الاستقواء وصل إلى ضيوف البلد !

عجيب كيف انتقل الاستقواء على الدولة من الجامعات، الى الطرق الرئيسية، الى غاضبي الكرك.. الى الجنود ورجال الشرطة الليبيين المتدربين في معسكرات الأمن الاردنية، احتجاجاً على تأخر الطائرة الليبية التي ستعيدهم الى بلدهم، والى اللاجئين السوريين في الرمثا احتجاجا على الخدمات والايواء التي يريد اللاجئون السوريون في الرمثا ان تكون الخدمة في مستوى الخمس نجوم، فحطموا ودمروا تماماً كما يحطم ويدمر طلاب جامعة مؤتة جامعتهم، وكما يغلق المحتجون مباني البلديات والدوائر الرسمية، انتصاراً لابن العم وابن العشيرة من «الدولة الفاسدة»..اضافة اعلان

ودون النظر الى مبالغات الاعلام لما جرى في جامعة مؤتة.. دون تصديق قصص الهجوم بالكلاشنكوف، والقنابل الحارقة، فان من المؤكد ان الذين ينفخون في نار الاحقاد على البلد والدولة، يعرفون الى أي مدى يمكن ان تصل هذه الموجة من الاستقواء على الدولة وعلى البلد الى الحد الذي يهجم فيه الضيف على صاحب الدار لأن طائرة بلده تأخرت عن تخليصه من «جهنم الاردن» او لأن الخدمات التي تقدم للاجئ السوري في الرمثا لا تصل الى الخمس نجوم!!.
اذا قبل المسؤول هذه الحال باسم الصبر، وتفويت الفرصة على الذين يحبون الدم في شوارع عمان، فان الناس لن تقبل، علماً ان الناس لا يشكلون تجمعات منظمة ومسلحة ومدربة، ولا شيء يدعوهم الى التصدي للعناصر المخربة في الشارع.. فهم يطالبون الدولة التي يدفعون لها الضريبة لكي تدافع عنهم، وعن كرامتهم ومصالحهم ومصير بلدهم، فلا يوجد مواطن يأخذ على نفسه ان يقوم بدور رجل الأمن.. فهو يشكو، ثم ينضم الى الجماعات الغاضبة التي يشكو منها!.
ونقول للمسؤول: هذا النظام السياسي لم يقم على الاسترخاء، وعلى مسكنة الدولة وعلى ما نسميه بالصبر، وقبول الاحتجاج، واغلاق الشوارع، ومنع رئيس الوزراء من زيارة بلدة الكرك، فللدولة هيبة تفرض نفسها على شذوذات المجتمع، وعلى استقواء افراد وجماعات على حق الشعب في الوطن الآمن المستقر!!.
الربيع العربي هو أكثر من هذا الذي تبيعنا إياه الفضائيات إياها، وصدقنا القصة الى الحد الذي صرنا فيه نرفع السلاح في وجه بعضنا امام فضائية اخرى!!.