الأحد 2024-12-15 03:41 م
 

الأردن وحزام النار!

11:06 ص

يعرف د. النسور ما الذي يقوله في مدرسة عريقة من مدارس الاستراتيجية. فهاجسه الأردني الدائم يدله، أولاً، على موقع الأردن السياسي والقومي وسط الوطن العربي. ثم يبدأ من هذا الموقع في فهمه لمتطلبات صمود الوطن واستقراره ورفاهيته.اضافة اعلان

و»حزام النار» الذي يحيط بالأردن يجب توصيفه جيداً. فنحن نبدأ دائماً بما يجري في سوريا ولبنان ونتنبه إلى العراق في مواسم الموت التي تضرب شوارعه ومدنه وقراه.. لكننا ننسى أن الحزام الناري الأخطر هو الحزام الفلسطيني، والحزام الإسرائيلي. ونحن نتنبه في عواطفنا القومية، إلى عدوان إسرائيل على غزة، لكن تشتت النضال الفلسطيني بين الضفة وغزة، وروح العداء التي نشبت بين منظماته السياسية، هي بكل المقاييس تهديد خطير للأردن، لأنه جزء من حزام النار الإسرائيلي الذي يهددنا منذ مطلع القرن الفائت.
حين نتابع الفضائيات التي جعلت من سوريا قصتها الدائمة.. ننسى في أكثر الأحيان أن الكارثة السورية ليست فيلماً تلفزيونياً.. نشهده بعد وجبة العشاء الدسمة وانما هو ربع مليون سوري بين ظهرانينا بعضهم يتواجدون في عمان والزرقاء واربد والكرك ومعان، وبعضهم في مخيمات وسط البادية الشمالية، وعلينا ان نفهم كيف يأكل هؤلاء الناس 3 وجبات يومية. كيف يدرس اطفالهم، كيف يتدفأون في عز الشتاء، ففي الزعتري الان خمسة واربعون الفاً ومثلهم في الرمثا والمفرق او ينتظرون مخيما جديدا تعمل عليه وزارة الاشغال والمياه وسلطة الكهرباء والتربية والتعليم.
صحيح ان هناك مؤسسات دولية ودولا شقيقة تمد لهم يد العون وتساعد في تخفيف اعباء البلد وهو في عز ازمته الاقتصادية ولكن احدا لا يستطيع تقدير الكلفة الحقيقية لاستضافة السوريين، لان احدا لا يعرف عددهم في هذا السيل اليومي من البؤس لكن المؤكد ان كلفتهم تتجاوز الاربعمائة مليون ولعل الكلفة الاثقل هي ما تسمعه من صناجات الدعاية الحكومية السورية عن تسول الاردن على عدد من السوريين تم زرعهم في الصحراء.
وما تسمعه مع الأسف من الداخل، من صفوف الذين ما زالوا يعتقدون أن في سوريا جماعة إرهابية، وحكومة بريئة لا تقصف مواطنيها بالطائرات والمدافع والصواريخ. ولا تفتح في كل مدينة وقرية مسلخاً بشرياً.
يعرف د. النسور معنى حزام النار الذي يشتعل في المنطقة، ويعرف موقع بلده فيه. أما الذين يتفرجون على الفضائيات، ويلوكون فضلات العقائد الميتة، والذين أصبحوا لاجئين أردنيين في ساحة المسجد الحسيني. فلا بأس عليهم ولا هم يحزنون!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة