لما جاء الأمير الهاشمي عبدالله الأول بن الحسين في بداية العشرينات من القرن الماضي قادما من الحجاز كأحد قادة الثورة العربية الكبرى ، وجد أمامه ديرة طيبة وشعبا مضيافا بحاجة الى قائد عظيم يقوده الى الرفعة والرقي ومسايرة ركب الدول العربية التي سبقت الاردن الى العلم والمعرفة والتحضر، ايمانا من هذا القائد الفذ انه سيكون للأردن دورا مشرّفا يشار اليه بالبنان .
البداية صعبة بيد أن الطموح كبير، احرار العرب التفوا حوله والقيادات المحلية استقبلته في حفاوة ، تم شكيل اول حكومة في تاريخ البلاد على اسس عروبية برئاسة رشيد طليع الذي ينتسب الى بني معروف، كأول رئيس وزراء لإمارة شرق الأردن ، ثم ما فتئ ان انشأ نواة الجيش العربي ، الذي اختار له هذا الإسم وعلى هذا النحو حتى يومنا هذا .
بنظرته الثاقبة وبدهائه المعهود ، ادرك امير البلاد عبدالله الأول ان هناك مؤامرة تحاك على فلسطين، تهدف الى تجميع اليهود من شتاتهم وانشاء وطن قومي لهم على حساب شعب فلسطين العربي كخطوة اولى ثم التمدد شرقا وجنوبا الى الأردن والعراق وسوريا ولبنان ومن ثم الى مصر ( أي من النيل الى الفرات )عمل عبدالله الأول رحمه الله كل ما في وسعه على صون الأردن وتحريزه من اية اطماع قد تلحق به ، اذ تبين له ان الخطر قادم لا محالة على فلسطين ، وان الأردن لن يكون بمنأى عن هذه الأخطار حاضرا أو مستقبلا .
إذا من حقنا ان نفتخر بقيادتنا الهاشمية ، وان نفتخر بالجيش العربي الذي أخذ ينمو ويكبر، قائده الأعلى ، عمل المستحيلات لتزويده بالسلاح والعتاد ،ومن ثم اعداده وتدريبه على الاساليب الحربية التي تؤهله لمواجهة العدو والدفاع عن الوطن ليبقى عصيا على كل المؤامرات التي تحاك بالظلام من أعداء الأمة والتاريخ ، وسخر هذا الجيش الأبي لمساندة الأشقاء العرب في حال تعرضهم لأي عدوان خارجي ،قبل وبعد نكبة فلسطين الاولى عام 48 حيث حافظ الجيش العربي على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقامت في عهده وحدة الضفتين كأقدس وحدة عربية عرفها التاريخ المعاصر، وهذه مسألة لا شك فيها ولا ريب ، يشهد لها العدو قبل الصديق ، اختلطت الدماء بالنسب والمصاهرة والتنقل الحر شرقا وغربا، وقدموا معا قوافل الشهداء الواحدة تلو الأخرى منذ الأربعينيات حتى يومنا هذا .
هذا هو حال الأردن في عهد ملوك بني هاشم ، اذ أصبح من اهم دول المنطقة رغم صغر حجمه النسبي وشحّ موارده ، واضحى له حضور سياسي على مختلف الصعد والمستويات ، وله صوت مسموع على كل المنابر ، كيف لا والهواشم هم الذين نذروا أنفسهم لخدمة الوطن والمواطن على حد سواء ، وردع كل من تسول له نفسه ان يطأ بقدمه خلسة أو غدرا ثرى الأردن الطهور، وعليه فانه يترتب علينا كأردنيين ان نحافظ على هذا الوطن ونعض عليه بالنواجذ ،ونحارب الفساد ونطالب بالاصلاحات في كل مناحي الحياة ، بحيث لا نسمح لكائن ما كان ان يخرب او يعبث بمقدراته ، فالحراك الشعبي يجب ان يبقى سلميا وحضاريا ، وان نستخلص العبر مما يدور حولنا .. فهل نحن فاعلون ؟ !!
[email protected]
محمد الشواهين
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو