الأسباب الرئيسه لسقوط نقطة ال (غ) في ثقافة الحوار وصدامية الجدال

أنس محمد الطراونه - الإختلاف ربما يكون منشأه عقلي على قضية عقلية هي من إختصاص العقل في النظر إليها أما الخلاف فتنعكس عليه الغرائز والقلب والإرث والعادات والتقاليد والبيئة الإجتماعية وأعتبرها عوارض تسقط على طريق تناول العقل لنظرته وتفكيكه وتحليله وإدراكه وفهمه للقضية فتؤثر على أدائه بمعنى أن القضية لو لم يتدخل فيها مؤثراً كل من العواطف والغرائز والعادات والتقاليد والإرث السلبي المختلط مع الإيجابي في مجموعة جدلية فأخذناها كما هي كمسلمات دون تمييز الإيجابي من السلبي منها كذلك البيئة الإجتماعية والعلمية والثقافية كل ذلك يؤثر في ثقافة الخلاف والإختلاف ..فعندما تتعارض نظرتي للموضوع مع نظرتك إذا تمت مناقشتها بتجرد عقلي فلن يحصل إشكال لأن العقل يأخذ بالدليل أما إذا تدخلت العصبية وحركتها الغرائز فسنصطدم بالإختلاف والخلاف الذي سيكون له تبعات وتصرفات تراكمية سلبية تسودها ..

مشكلتنا نحن البشر أننا ميالون للجدل ونعتبره نقاش وحوار ولكن أغلب نقاشاتنا تقع بما يسمى (الدور) في علم المنطق وهو العوده في النقاش على بدء , أي لن ننتهي لـ ننطلق من نقطة لنعود إليها وكل منا يعتبر نفسه هو على الحق وأن دليله هو الأصدق والأحق وللأسف حتى بعض من يعتبر نفسه من العلماء يصدح برأيه مصطدماً بآرائه الآخرين ولايقر أي إختلاف معهم في نفس القضية بل يبدأ بأخذ مواقف سلبية ..!!!

كم أتمنى عند أي نقاش أن يكون نقاشاً عقلياً محضاً لايتسلل أو تتسلل إليه الغرائز والعواطف والعصبية والحمية الجاهلية القبليه التي تغذيها تلك الغرائز , دعوا العقل هو الحكم والفيصل وسنجد أن كثيراً من القضايا تأخذ طريقها للحل طابعاً حديثاً مع الحفاظ على الثوابت والأسس المنطقية العقلية السليمة البديهية ..ومن هُنا يا عزيزي القارئ سقطت نقطة الـ (غ) من الـ(ع)ـرب لتذهب للـ الـ(غ)ـرب .