حالة من الارباك اتسم بها موقف الاخوان من الحرب على ارهاب داعش يعكس حالة الارباك الداخلي للجماعة وضعف القدرة على بناء تصور واضح لما يجري ، وربما ارتبط بتأثيرات التحالفات الاقليمية التي دخلتها الجماعة خلال السنوات الاخيرة ، فما بين مواقف لحزب الجماعة تحمل حديثا ايجابيا عن امن الاردن هناك تصريحات كانت باتجاه آخر ، وكل هذا صدر عن الحزب أما الجماعه فانها تميل الى صمت لا يمكن تفسيره من منطلق التروي بل في سياق عدم القدرة على حسم موقف يرضي الاصدقاء ويغضب الاعداء ولا يتناقض مع فكرة المعارضة.
والمشكلة لدى الاخوان ليست في ان التحالف الدولي تقوده الولايات المتحده ، فالاخوان ومن خلال فرع الجماعة في العراق كانوا جزءا من ادوات الجيش الامريكي في عملية احتلال العراق عام 2003 ، وكان قائد حزب الاخوان في العراق محسن عبدالحميد اول رئيس لمجلس الحكم الانتقالي في العراق تحت حكم الاحتلال ومرجعية المندوب السامي الامريكي بريمر، وكانوا ايضا جزءا من قوى سياسية ليبية مؤيدة للعمليات العسكرية لحلف الاطلسي قامت باسقاط معمر القذافي ، فضلا عن التحالف السياسي في سنوات الربيع القريب من الولايات المتحدة وبقيادة تركية قطرية استخدمت النفوذ الشعبي للاخوان.
لكن الحرب على الارهاب الذي يهدد امننا ومصالحنا، ويشمل دولا عديدة فرصة كبيرة للجماعة للتخلص من الحالة السياسية الرديئة التي تعيشها في دول عديدة في المنطقة حيث تم تصنيف الجماعه في مصر ودول خليجية عديدة بأنها جماعة ارهابية. كما انها تعيش حالة قطيعة مع انظمة سياسية اخرى لم تعد تثق بالجماعة ، ولو كانت في وضع داخلي مستقر وكان لديها اجواء للمراجعة لمسارها لاغتنمت فرصة الحرب على الارهاب وعلى تنظيمات القتل وانحازت الى امن الشعوب ورفضت الممارسات المسيئة للاسلام من هذه التنظيمات لتقف الى جانب نفسها اولا وتعيد انتاج صورتها وربما وضعها السياسي داخل دول عديدة.
ارتباك الجماعة وعدم قدرتها على انتاج موقف واضح ضد ارهاب تنظيمات التطرف جزء من ازمتها الداخلية ، وتعبير عن الخسائر التي لحقت بها نتيجة ادارتها السلبية لمرحلة ما يسمى الربيع العربي ، فليست المشكلة في وجود امريكا ، فالاخوان -كما اشرت- شاركوا امريكا والغرب أكثر من حرب سياسية وعسكرية داخل دولهم ، وليست المشكلة في ان هذه التنظيمات (اسلامية) لان القاعدة واخواتها لديها موقف سلبي من الاخوان ، لكنه العجز الداخلي الذي يشمل كل فروع الجماعة والذي يجعل حتى من الفروع المستقرة نسبيا مثل اخوان الاردن غير قادرة على اتخاذ موقف حاسم وواضح مع دولتها ولمصلحة امن الناس ، علما بأن اخوان سوريا وضمن الاطار الذي يعملون به في المعارضة رحبوا بالعمليات العسكرية للتحالف لانها تخدم مصالحهم..
الحرب على الارهاب واحدة من الفرص السياسية التي فشل الاخوان في الاستفادة منها لاعادة انتاج صورتهم وهم الذين كانوا يقدمون انفسهم تيارا معتدلا وبديلهم التطرف لكنهم اليوم حائرون ، والارتباك عنوان ادارتهم لفرصة قد لا تتكرر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو