الأحد 2024-12-15 09:58 م
 

الأمير علي يعلن التوجهات .. و(العميد) يتعهد بالإنجاز

06:58 ص

الوكيل - يواصل كاتب السطور شهادته على رحلة «التاريخ» الى الاوروجواي، أقصى أميركا الجنوبية، بلاد مهد بطولة كأس العالم بإنطلاقها رسمياً 1930، من منطلق الامانة الصحفية، الرسالة وشرف المهنة.اضافة اعلان

في الاوروجواي، وتحديداً العاصمة مونتيفديو كان الاستقبال حاراً، فالحافلة التي أقلت منتخب النشامى من المطار الى مقر الاقامة حظيت بترحيب -غير مسبوق- من المواطنين الذين يقفون على جنبات الطريق، تحية وتفاعل وترحيب وتقدير.
عندما استقرت الحافلة أمام فندق الشيراتون كان حشد من رجال الاعلام في الانتظار، فلاشات الكاميرات تبرق في الوقت الذي كان البرق في السماء ينذر بعاصفة في الطريق، أمطار ورياح عاتية، فكان الاستقبال يحمل مزايا استثنائية في كل شيء، الترحيب والاشادة.. والطقس وتقلباته!.
.. صبيحة اليوم الثاني، رياح قوية وسحب محملة بالأمطار وتدريب يقام في ملعب مغلق، قاعة تدريبية، وحضور اعلامي كبير وبحث متواصل عن مترجم يجيد اللغة الاسبانية ليبرز النجم ثائر البواب، والمغترب -الوفي- ماهر ابو حاكمة الذي قطع مسافات طويلة من أجل التواجد مع منتخب الوطن ومؤازرته.
عمد الجهاز الفني بقيادة العميد حسام حسن الى تدريبات خاصة بالاستشفاء بعد رحلة استمرت لنحو 16 ساعة والى جمل فنية تعود بالبهجة والفرح، ليتفاعل النشامى بروح عالية في الوقت الذي كانت غاية استرداد الثقة والعزيمة والاصرار تعود من جديد.
في مقر الاقامة، خلية نحل، العميد يتحدث بصورة فردية وثنائية وجماعية مع اللاعبين، وطبعاً عبارات استنهاض الهمم حاضرة، الثقة بالقدرات وامكانية العودة وبحظوظ عكس الصورة التي ينتظرها الجمهور الاردني والعربي على حد سواء.
.. في التدريب الثاني اختلفت الصورة، جمل فنية مبتكرة، حمل متدرج في الضغط الدفاعي من منطقة وسط الميدان وتشكيلات خاصة بالاغلاق الدفاعي -العرضي- وخيارات عديدة ومن ثم تقسيمة متقطعة بتدخلات العميد وتوجيهاته، فيما عماد المندوه يركز في تدريب حراس المرمى على التعامل مع الكرات العرضية ورد الفعل القوي في المواجهات الفردية.
من بعيد يناظر سمو الامير علي بن الحسين المشهد دون أي تدخل، يحرص على انجاز التدريب وعلى تركيز اللاعبين كافة وبعد انتهاء الحصة يتحدث الى الجهاز الفني واللاعبين ليبدي توجيهاته وليبث الثقة ويعزز روح التحدي والاصرار.
هكذا كان مشهد التدريب في مونتيفيديو على مدار خمسة ايام، جهد كبير وعطاء لا محدود وتركيز وعزيمة واصرار وثقة، فالهدف المشترك عكس الصورة الحقيقية لمستوى كرة القدم الاردنية والمكانة العالمية التي وصلت اليها بعد التأهل لأول مرة في التاريخ الى المونديال.
.. في مونتيفيديو كانوا يقولون: أنتم أول منتخب عربي يلعب هنا أول مباراة رسمية، وأول منتخب عربي سيلعب على العراقة والتاريخ -سينتناريو-، ما ضاعف حجم المسؤولية لدى النشامى وعزز روح التحدي والعزيمة والاصرار.
.. في الفندق الروح الأسرية بين المجموعة تثير الاعجاب، التزام في مواعيد الافطار والغداء والعشاء، التزام في توحيد الزي و-قفشات- بين اللاعبين والجهاز الفني ما يعكس العلاقة المثالية والتماسك والوحدة وبالطبع الاحترام المتبادل.. والتفاني والايثار وانكار الذات في مواقف عديدة يصعب حصرها!.

توجهات المستقبل
منذ الصعود الى الطائرة في رحلة الذهاب الى الاوروجواي، كان واضحاً مقدار ثقة الأمير علي بالجهاز الفني واللاعبين على حد سواء، وكان لافتاً حرص سموه على التحدث مع حسام حسن لمرحلة ما بعد الملحق العالمي.
سموه عرض توجهات المستقبل المتجهة نحو المزيد من الانجازات، وبالاحرى البناء على المكتسبات التي تحققت، أكد هدف التتويج ببطولة غرب آسيا الشهر المقبل ومن ثم بلوغ نهائيات كأس آسيا والمنافسة الجادة على مراكز متقدمة ومن ثم مواصلة المشوار الواثق نحو مونديال موسكو 2018.
أبدى حسام حسن استعداده لقبول التحدي بعدما اشار الى أنه منذ أن كان لاعباً يعشق التحدي ويلعب دوماً من أجل طموحات كبيرة، وتعهد بإنجاز تلك الاهداف.. تلك الثقة من الأمير علي والدافعية من العميد كانت قبل مباراة الاياب وبعد ساعات قليلة من موقعة عمان!.
سموه أكد على أهمية تغيير الفكر والنهج من خلال اجراء لقاءات ودية مع منتخبات عالمية لتحقيق الفائدة المرجوة وتعزيز خبرات النشامى وهذا ما أكده العميد، ما ساهم بوضع خطوط عريضة لمسيرة المرحلة المقبلة تحت عنوان التوجه الجاد نحو العالمية استناداً الى المكتسبات التي تحققت والعناصر الموهوبة المؤهلة للمزيد من التطور.
سموه وفي حديثه لكاتب السطور عبر عن فخره واعتزازه بانجاز النشامى وبلوغهم هذه المرحلة المتقدمة ما أهلهم لمقارعة أحد أفضل منتخبات العالم واعرقها «كنا ندرك من البداية اننا سنواجه المنتخب المتوج بكأس العالم مرتين، ورابع المونديال الاخير والمصنف السادس عالمياً، وقاهر البرازيل والارجنتين على ملعبه التاريخي، مهد بطولة كأس العالم، ومع ذلك فإن شعور الفخر والاعتزاز تضاعف، فنحن على يقين أن بلوغ العالمية يحتاج الى مواجهات متكررة مع منتخبات بقيمة الاوروجواي حتى نصل الى الهدف المنشود».
سموه وفي حديثه -الودي- مع كاتب السطور أعاد الى الاذهان الطموحات التي كانت تتجه للتأهل الى نهائيات كأس آسيا ومن ثم انجاز ذلك الهدف بل وتسجيل الحضور المشرف واللافت والى التأهل التاريخي الى نهائيات كأس العالم للشباب وسياسة الاهتمام بالفئات العمرية والى منتخبي 22 والاولمبي وصولاً الى بلوغ الملحق العالمي ليؤكد «نمضي بثقة نحو العالمية ونتطلع بثقة واصرار الى انجاز ذلك الهدف من خلال تكرار المواجهات مع المنتخبات القوية من اوروبا واميركا الجنوبية، ونحن جادون في تلك المسألة».

بين العمايرة وشفيع
عودة الى سرد الشهادة .. الحارس المخضرم لؤي العمايرة يقاوم الاصابة ويبذل الجهد في التدريبات تحسباً لأي طارىء.. والعميد يكرر الاشادة به «لؤي نموذج يحتذى بالالتزام والانضباط.. يؤدي التدريبات بجد ويشجع بقية اللاعبين حتى عندما لا يلعب في التشكيلة الاساسية فإنه يحرص على تشجيع حارس المرمى الذي سيتولى المهمة ويؤازره بكل قوة وبروح عالية من المسؤولية والتفاني»، .. لؤي حرص على التحدث مع -الأسد- محمد الشطناوي قبل بداية مباراة الاياب .. شجعه وشد من أزره وتفاعل مع تدخلاته الناجحة في المباراة وكأنه هو من يذود عن المرمى.
من جانبه لم يدخر -الحوت- عامر شفيع جهداً في التعافي من الاصابة اللعينة، بذل الجهد في التدريبات وتحمل الآلم لكن -القدر والنصيب- حال دون تحقيق امنية أسرها لي في الطائرة «سأبذل قصارى الجهد لأكون حاضراً في المباراة فنداء الوطن في قمة اولوياتي».
شفيع حاول من جانبه ايضاً تشجيع ومؤازرة زميله الشطناوي .. فالحوت لم يتهرب من المسؤولية.. فالنشامى يعشقون التحدي ويتسابقون على تحمل المسؤولية دون تردد!.
..للحديث بقية في الجزء الثالث.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة