الخميس 2024-12-12 05:45 ص
 

الأردنيون يتساءلون: متى نعلن نتائج انتخاباتنا في أقل من 24 ساعة؟

08:42 م

الوكيل الاخباري - علاء الفروخ - أحمد المبيضين - أقل من 24 ساعة، هي الفترة التي استغرقت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي فاز بها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

اضافة اعلان

الفترة تبدو طبيعية بالنسبة لدولة بحجم وإمكانيات الولايات المتحدة، بيد أنها، أردنيا؛ تدفع باتجاه عقد مقارنة، قد تبدو في نظر الكثيرين غير متكافئة، بين ما جرى في 50 ولاية أميركية وما حصل في الانتخابات النيابية التي جرت أيلول الماضي، على مستوى 12 محافظة أردنية فقط!
يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 320 مليون نسمة، نحو 60% منهم شاركوا في الانتخابات، وهي النسبة الأعلى منذ العام 1968، وفق أرقام رسمية، وبالمقارنة يبلغ عدد سكان الأردن، بحسب الإحصاء الأخير أواخر العام 2015، نحو 9.5 مليون نسمة، 6.6 مليون منهم أردنيون، شارك منهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة 1.492 مليون ناخب، بحسب أرقام الهيئة المستقلة للانتخابات.
ثمة ما يدفع لعقد هذه المقارنات، عندما يكون الدافع هو حب الوطن والولاء لكل ذرة من ترابه.
سرعة إعلان نتائج الانتخابات الأميركية دفعت العديد من الأردنيين للمقارنة بين الانتخابات النيابية الأخيرة وتأخر إعلان نتائجها، وما شابها من اتهامات و'سرقة' صناديق واحتجاجات وقطع للكهرباء وغيرها من المظاهر، التي أضحت علامة فارقة في عمليات الانتخاب الأردنية.
ويتساءل كثيرون: إلى ماذا يفتقر الأردن من أجل إجراء عملية انتخابية سلسة وبسيطة، من دون تعقيدات 'وتدخلات' وتصفية حسابات شخصية! وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار شراسة الحملة الانتخابية الأميركية بين المرشحين وما تبعها من فضائح واتهامات وتسريبات، وصلت إحداها إلى اتهام المرشح الجمهوري بالتحرش الجنسي، فإن قبول الطرفين بالنتيجة أمر يثير الإعجاب، وهو بالتالي إحدى مظاهر الديمقراطية!
منذ لحظة إعلان بدء الاقتراع في الانتخابات الأميركية حتى لحظة إعلان النتائج، لم ترد أي أنباء عن حوادث مفتعلة، عدا تلك التي وقعت في ولاية كاليفورنيا، ورغم ذلك، أعلنت النتائج بأقل من 24 ساعة! أظهر الأميركيون ديمقراطيتهم بأبهج وأرقى صورة أمام أنظار العالم أجمع؛ لم يتذرعوا بـ'التزوير' أو التأخير أو غير ذلك من ذرائع، ولم يستغرقوا 3 أيام متتالية ما بين اقتراع وفرز لإعلان النتائج!
قد يتذرع مسؤولون بأن الأميركيين استخدموا أنظمة تصويت واقتراع وفرز متطورة لا يمتلكها الأردن! قد يكون هذا الأمر صحيحا، ولكن ألا يستطيع مسؤولونا إخراج نتائج أي انتخابات بأقل من 24 ساعة حتى ولو كانت بطرق بدائية، إذا ما تم البدء بفرز الأصوات في كل مركز اقتراع فور انتهاء التصويت؛ سؤال برسم الإجابة!
وفي هذا السياق، وعلى الرغم من أن زيارة رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، خالد الكلالدة ومحافظ العاصمة، سعد الشهاب، إلى الولايات المتحدة للإشراف على انتخاباتها الرئاسية تؤشر على عقلية منفتحة أمام تطوير العملية الانتخابية في المملكة عبر الاطلاع على أحدث وسائل التصويت والاقتراع والفرز في العالم، بيد أنها أثارت تندر معظم الأردنيين، الذين أكدوا أن لا تغيير آنيا على العملية الديمقراطية الأردنية، ما لم يتم استبدال ثقافة 'الفزعة'، بالبرنامج الانتخابي لكل مرشح!
ترامب، وعلى الرغم من فضائحه وتصريحاته المثيرة للجدل بشأن المهاجرين والمسلمين وأصحاب البشرة السوداء والأقليات الأثنية وغيرها، فاز برئاسة أقوى دولة في العالم لأنه أقنع ناخبيه، وهؤلاء الأقليات منهم، ببرنامجه الانتخابي، بالمقابل خسرت كلينتون الانتخابات، رغم الدعم الإعلامي الهائل التي تلقته.
'شو ناقصنا لنصير أحسن منهم؟!' هو لسان حال معظم الأردنيين، وخصوصا الشباب، الذين يمتلكون قدرات هائلة ونجاحات مذهلة، قادرة على إحداث ثورة في المجتمع وقطاعاته كافة.
ألم يحن الوقت لتستوعب الحكومة والمسؤولين أن بإمكان الأردن منافسة العالم بطاقاته البشرية، إذا ما صدقت بالفعل بمحاربة الفساد والمحسوبية والواسطة!
دروس عديدة بالإمكان استخلاصها من الانتخابات الأميركية، ونحن ننتظر التغذية الراجعة من الكلالدة وشهاب حول تجربة الإشراف على الانتخابات الأميركية، التي كان من أهم عوامل نجاحها فرز أصوات أكثر من 120 مليون ناخب بأقل من 24 ساعة!
سؤال أخير برسم الإجابة: لماذا استغرق فرز أصوات نحو مليون ونصف المليون ناخب أردني 3 أيام؟!

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة