احتفلت «الأهرام» بعيد ميلاد «الأستاذ» التسعين رغم أن محمد حسنين هيكل غادرها قبل أن يصبح رئيس تحريرها الحالي.. صحفياً!!. وكان الأولى أن تحتفل «أخبار اليوم» وصحفها ومجلاتها بعيد «الأستاذ» لأنها المؤسسة الأولى التي احتضنته بعد صحيفة «الاجبشن غازيت». فهيكل ظاهرة صحفية غير عادية سواء أوافقته على طروحاته أو خالفته عليها. فهو لم يعرف غير مهنة الصحافة خلال ستة عقود أو يزيد. سوى استيزاره في الإعلام الرسمي لفترة قصيرة أيام السادات الذي حاول كسبه إلى جانبه بعد فتكه بالناصريين، ثم بعد ذلك وضعه في السجن، يوم لم يُبق السادات أحداً خارجه من هيكل إلى البابا القبطي الذي حبسه في دير النطرون إلى زعماء الوفد والاخوان.. والجميع!
وظاهرة الأستاذ، ليست في قدرته الهائلة على البقاء طافياً على سطح العاصفة. وإنما بقاؤه في جو «الشغل» الصحفي، فلم يكتب قصة حياته، ولم يتوقف عن الكتابة، ولم يعان ما عاناه الكثيرون من «أرذل العمر» فقد كان فكره متوهجاً حتى هذا اليوم!
المثقف الكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة، توقف عند السبعين، وكتب سيرته الذاتية في ثلاثة أجزاء قبل أن يصبح ناسكاً في الشخروب. وقد بدأت به في شركة الإنتاج التلفزيوني كاستهلال لبرنامج «دفاتر الأيام».. إلى جانب العشرات من جيله: نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم.. وعمر أبو ريشة وغيرهم وغيرهم حتى الشاعر الخالد محمد مهدي الجواهري.. وما كنت استطيع انتاج هذا البرنامج العظيم لولا الأستاذ زهير ماجد اللبناني الذي «تأردن» سنوات الحرب اللبنانية، فكانت هجرته نعمة على المعنيين بالشأن الثقافي.
.. ميخائيل نعيمة قطع المائة عام.. لكنه لم يكتب بعد السبعين..
.. محمد مهدي الجواهري ظلَّ يكتب شعره بعد التسعين، وأجمل شعر التسعين قاله في الحسين رحمه الله! وبقيت أحب أن اسمع شعر سعيد عقل وفلسفته التاريخية. وقد خسرنا فيلماً عن حياته لأن الذي خلفني في شركة الإنتاج لم يدفع 500 دولار لمفكر خطير احتاج إلى هذا المبلغ المتواضع!! وسعيد الآن لا يدري ما الذي يجري حوله!!.
معلمنا غسان التويني بقي هو الآخر يشعّ حتى بعد أن اجتاز الثمانين. ودخل المجلس النيابي اللبناني بعد مصرع جبران.. وورثت مقعده حفيدته في الندوة البرلمانية!!. فقد صنع صانع «النهار» امتداداً سياسيّاً في عائلته رغم أنه لم يكن من اقطاعيي السياسة في لبنان، ولم يكن أبداً من أمراء الحرب.
كان من المفترض أن يقوم الرئيس المصري المؤقت بوضع أكبر وسام على صدر هيكل بهذه المناسبة، فقد وضع ديغول على أحلى صدر فرنسي بريجيت باردو وساماً رفيعاً حين عرف أن هذه الفاتنة ادخلت إلى فرنسا مالا يوازي تصدير شركة «رينو» للسيارات!!. فما أعطاه «الأستاذ» لمصر كان بغير حدود، وقد قال في بيته أن كتابه «خريف الغضب» أوصل حسابه في مصر.. أكثر من مليون جنيه استرليني.. فمال هيكل هو في مال مصر!
.. لا أدري لماذا أكتب عن عمر الصحفيين والأدباء وتوهجهم الفكري في السنوات الممتدة من حياتهم. ربما لأننا نعيش في زمن السياسيين الأميين، وبلطجية الصحافة والفكر!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو