الوكيل - يحتفل الأردنيون اليوم بالعيد الرابع عشر لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على عرش المملكة، مؤكدين على الدوام حرصهم على مواصلة مسيرة العطاء والذود عن الوطن والحفاظ على مكتسباته وانجازاته، ويطمحون وبعون الله وبحكمتهم وانتمائهم للأردن الغالي وولائهم للمليك المفدى الى المزيد من الخير والحياة الافضل.
كما يؤكد ابناء هذا الوطن مواصلة العمل نحو تحقيق الاهداف الوطنية الرامية الى الحفاظ على هيبة مؤسسات الدولة وتعزيز سيادة القانون وصون حقوق الانسان وتأكيد العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ضمن قواعد ومبادئ دستورية مرنة وقابلة للتحديث والاصلاح في بيئة تشاركية وحضارية تصون وتحفظ الوطن وابناءه وامنه واستقراره.
تميز فكر جلالة الملك ومنذ ان اعتلى العرش في التاسع من حزيران (يونيو) 1999 بالايمان بقدرات شعبنا العظيم وتميز حضوره بالعلم والمعرفة والاخلاق الكريمة المنبثقة عن ديننا الحنيف وعروبتنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا الكريمة السمحة.
الاصلاح الشامل وتعزيز قدرات الدولة العصرية وسياسة خارجية تتصف بالاتزان والاستثمار بالمورد الانساني والسير قدما نحو الاعتماد على الذات وتعزيز سبل التكافل والتضامن المجتمعي، والتركيز على التميز والابداع والتطوير والبحث عن وسائل وادوات جديدة في سد النقص في الموارد الطبيعية، وكذلك الاهتمام بتأهيل ابناء الوطن وتدريبهم في مجالات عدة، كانت جميعها اساسيات في جدول اعمال الوطن عبر الأعوام الأربعة عشر الماضية.
سار الأردن وبقيادة وحكمة جلالته قويا منيعا في ظل ظروف اقليمية ودولية دقيقة وشائكة، فبقي الوطن فاعلا ومؤثرا ومحافظا على وحدته وثباته في وجه كل التحديات، ليكون انموذجا في الاستقرار والامن والتسامح والايثار في منطقة غير مستقرة. وشهدت عمان وشقيقاتها محافظات المملكة كافة في عهد جلالته نهضة عمرانية وعلمية وتكنولوجية وثقافية وسياحية رائدة، وتتحدث عشرات المشروعات الناجحة خلال عقد من الزمان عن مناطق شملها التطوير والتحديث ليغدو الأردن بلدا اكثر حضارة ومدنية باهيا مزدانا باهله وانجازاتهم.
في عيد الجلوس الرابع عشر لجلالة الملك نستذكر بعض محطات الانجاز والاصلاح التي شهدها الأردن في عهده ومن اهمها الاصلاح السياسي، فقد تواصلت المسيرة الديمقراطية وكانت الانتخابات النيابية عنوانا لها، اذ جرت أربعة انتخابات نيابية، كان آخرها مطلع العام الحالي والتي كانت بشهادة المراقبين الدوليين محط تقدير بشفافيتها ونزاهتها، والاهم من ذلك حرص الأردنيين على المشاركة الفاعلة بممارسة حقهم الدستوري بالتصويت الحر والنزيه وباشراف هيئة مستقلة للانتخاب استحدثت ضمن تعديلات دستورية شملت اكثر من ثلث المواد. واستحدثت المحكمة الدستورية لتكون محطة مهمة في مسيرة الأردن الإصلاحية، من خلال ادائها لدورها في صون الدستور وتحصين منظومة القيم القائمة على العدالة والنزاهة والحيادية وترسيخ مبدأ احترام سيادة القانون، الذي يعزز دولة المؤسسات ويصون حقوق وحريات المواطنين.
وأقر في عهد جلالته قانون للاحزاب وقانون للانتخاب، وتجرى في شهر آب (أغسطس) المقبل الانتخابات البلدية التي تشكل محطة مهمة لتؤدي البلديات دورها المنوط بها في خدمة المواطنين، والقيام بدورها التنموي في جميع مناطق المملكة.
ويحرص جلالته على ارساء وتفعيل مبادئ النزاهة والشفافية، وفي رسالة الى رئيس الوزراء عبدالله النسور كلفه فيها برئاسة لجنة ملكية لتعزيز منظومة النزاهة قال جلالته “إن إرساء المبادئ العليا التي قام الوطن من أجل إعلائها كالعدالة، والمساواة، وسيادة القانون، إضافة إلى مكافحة الفساد، والشفافية، والمساءلة، والتي هي ركائز جوهرية للحوكمة الرشيدة في الأردن، هي القاعدة الأساسية والمنطلق الثابت لمسيرتنا الإصلاحية التي لن تصل إلى مداها المنشود إلا عبر بناء شراكة حقيقية ومتوازنة وفاعلة بين جميع مؤسسات منظومة النزاهة لتأطير التعاون البنّاء المرتكز على رؤية واضحة وأسس موضوعية'.
وجلالته يؤكد دوما ان الحوار والنقاش المنسجم مع المصالح الوطنية والعمل ضمن الاسس الدستورية في تعديل القوانين والتشريعات بما في ذلك الدستور هو السبيل للوصول الى المحافظة على منجزات الوطن والذود عن مصالح شعبنا الأبي.
ويمثل الدستور الأردني ركيزة اساسية للدولة الأردنية على مدى عقود، مؤطرا عمل السلطات الثلاث ومحددا حقوق وواجبات الأردنيين وهو ما اكده جلالته في رسالته الى رئيس اللجنة الملكية لمراجعة نصوص الدستور رئيس الوزراء الاسبق احمد اللوزي حيث قال جلالته: إننا إذ نتوجه اليوم إلى الأردنيين والأردنيّات معبّرين عن ضرورة معالجة موضوع التعديلات الدستورية بمنهجية وعمق، وحرص على الوصول إلى مخرجات ترفد الأداء المتميز لنظامنا السياسي، لنؤكد أن بلدنا يرتكز إلى إرث هاشمي راسخ في قيادة الإصلاحات الدستورية، فها هو دستور جدنا، المغفور له بإذن الله تعالى، جلالة الملك طلال بن عبدالله، مثال راسخ على الرؤية الوطنية الشاملة.
واعربت منظمات وهيئات دولية ومحلية عن ترحيبها بتعديل الدستور، وفي بيانها بهذا الخصوص قالت كل من الشبكة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان، ومنظمة هيومان رايتس ووتش، والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بانها ترحب بهذه المبادرة الملكية باعتبار ان هدفها التقدم نحو إرساء ديمقراطية قائمة على احترام الحقوق.
ولم تكن عملية الاصلاح السياسي المستمرة والمتواصلة وليدة لحظتها فهي متجذرة ومواكبة دوما للاحداث والتطورات داخل المجتمع الأردني، الا انها شهدت تسارعا متميزا في عهد جلالة الملك.
في مقالة بقلم جلالته حملت عنوان (الإصلاح أولويتنا) نشرتها صحيفة وول ستريت خلال نيسان (أبريل) 2004، كتب جلالته: في هذه الأيام يوجد في كل أنحاء الشرق الأوسط - في مجالات المال والأعمال، الحكومة، الخدمات الإنسانية والتعليم- جيل جديد من القيادة المنتمية للقرن الحادي والعشرين، لا يحدده العمر بل التزام مشترك بالمضي قدما، إننا نؤمن بأن الحرية والتسامح أمران أساسيان إذا أريد الوفاء بالإمكانات البشرية.. إننا نسعى إلى مؤسسات مدنية تحترم حقوق الإنسان، بما فيها المساواة بين الجنسين وحكم القانون، نعرف أن الحكم الشفاف والخاضع للمساءلة ضروري إذا أريد أن يسهم المواطنون في التغيير.
في فكر جلالته يتضح جليا اهمية تحسين حياة المواطنين، وفي تواصل دائم ومستمر كانت لقاءاته مع ابناء الوطن مباشرة تتصف بالتواد والتراحم والتكافل والصراحة والوضوح، ولان مساعدة المحتاج واغاثة الملهوف من شيم الأردنيين وجلالته قائدنا، فكثيرا ما فاجأ اسرا عفيفة في بيوتها المتواضعة يجالسهم ويحادثهم ويفهم شكواهم واحتياجاتهم، في صورة معبرة صادقة نابعة من الوجدان والضمير.
وجلالته يحرص على لقاء الشيوخ اهل الخبرة والحكمة كما يحرص على لقاء الشباب وجه الأردن الحضاري وفرسان التغيير يلتقيهم ويستقبلهم ويصطحبهم، تنصهر ثقافاتهم ومنابتهم واصولهم في بوتقة واحدة وهوية أردنية جامعة قائمة على المواطنة الصالحة.
وفي واحد من لقاءات جلالته بابناء الوطن في الديوان الملكي الهاشمي قال: لا أحد يحتكر مكونات الدولة، النظام هو المؤسسات والمواطنون، وكل فرد في هذا المجتمع هو جزء من النظام، وهذا البلد، الذي لا يملك إلا رجالاته وعزيمتهم، تحدى المستحيل بتضحيات لن تنسى، وهذه الدولة الأردنية ليست إنجازا لشخص، أو طرف واحد، وإنما هي إنجاز تراكمي لكل الأردنيين من جيل إلى جيل.
وفي كلمة لجلالته بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس الجامعة الأردنية اجاب جلالته عن سؤال من هو الأردني بقوله: الأردني هو الذي يعتز بهويته الأردنية وبانتمائه الحقيقي لهذا الوطن، والأردني هو الذي يقدم مصلحة الأردن على كل المصالح والاعتبارات، والأردني هو الذي عندما يمر الوطن بظروف صعبة أو استثنائية، يسمو بكرامته وانتمائه على كل مصلحة شخصية أو حزبية أو جهوية، ويقف إلى جانب الوطن في مواجهة كل التحديات، والأردني هو الذي يقوى بالوطن ولا يستقوي عليه، ولا ينتهز الفرص للتحريض عليه، والأردني لا يقبل بأي أجندة إلا إذا كانت مرتبطة بتراب الأردن وتضحيات الأردنيين وطموحاتهم، الأردني هو الذي يقيس ثروته الحقيقية بمقدار ما يقدم من عطاء وتضحية وإنجاز وليس بمقدار ما يملك من مال أو جاه.
وارتباطا مع احتياجات المواطن الخدمية المباشرة (التعليم والصحة والسكن) فقد حقق الأردن في عهد جلالته نجاحات وانجازات ومشروعات في هذه القطاعات المهمة، فازداد عدد المدارس وتحسنت نوعية التعليم خاصة الاساسي وازداد عدد المستشفيات والمراكز الصحية الشاملة فيما شهد بعضها تحسنا في بنيتها ومرافقها ونوعية خدماتها وذلك باشراف مباشر ومتابعة من قبل جلالته الذي زار اكثر من مرة مستشفيات حكومية واطلع على طبيعة الخدمات فيها، ونفذت التوجيهات الملكية السامية بتوسيع مظلة التأمين الصحي الشامل، وانجزت مبادرات ومشروعات مهمة في توفير السكن الملائم وخصوصا للعائلات المحتاجة من خلال تنفيذ مشروع اسكانات للاسر العفيفة.
وللمرأة الأردنية حضور متميز في المشاركة في عملية النهضة التنموية الشاملة التي يشهدها الأردن في عهد جلالة الملك، فقد ازدادت نسبة مشاركتها السياسية في تشكيل الحكومات وفي مجلسي الاعيان والنواب وكذلك في البلديات، وتراجعت بشكل ملحوظ نسبة الامية بين الاناث مقابل ارتفاع هائل ومضطرد في تحصيل المرأة الاكاديمي العالي، واسهمت بشكل اكبر في النشاط الاقتصادي والثقافي والاعلامي.
وفي الشأن الاقتصادي شهد الأردن في عهد جلالته توجها نحو قطاعات استثمارية جديدة واهمها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث يسير الأردن بخطى ثابتة نحو تأكيد حضوره في هذا المجال سواء من ناحية التركيز على مسارات التعليم او من ناحية التشجيع على اقامة مشروعات رائدة في هذا القطاع الذي ينشىء ويدير 75 بالمائة من مجمل محتوى الإنترنت باللغة العربية في المنطقة.
ولمواجهة التحديات التي يفرضها واقع افتقار الأردن للمياه واستيراده لما نسبته 96 بالمائة من احتياجاته من الطاقة، فان جلالته يركز على اهمية الأساليب التكنولوجية الحديثة في إدارة واستثمار الموارد والبحث عن خيارات الطاقة المتجددة كالرياح، والطاقة الشمسية والنووية.
وللمرة السابعة احتضن الأردن مؤخرا المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انبثق عنه العديد من المشروعات والافكار الريادية على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
وجلالته يوجه دوما إلى مساعدة القطاع الخاص لتجاوز المعيقات التي تواجهه كونه الشريك الأساس في عملية الإصلاح الاقتصادي، التي تعد المفتاح للتصدي ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة ويدعو الى ضرورة تكثيف الاهتمام لإقامة شراكات بين المستثمرين الأردنيين والأجانب، والاستفادة من المناطق التنموية وموقع مدينة العقبة كبوابة للنفاذ إلى الأسواق الإفريقية ودول الشرق الأوسط.
ويشدد جلالته على أهمية صون حقوق المواطنين وإنفاذ سيادة القانون على الجميع بمنتهى الحزم والشفافية، بوصفه المظلة التي تحمي مسيرة الديمقراطية والإصلاح في الأردن. واهتم جلالته بالشباب مركزا على اهمية التميز والابداع، فكان ان خصصت العديد من جوائز التميز لهم بل وللشباب العربي كذلك، اذ سلم جلالته في المنتدى الاقتصادي العالمي (جائزة الملك عبد الله للإنجاز والإبداع الشبابي) لثلاثة من الشباب الريادي العربي المبدع من السودان ولبنان ومصر، من بين 365 شاباً تنافسوا عليها من 13 دولة عربية.
الحضور العربي والدولي الذي اكده الأردنيون بقيادتهم الحكيمة كان واضحا وماثلا بشهادات ضيوف المملكة من اشقاء واصدقاء، وكذلك على منابر المحافل وفي المؤتمرات واللقاءات العربية والدولية، فكان الأردن وكما هو عليه دوما سندا وعونا للامة العربية ولشعوبها يقتسم معها لقمة العيش وقطرة الماء يغيث الملهوف ويحنو على الضعيف.
لقد تحمل الأردن جراء الازمة السورية تبعات اقتصادية واجتماعية وديمغرافية هائلة انطلاقا من انتمائه العروبي ونظرته الى اللاجئين الذين يدخلون الى الأردن اشقاء واخوة، واضافة الى البعد المادي فقد قامت قواتنا المسلحة الباسلة وشعبنا الابي بجهود جبارة وكبيرة لتوفير الحماية والمأوى لمئات الآلاف من اشقائنا في واحدة من حالات التعامل الانساني الذي سطّر الأردن فيها على الدوام سجلا ناصعا حيث لم يغلق حدوده في وجه أي عربي.
وفي المحفل الدولي بقي جيشنا العربي الباسل بطلا ضمن مشاركته في قوات حفظ السلام والامن الدوليين.
ويولي جلالته قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية جل رعايته تدريبا وتأهيلا وتسليحا، لتدخل طورا جديدا من التقدم والتطور، وخلال الشهر الماضي افتتح جلالة الملك القائد الاعلى للقوات المسلحة الأردنية مصنع شركة جدارا للمعدات والأنظمة الدفاعية، إحدى شركات مجموعة كادبي الاستثمارية التابعة لمركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير.
وجلالته يدعو دوما الى تطوير الأداء الإعلامي والارتقاء به على أسس من المهنية والموضوعية، وبما يضمن الموازنة بين حرية الإعلام والمسؤولية. وبقي الأردن في عهد جلالته محافظا على موقفه الثابت ازاء القضية الفلسطينية التي يعتبرها جوهر الصراع العربي الاسرائيلي وخلال مؤتمر القمة العربية الذي عقد في العاصمة القطرية العام الحالي قال جلالته: إن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته في تكثيف الجهود من أجل إعادة بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإحياء مفاوضات السلام، للبناء على ما تحقق، ومعالجة جميع قضايا الوضع النهائي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. وفي آذار (مارس) الماضي وقع جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان اتفاقية تاريخية، أعادت التأكيد على أن جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها، خصوصا المسجد الأقصى، المعرف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف.
ويدعو جلالته على الدوام الى تفعيل العمل العربي المشترك، وفي مقابلة مع صحيفة الشرق القطرية قال ان “التحديات الاستثنائية وغير المسبوقة، التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، تستدعي منّا جميعا تنسيق الجهود المتصلة بتفعيل العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون بين الدول العربية، لمواجهة هذه التحديات، والحد من آثارها وانعكاساتها السلبية على مصالح أمتنا الإستراتيجية وقضاياها المصيرية”. وواصلت السياسة الخارجية في عهد جلالته الوقوف على المبدأ الثابت في التوازن والاحترام المتبادل بين الأردن وجميع دول العالم، وكان لجلالته زيارات عدة الى مختلف دول العالم كان محورها الاساس القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ونقل صوت وصورة الانسان الأردني المتميز بالفكر والحضارة والابداع كما استقبل الأردن العديد من زعماء دول العالم وقادته.
وفي يوم الجلوس الملكي، قلد الملك جلالة الملكة رانيا العبدالله، قلادة الحسين بن علي.
وعلى درب ونهج ورؤية جلالة الملك تسير جلالتها مهتمة بالتعليم والتنمية المستدامة ورعاية الابداع والتميز والشباب.
تقول جلالتها على صفحتها الالكترونية: بدون تعليم ستستيقظ كل صباح محدودة قدراتك.. غير قادرة على تجاوز ما كانت عليه بالأمس، فالتعليم ليس علوما وجغرافيا وتاريخا وفنا فحسب.. ولا معلومات تعبئ بها عقلك، بل مفاتيح لأبواب عقلك تشرعها فتستوعب الدنيا.. وحينها يصبح العالم أفقك ويصير الحلم طموحا.
وجلالتها تؤمن بحق الانسان في الطموح وبأننا نولد جميعا سواسية، لأننا خلقنا جميعا بنعمة العقل.. وتقول حقك أن يكون غدك واقعا لا حلما.
وجلالتها ترأس مجلس أمناء المجلس الوطني لشؤون الأسرة الذي تأسس العام 2001، كمؤسسة مجتمع مدني، بهدف العمل على تحسين نوعية حياة الأسرة الأردنية بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والمساهمة في وضع السياسات والاستراتيجيات والخطط التنموية ذات العلاقة بالأسرة وأفرادها ومتابعة تنفيذها.
ويعمل المجلس على تحديث الاستراتيجية الوطنية لكبار السن التي اطلقها العام 2009، وتحديث الخطة الاستراتيجية لحماية الأسرة من العنف، كما درب المحامين على قوانين الاسرة، وانجز اسس اعتماد الحضانة.
وانجز المجلس مسودة مشروع تعديل قانون الحماية من العنف الأسري، كما انهى اعداد نظام اعتماد لرياض الأطفال في الأردن ويتطلع الى وضع آلية عمل له.
وتحت رعاية جلالتها أعلنت شركة مايكروسوفت الأردن ايار (مايو) الماضي عن أسماء الفائزين في مسابقة كأس التخيل لابتكار حلول لتوظيف التكنولوجيا في مجالات الحياة المختلفة وهي مسابقة طلابية عالمية ألهمت المنافسة 450 طالباً من مختلف الجامعات الأردنية لابتكار حلول لتوظيف التكنولوجيا ولتحقيق أفكارهم ومشروعاتهم وإثراء حياة الناس من حولهم وذلك عبر استخدام أحدث برمجيات مايكروسوفت التقنية. وبصفتها احدى اعضاء اللجنة رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية لما بعد 2015، شاركت جلالتها بقية اعضاء اللجنة في تسليم تقرير عملهم النهائي الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
واختار امين عام الامم المتحدة اعضاء اللجنة في شهر اب (أغسطس) الماضي، بهدف رسم رؤية جديدة لجهود التنمية العالمية في المستقبل.
وخلال فترة اعداد التقرير شاركت جلالتها في اجتماعات اللجنة لبحث شمول قضايا مختلفة كزيادة العمل للحد من الفقر في العالم، وضرورة تضمين التنمية الانسانية في اطار عمل الاجندة، كما التقت ممثلي مؤسسات مجتمع مدني وشباب للاستماع الى مقترحاتهم حول اولويات التنمية لما بعد 2015.
وفي شباط (فبراير) الماضي شاركت جلالة الملكة في عمان بجلسة تشاورية عقدت حول التعليم في الأردن وربطه بسوق العمل، ضمن سلسلة مشاورات عقدتها منظمات الامم المتحدة للعديد من القطاعات وبمشاركة المعنيين من راسمي السياسات والمنفذين والمستخدمين والمستفيدين لتحديد اولويات خطة التنمية لما بعد العام 2015.
كما شاركت جلالتها في عمان خلال اذار (مارس) الماضي باعمال ورشة اقليمية لوضع الاولويات الانمائية العربية لما بعد 2015 عقدت بدعوة من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومؤسسة الامم المتحدة استهدفت مناقشة أولويات أجندة التنمية.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، افتتحت جلالتها في عمان اعمال المنتدى العربي للتنمية الذي نظمته مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية الإقليمية حول أولويات التنمية في الدول العربية لمرحلة ما بعد العام 2015.
وفي اطار اهتمامها بدعم الابداع والمبدعين افتتحت في ايار (مايو) الماضي في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة اكبر واشمل معرض فني تشكيلي أردني بعنوان (70 عاماً من الفن الأردني المعاصر).
وفي شهر شباط (فبراير) الماضي التقت جلالتها الطلاب الأردنيين الذين شاركوا في مسابقة انتل للعلوم – العالم العربي للعام 2012 التي أقيمت في دبي، وحققوا نتائج متميزة بعد منافسة مع 130 طالبا وطالبة من 11 دولة عربية.
وفي بداية العام الحالي زارت جلالة الملكة مدينة الحسين الطبية وتفقدت اقساما جديدة في مستشفى الملكة رانيا العبدالله للاطفال الذي يتميز بوجود 22 تخصصا فرعيا لطب وجراحة الاطفال يشرف عليها كوادر طبية أردنية من الخدمات الطبية الملكية، ويتعامل مع نحو 700 حالة مرضية يوميا.
وفي مسيرتها العملية اقرنت جلالتها القول بالعمل وترجمت ذلك بمبادرة (مدرستي) التي اطلقتها العام 2008 لتجسد نهجا تشاركيا بين مؤسسات القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. وتهدف المبادرة الى تحسين البيئة التعليمية في أكثر من 500 مدرسة حكومية في محافظات المملكة ضمن خمس مراحل شملت كل مرحلة مائة مدرسة يتم فيها إجراء أعمال الصيانة وتطبيق مجموعة من البرامج التعليمية والتوعوية التي تهدف إلى إغناء مهارات وكفاءات طلابها، وتحسين الاساليب التعليمية للمعلمين والمعلمات، وبذلك وصل عدد المستفيدين الاجمالي من برامج (مدرستي) النوعية والتعليمية الى نحو 165 الف طالب وطالبة.
وفي اطار اهتمامهما بالمعلم وايمانهما بأهمية دوره في العملية التعليمية، اطلق جلالتا الملك والملكة العام 2006 (جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز)، تبعها في العام 2009 اطلاق جلالتها (جائزة المدير المتميز).
وجاء انشاء أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لتواكب تطلعات جلالتها في العمل لإحداث قفزة نوعية في مدارسنا بدعم أساليب جديدة لإيصال المعلومة.
وتحظى مبادرة التعليم الأردنية التي أطلقها جلالة الملك العام 2003 بمتابعة من جلالتها حيث تمأسست كمنظمة غير ربحية تبني شراكات بين القطاعين العام والخاص لتحفيز التطوير التعليمي والمساهمة في بناء اقتصاد يعتمد على المعرفة. وعملت المبادرة على تجهيز الصفوف المدرسية الأردنية بتكنولوجيا المعلومات وتزويد معلمي الأردن بمناهج متقدمة، وتم تبني نموذج المبادرة في عدد من الدول، وحصلت على جائزة منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) - ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة الدولية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم للعام 2009.
ومن اجل زيادة الوعي الصحي وتمكين المجتمع المحلي بجميع شرائحه من اتباع أنماط حياة وسلوكيات صحية، عملت جلالتها الى جانب فريق متخصص على تأسيس الجمعية الملكية للتوعية الصحية.
وبهدف مساعدة الأيتام لتحقيق مستقبل أفضل بعد خروجهم من دور الرعاية والانخراط في المجتمع بشكل إيجابي، اصطحبت جلالتها في رمضان عام 2003 مجموعة من الايتام الى البنك المركزي حيث افتتحت حساباً باسم مبادرة الأمان لمستقبل الأيتام، وفي العام 2006 تم مأسسة الحملة تحت مسمى صندوق الامان لمستقبل الايتام الذي يعمل حاليا في جميع انحاء المملكة ووصل عدد الايتام المستفيدين من خدماته حتى اذار (مارس) الماضي 2179 يتيما ويتيمة 70 بالمائة منهم اناث والنسبة الباقية ذكور، حيث تخرج من برامج الصندوق الأكاديمية والمهنية 970 يتيما.
وتكرس جلالتها جهودها في متابعة الاحتياجات المجتمعية بما يتوافق مع الرؤية الأردنية في خدمة المجتمع المحلي وتنميته، وتعمل من خلال جولاتها في مختلف مناطق المملكة على ترجمة الافكار الى مبادرات تنموية على ارض الواقع.
بترا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو