الاردن: السباق نحو البرلمان بين ضجيج احزاب و"كابتن" يعمل بصمت

الوكيل- تناول الكاتب التونسي المنتصر الزاوي في مقال كتبه في صحيفة تونس هيبدو الاسبوعية الصادرة باللغة الفرنسية تفاصيل جلسة جمعت مجموعة من السياسيين والمفكرين العرب مع عمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية .اضافة اعلان


اللافت في المقالة انها تناولت الاحزاب الاردنية وموضوع الانتخابات البرلمانية واصرار هذه الاحزاب على الزج بمعاناة الفلسطينيين في حملاتها الانتخابية .

وتحدث في اللقاء المفكر الليبي عباس الفيتوري الذي حضر جزءا من هذه الحملات خلال تواجده في العاصمة عمان وتوقف عند نموذج 'الكابتن' الاردني ونماذج اخرى .. وفيما يلي نص المقال :

لا يبحث السياسي المصري المحنك عمرو موسى بكل تاكيد عن مواقف سياسية فالرجل احد ابرز الشهود على اسرار السنوات العشر الاخيرة في عمر المنطقة العربية وبهذا المعنى لا يخطط الامين العام السابق لجامعة الدول العربية لارضاء أي من الاطراف السياسية في الاردن وهو يتحدث عن فلسطين خلال جلسة جمعت رموز وشخصيات سياسية مصرية وعربية.

وبهذا المعنى لا يخطط عمرو موسى لمصالح شخصية وهو يدلي بتصريحات جريئة جدا عن حملات الانتخابات العربية التي يصفها بانها لا تختلف كثيرا في الفكر والنهج والاسلوب والممارسة من عاصمة عربية الى اخرى .

ورغم ان الجلسة لم تكن مخصصة لموضوع الانتخابات العربية وانما لبحث الازمة المصرية ومدى امكانية خروج مصر من مرحلة 'عنق الزجاجة' الا ان موسى عرج على تركيبة المواطن العربي وهشاشة عواطفه وغزارة وطنيته وقوميته التي تستثمرها القوى والاحزاب العربية في كل انتخابات تجري عبر الزج بقضية فلسطين في عمق برامج القوى والاحزاب الانتخابية.

ويرى موسى ان الانتخابات العربية في شتى العواصم تشهد هذا الزج المريب والقى مثالا على ذلك عندما عرج على الحملات الانتخابية الجارية الان في الاردن مع تاكيده على احترامه الشديد لجميع القوى الاردنية معتبرا ان ملاحظاته لا يمكن اعتبارها انتقاصا من شان احد بقدر ما هي ملاحظات سياسية لا بد من التوقف للتفكير فيها.

المفكر الليبي عباس الفيتوري الذي ايد ما طرحه موسى بقوله انه امضى في العاصمة عمان عدة ايام اتيح له خلالها مراقبة المشهد الانتخابي وطروحات الاحزاب مما عرضه لصدمة سياسية من بعض الطروحات المتعلقة بفلسطين في الحملة الانتخابية بالعاصمة الاردنية .

واسهب المفكر الفيتوي في الحديث يقوله ان ما يطرح في البرامج الانتخابية للاحزاب الاردنية دفعه للاستعانة ببعض الاصدقاء الاردنيين لسببين كما يقول الاول لاستيعاب الصدمة والثاني لمعرفة ما الذي قدمته هذه الاحزاب لفلسطين.

وكانت المفاجاة كما يقول الفيتوري عندما علم ان هذه الاحزاب لم تقدم لفلسطين سوى الاطنان من البيانات الورقية التي تحث الفلسطينيين في الاراضي المحتلة على الصمود والاستشهاد .

الفيتوري قال ايضا ان هناك في عمان من لا يتحدث عما يقدمه للفلسطينيين يسمونه 'الكابتن' مبينا انه لم يتسنى له معرفة الكثير عن هذا الشخص سوى انه شكل حزبا سياسيا وانه قبل ذلك عمل على نقل جرحى العدوان الاسرائيلي على غزة الى بلدان عدة لتلقي العلاج وكما يقولون في العاصمة الاردنية ان هذا الرجل يخوض بحزبه معركة الانتخابات لكنه لم يستثمر ما قدمه من عمل انساني ووطني وهو بذلك يقف وسط الغبار الذي تثيرة الاحزاب بقصد الاستثمار السياسي وسط ضجيج هائل لا مبرر له مواصلا حملته الانتخابية دون يذكر ما قدم للفلسطينيين لان الامر يبدو بالنسبة واجب وطني وممر اجباري لا يجوز الحديث عنه او المتاجرة به.

ورغم شعورهم بالاستياء البالغ يحاول الاردنيون كما يقول الفيتوري استعياب متاجرة بعض الاحزاب وبعض المرشحين للانتخابات بالمعاناة الفلسطينية التي باتت تطغى على الحياة السياسية في السباق نحو البرلمان .

ولم يخلو النقاش بين موسى وضيوفه من استعراض تجارب عربية اخرى فتحدث الكاتب السعودي بدر الرويلي عن قوى حزبية عربية تسعى لممارسة التوظيف السياسي عبر استغلال مشاعر المواطنين الذين ربطتهم مشاعر عاطفية بالرئيس صدام حسين فنرى ان بعض هذه القوى ترفع صوره في حملاتها الانتخابية فقط .

ويتابع الكاتب الرويلي ان هذا المشهد يرتبط ايضا بقضة اخرى وهي مشاركة الحزب بمسيرة او مظاهرة يحرق فيها العلم الاميركي او حتى الاسرائيلي ولا تظهر مثل هذه الصور لقيادات هذه الاحزاب الا في الحملات الانتخابية.

فما يجري في عمان كما يقول الرويلي يجري في مكان آخر فبعض القوى تجرب ذات التكتيك لتثبت انحيازها ضد المشروع الاميركي.

المفكر السوداني القاسم محجوب ايد ما ذهب اليه موسى والفيتوري والرويلي وقال المشهد الحزبي العربي هو ذات المشهد في العواصم جميعها لافتا الى اننا نحتاج الى نموذج 'الكابتن' الاردني الذي تحدث عنه الفيتوري لانه في النهج والاسلوب والممارسة ما يحتاجه المشهد العربي الان.