رأيتُ محمد حسنين هيكل أو «الأُستاذ» لأول مرة وهي الأخيرة في مستهلّ عملي الصحفي بـ «الدستور» في بغداد، في فندق «الرشيد»، وكنا ضمن الوفود العربية التي زارت العراق وقتها ـ عام 1988 ـ،كنوع من الضغط الإعلامي على إيران كي توافق على وقف اطلاق النار فيما سُمّي «بالحرب الايرانية العراقية».
كنتُ «مشروع صحفي» وبالتأكيد كنتُ وما زلتُ مبهورا بالأُستاذ الذي احتفل منذ يومين بعيد ميلاده التسعين. أذكر يومها، شاهدته صُدفة ولم أشأ ان تذهب مني لحظة الإنبهار، بالرجل الذي تعلمتُ منه الكثير خاصة في احترام المهنة وتقاليدها وطريقة التفكير الصحفية. وإن كنتُ لم أتعلم منه «الإلتزام» بالتقاليد الصارمة بضرورة ارتداء البدلة وربطة العنق دائما، وأظنه تعلمها هو من «الإنجليز» منذ عمل معهم في صحيفة «ذا إجبشن» مع الصحفي العريق سكوت واطسون.
يومها، ومثل كل صحفي مبتدىء، باغته بطلب اجراء حديث معه. وعلى الفور، التقطتُ صورة معه، على «أمل» اللقاء. فوافق وقال: مر عندي على الاوضة، بعدين بندردش!
وانشغل كل منا بالمؤتمر الذي جئنا من أجله.
لكن القدَر، عاد وجمعني بالاستاذ، بحضور طارق عزيز وزير خارجية العراق في ذلك الحين. وبسبب الظروف الخاصة بالوزير عزيز، لم يكن متاحا الاقتراب من الاستاذ هيكل الذي كان يجلس مع طارق عزيز لوحدهما ولكن على مقربة منا.
لا أدّعي أنني من تلاميذه، ولكني احتفظ بحقي بالاعجاب بشخصيته الصحفية واحيانا السياسية. الاختلاف وارد ومتاح ومطلوب، حتى لو كان هناك فرق كبير بين الاستاذ والتلميذ.
ولعل أكثر ما يعجبني بالاستاذ حرصه على لقب «جورنالجي»، فهو يعتز بكونه ما يزال صحفيا، إضافة لكونه من أكبر كتاب السياسة في العالم.
لن اتحدث عن اعماله ومؤلفاته التي كنا نبحث عنها ونقرأها بمتعة كبيرة، ولا عن علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر، ولا عن ارائه المختلفة والتي تثير زوابع بمجرد ان تصدر منه، سواء عبر احاديثه التلفزيونية او كتبه ومؤلفاته.
لكنني فقط، أردتُ أن اشارك الملايين من محبي «الاستاذ» فرحتهم بعيد ميلاده «التسعين».
وعقبال ال 100 !!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو