخول الفلسطينيين وفي إعتقالهم وفي التعتيم على ممارسات التهويد والدخول الى ساحات الحرم وتدنيسها وهو ما لم يكن موثقا ولا يقوم عليه دليل في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المراكز والعواصم المؤثرة والضاغطة.
الأردن في هذه القضية واحد , موقف الملك والشعب لا يتجزأ , فليس لمقاومته موقفان رسمي وشعبي , فدعونا من تصنيفاتكم المبتكرة في تمييع المواقف وإختراع الإختلافات فيها , باستخدام مصطلحات سخيفة مثل الأردن الرسمي والأردن الشعبي , وكأن لبلدنا في موضوع القدس وجهان وهي في قلب الهاشميين درة مقدسة لا تهاون عندهم في حمايتها وصونها وعندها لا تقبل مواقفهم الا الحسم وهي عند الأردنيين في مكان الروح.
قلنا سابقا وسنقول اليوم وغدا , وحدهم الهاشميون يذودون عن القدس ومسجدها وكنائسها , ولا تقل لي إخونجية ولا دواعش ولا قاعدة ولا يسار وطني وخلافه , كل هؤلاء يوجهون بنادقهم الينا ويمعنون فينا قتلا ويهشمون صورتنا وطنيين , أردنيين وفلسطينيين وعربا ومسلمين.
العرب مشغولون عن فلسطين وعن القدس,لكن وحده الملك مشغول بها ولها واسألوا أهل القدس فعندهم الخبر اليقين.