تنقسم المعارضة اليوم بين فريقين الاول يعاني من تشرذم وتشتت داخلي وفشل تنظيمي ويحاول تصدير خلافاته الداخلية الى الشارع وهذا الفريق لازال يتمسك بالشارع ضاربا عرض الحائط بكل المبادرات التي تنزع فتيل الازمة السياسية التي يواجهها الوطن ويرى في كل المبادرات الوطنية التي تطرح على انها لاترقى لمستوى وصول هذا الفريق للسلطة حيث تكمن مطالبها بتعديل بعض مواد الدستور التي تخص قانون الانتخاب وقانون الانتخاب فقط دون الخوض بالشأن الاقتصادي او الالتفات اليه الا من خلال تصريحات خجولة لاتلمس جيب المواطن العادي ودون طرح برامج اصلاح اقتصادية مقنعة تأخذ باعتبارها الوضع الاقتصادي التي تمر به البلاد.
على الناحية الاخرى يبرز على السطح زعيم الشمال الذي حاول جاهدا وخلال الشهرين الماضيين باستقطاب اكبر عدد من الحراكات الشعبية وضمها تحت لواء الجبهة الوطنية للاصلاح ولكن وعلى مايبدو ان الرياح جاءت بما لاتشتهي السفن ولم يتمكن من اقناع الحراكات بالانضواء تحت راية الجبهة حيث يبرر بعض قيادييها ان الرجل لايمتلك سوى شعارات لاتصلح للمرحلة وانه لم ياتي بجديد فما طالب به طالبت به تلك الحراكات واكثر خلال العامين الماضيين من عمرها وانها اصبحت ترى فيه ماتراه في جبهة الاسلاميين فهدف الاثنين هو الوصول للسلطة من خلال ضغط الشارع واستخدامها سلما تعبر من خلاله.
هناك ايضا طرف ثالث في تلك المعادله ولا نسميه فريقا وهذا الطرف لايمتلك سوى شعارات عالية السقوف وجنوح للعنف احيانا وهو بالاحرى طرف غير مؤثر في العملية لأنه يعتمد على تجمعات شبايبة خرجت على قواعدها الشعبية وهي غير مؤثرة بالشارع لان احتجاجاتها ومسيرتها لاتتعدى بالنهاية (دبكة) الفاسدين وشعارات ذات سقوف تمس رأس الدولة وهذا يزيد غضب القواعد الشعبية العريضة التي ترفض المساس به لأنه مازال يمثل مظلة الامان والاستقرار بالنسبة لها.
المراقب لمسيرة مايسمى بالانتفاضة الشعبية يلاحظ جيدا ان هناك صراعا على امتلاك الشارع فالزعيم الذي حضر لتلك المسيرة خلال شهرين لم يتمكن من السيطرة على الشارع وظهرت الاعداد قليلة مقارنة بجمعة الاسلاميين او جمعة مايسمى بانقاذ الوطن والتي حشد لها الاسلاميون سابقا فقد كانت كبيرة مقارنة بمسيرة الزعيم وعلى مايبدو ان الاسلاميين قد سحبوا مناصريهم من الشارع في مسيرة الزعيم لتظهر ضعيفة ويظهر حجم الرجل الطبيعي بعد ان وعد بحشد مسيرة هائلة كان يتوقع من خلالها ان يقول لصاحب القرار نحن هنا والاسلاميون ليسوا وحدهم الجهة المؤثرة ولكن ظهر ان الاسلاميين ارادوا له ذلك الموقف حتى يبقى الشارع لهم فقط بعد ان تحول معيار المطالبات بالاصلاح الى ارقام واعداد واثبات حضور بالشارع فمن وجهة نظرهم ان البقاء للاقوى وقد نجح الاسلامييون في نصب ذلك الكمين للزعيم واظهار ضعفه مما سيدفعه للمناكفة بعيدا عن غوغايئة الشوارع وحساباتها.
بالنتيجة ارى ان القوة الوحيدة التي لازالت لاتعترف بكل من سبق ذكرهم هي الاغلبية الصابرة والتي ترى ان وحدة الوطن وامنه واستقراره يكمن في التعقل والصبر وان من يريد السلطة عليه الذهاب الى صناديق الاقتراع والتغيير من تحت القبة وهي ايضا لا تعترف بقوى الشارع التي لايتعدى طرحها الدبكات والشعارات والخطب العصماء والتخريب احيانا فتلك الاغلبية لازالت ترى بنفسها انها هي القوة التي يحسب لها حساب وانها هي فقط من تستطيع التغيير وقيادة سفينة الوطن الى بر الأمان.
هلال العجارمه
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو