الخميس 2024-12-12 02:57 ص
 

الجنزوري في مذكراته: الحسين سياسي بارع ويُخجِل من يقابله

12:17 ص

الوكيل - نشرت جريدة الشروق المصرية الاربعاء مقتطفات من كتاب مذكرات رئيس وزراء مصر الأسبق كمال الجنزوري والصادر حديثا عن دار 'الشروق' (طريقي .. سنوات الحلم .. والصدام .. والعزلة .. من القرية إلى رئاسة مجلس الوزراء).اضافة اعلان


وإليكم أبرز ما جاء في مذكراته خلال لقاءاته مع ملوك ورؤساء الدول العربية ..

الملك حسين بن طلال (ملك المملكة الأردنية الهاشمية 1952ــ1999)

الحديث والاستماع إليه يؤكد أنه سياسي بارع، وجم الأدب، يُخجِل من يقابله.

وأذكر عندما كنت نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للتخطيط فى زيارة رسمية للمملكة كان الملك خارج المملكة، وفي مطار عمان فى طريقي للعودة إلى مصر طلبني رئيس الديوان الملكى، راجيا العودة للقاء جلالة الملك، الذى كان قد عاد منذ قليل، ورجعت فورا وقابلته وظل الاجتماع نحو الساعة، وتناول الحديث الوضع العربي والإقليمي والدولي.

ولا يفوتني أن أذكر حضوري لقاءات تمت بين الملك حسين وبين الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات رغم أن ظاهرها كان يتسم بالود وتبادل الأحضان، لكنها كانت تحمل فى طياتها بوضوح فقدان الثقة بينهما.

الملك الحسن الثاني (ملك المغرب 1961ــ1999)

عند اللقاء به تلاحظ على الفور فخامة الملوك، تعتبره الحاشية أمير المؤمنين، ثقافته العالية تبرز جوانب عديدة من العلم والمعرفة، كان قليل الكلام يجيد الاستماع، معلوم عنه أن لقاءاته مع الرؤساء أو الوفود لا تتجاوز ثلاثين دقيقة، لقد لاحظت فى لقاءاته أكثر من مرة، أنه لم يتطرق إلى مصر وشعبها كعادة حكام العرب، غير أني لم أشك أن هذا الأمر ليس فيه إقلال من قدر مصر وشعبها، فلعل ثقافته الغربية أسقطت من حديثه المجاملة.

وقد كان من ضمن اهتماماته الأساسية قضية الصحراء الغربية، وقد وضح ذلك عندما شاركت في لقاء بينه وبين الرئيس الجزائري بوتفليقة وبحضور الرئيس، ظهر فيه عدم رضا أو توافق فيما بينهما.

الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (ملك المملكة العربية السعودية 1982-2005)

لم أحظ باللقاء والحديث مع جلالته إلا فى السنوات الأخيرة عندما ألم به المرض، كان هادئ الطبع، مشجعا لمن يلقاه بالحديث والاستماع من جانبه، كان يؤكد دائما حبه وتقديره لمصر وشعبها.

عند بدء وقوع عدوان العراق على الكويت فى الثاني من أغسطس 1990، كنت فى مطار القاهرة مع الرئيس، فى توديع الشيخ زايد آل نهيان، واتصل الملك فهد بالرئيس طالبا الإسراع إلى عقد اجتماع للقمة العربية فعُقدت على الفور، وتمت الموافقة على تصحيح الوضع مع الكويت بأغلبية ضئيلة (11 من 20 عضوا)، وذلك باتخاذ إجراء عسكري تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية، مع قوات من الجيش السعودي ومن الجيش المصري، وبصورة أقل من الجيش السوري.

الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (ملك المملكة العربية السعودية منذ 2005)

تشرفت بلقائه عندما كان وليا للعهد، وهو يحمل سمات الشهامة العربية الصافية ويتمتع بذكاء بالفطرة وبخبرة عالية، ويظهر دائما الحب والتقدير لشعب مصر. وهو سلوك ونهج ملوك المملكة العربية السعودية جميعا وفاء لوصية الأب الملك عبدالعزيز آل سعود.

ومن خلال لقائي مع جلالته فى زيارته لمصر عندما كان وليا للعهد وكنت رئيسا للوزراء، كان حريصا على دعم الاقتصاد المصري قولا وفعلا.

وبهذه المناسبة لا أنسى ما قام به الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود فى ديسمبر 1967، حينما اجتمعت القمة العربية لتناقش دعم مصر بعد النكسة، وكان أول الداعمين، الأمر الذى بدا غريبا على الساحة العربية والدولية، إزاء ما ناله من هجوم من إعلام مصر خلال مدة سبقت.

أذكر هنا واقعة حدثت فى منتصف أبريل سنة 1998 عندما كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في زيارة لمصر حين كان وليا للعهد. وكنت مع الرئيس فى استقباله مع عدد قليل من الوزراء، وبعد مصافحة الجميع، أشار الملك إلي، قائلا إن هذا الرجل غيّر الكثير فى مصر إلى ما هو أفضل، ولم يعلق الرئيس، وقلت فى نفسي شكرا سمو الأمير.

وأذكر كذلك أنه كان دائما يظهر حبه وتقديره للشعب السوري أيضا.

الشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات (1971ــ2004)

يحق علينا أن نطلق عليه شيخ العرب، كان لديه قدر كبير من الحكمة، فمبعث تعامله مع الرئيس حبه لمصر وشعبها، ظهر هذا واضحا قولا وفعلا. وكان يزيد على الآخرين فى مقدار دعمه لمصر ورئيسها، كان لا يفضل أن يكون الدعم نقديا، بل كان حرصه ورؤيته أنه من الأفضل أن تسهم دولة الإمارات مباشرة فى مشروعات التنمية التى تعود بالخير على الشعب المصري. ومن ذلك فى مجال الزراعة، مشروع استصلاح وزراعة مساحة 40 ألف فدان شرق قناة السويس عند منطقة الدفرسوار وترعة الشيخ زايد. وأيضا مد الفرع الرابع للترعة الرئيسية بمشروع توشكي واستصلاح حوالى 100 ألف فدان، وغير ذلك من المشروعات الأخرى.

السلطان قابوس بن سعيد (سلطان عمان ــ 1970 الآن)

شخصية هادئة لا تتكلم إلا همسا، يحب أن يستمع أكثر من أن يتكلم، كانت لقاءاتنا معه تبدأ في مجموعة قليلة مع الرئيس، تستمر نحو 20 إلى 30 دقيقة، ينفرد بعدها بالرئيس لمدة قد تطول لساعات.

ويحق أن أذكر لشخصه الكريم أنه حينما قاطع العالم العربي مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد، واصل إرسال دعم محدود دوري لمصر خلال الفترة من 1979 إلى 1989 رغم القطيعة من جانب الدول العربية.

الرئيس حافظ الأسد رئيس سوريا (1970ــ2000)

شخصية متحدثة لا يمل الحديث، عنده قدرة على الإطالة تستمر ساعة أو أكثر، حينما كنا نلتقى فردا أو وفدا أو مع الرئيس، كان الحديث كله له، يتكلم عن التاريخ الإسلامي وعن الحكم العباسي والفاطمي والمملوكي والتاريخ الحديث. الكل يسمع ما يقول ويكرر ولا يتوقف ولا أحد يسأل.

كان زعيما لحزب البعث السوري المصدر الرئيسي لحزب البعث العراقى الذى يمثل حكم الفرد بشكله الحقيقي حسب ما شاع عليه وعنه فى الكثير من دول العالم العربي، كان يحكم بحسم وشدة ولكن يبدو هادئا، غير أنه إذا استشعر شبهة خطر من أي من تجمعات المعارضة، يقضى عليها فورا من دون أن تسمع عنها من جديد.

ويكفى ما حدث فى مدينة حماة التى مثل أهلها تيارا دينيا معارضا، فقضى عليه فى يوم وليلة. والعجيب حينما كنا نجتمع مع المسؤولين السوريين على اختلاف مكانتهم، ونسأل عن هذه الواقعة البشعة، يقولون قولا واحدا، إن الشعب هو الذى قام بالقضاء على هؤلاء الخونة.

وللحق أقول، إننى التقيت بقيادات العالم العربى وأتيحت الفرصة لي أن أقابل بعض أفراد شعوبها. وأقول: إن الشعب السورى من أكثر الشعوب العربية قربا للشعب المصري.

الرئيس صدام حسين رئيس العراق (1979ــ2003)

شخصية حادة الطبع، صارمة كل الصرامة قولا وفعلا، لديه شعور قوي بالعظمة، ويرى أنه الزعيم الأوحد القادر على مواجهة أي أخطار تواجه العالم العربي، كنا حينما نقابله يذكر مصر بالخير، لأنه عاش فيها شبابه، ولكن لم يترجم هذا القول بالعطاء لمصر.

أذكر حينما كنا فى زيارة للعراق عقب المعركة الأخيرة المعروفة بالفاو بين العراق وإيران، وبعد أن سبقنا الأخ المهندس حسب الله الكفرواي، ليرى ما يمكن أن تقوم به مصر فى إعادة تعمير العراق، عاد غير راضٍ، حيث لم يعرض الجانب العراقى قدرا مناسبا لمساهمة مصر فى إعادة تعمير العراق، ثم كانت زيارتنا وتحدث الرئيس صدام وأطال فى ذكر كل الخير لمصر، وكنت والمهندس سليمان متولي والمهندس ماهر أباظة مع الرئيس نستمع دون مقاطعة، وانتهى الحديث دون الإشارة إلى مساهمة مصر فى تعمير العراق.

ولم أستطع السكوت وقلت بعد الاستئذان، إنني كمواطن مصري عربي، أحب أن أنقل رؤية تحدد العلاقة بين الشعب المصري والشعب العراقي. لا أتكلم عن مشاركة المصريين فى العراق مع إخوانهم العراقيين أثناء الحرب التى طالت سنوات، شارك المصريون فيها مباشرة وفي تحمل همومها مما يؤكد مدى الحرص على مساندة الشعب العراقي، لم يترك المصري داره مثلا فى جنوب الوادي حاملا فأسه لزراعة الأرض فى البحيرة أو الشرقية أو الغربية، ولكن الغريب أنه أتى إلى العراق وحمل الفأس وزرع فى أرض العراق، مع أنه اعتاد ألا يزرع إلا أرض مصر. لهذا يقول المصريون اليوم: لماذا لا نشارك فى تعمير العراق بالقدر الذى يتناسب وعلاقاتنا وقدرنا المشترك؟!

صمت الرئيس صدام، ولم يرد إلا بابتسامة خفيفة، وأشار بيده لأحد المساعدين، وقال: لنذهب إلى قاعة الغداء.

ونحن على مائدة الغداء، قلت في نفسي، ما قلته كان لا بد وأن أقوله، فكيف نساهم ونشارك فى الدفاع عن العراق، وحينما يأتي الوقت الذى يحق لمصر أن تحصل على عائد لشعبها، نواجه بهذا التعامل.. لا أملك إلا أن أقول لك الله يا مصر.

لكن بعد أسبوع طلبني السفير العراقي سمير نجم بالقاهرة لأسافر لزيارة العراق.. وفعلا سافرت وقابلني الرئيس صدام، وطال الحديث لنحو الساعة عن العالم العربي والدولي، وتناول الحديث من جانبه التأكيد على حب مصر وشعبها، كما تناول الشأن العربي وكان به الكثير من القوة والعنف والقليل من السياسة.

العقيد معمر القذافى رئيس ليبيا (1969ــ 2011)

شخصية تحمل كل المتناقضات، الذكاء والغفلة والصمت والثرثرة، القول فى بداية الحديث ونقضه فى نهايته. كان تكرار لقائي معه كثيرا وكان حديثه دائما يبدأ بالهجوم على أمريكا، يصب عليها غضبه وشتائمه، ولعل ذلك مصدره أساسا ما قامت به الطائرات الأمريكية فى عهد الرئيس ريجان من هجوم على منزله، وقتل أحد أفراد أسرته بـ'التبني'.

كان هجومه على أمريكا وأيضا على دول الخليج فى كثير من الأحيان غير منطقي.. وعادة بعد السب والهجوم، ينتقل بحديثه من موضوع إلى آخر وينطق فى بعض الأحيان بألفاظ أو بكلمات بدوية، يصعب فهمها. ولم ألحظ فى أي مرة أنه بدأ موضوعا وأتمه أو انتهى منه قبل أن يفتح موضوعا آخر.

وأذكر أنه فى زيارة من الزيارات كان مفترضا أن يحضر عشاء فى قصر عابدين، ولكن قبل الموعد بقليل طُلب منى أن أذهب فورا إلى القصر لألتقى الرئيس القذافى. ولا أعلم لماذا، وحينما ذهبت ودخلت وجدته جالسا منفردا ينظر إلى سقف الحجرة، وألقيت عليه السلام، وأشار بيده من دون أن يشير علي بالجلوس، ولكنى جلست، وكان حوارا يدعو أن أذكره بقدر ما أستطيع بالتفصيل، ولكن يكفي ما يأتي:

قال: هل قرأت الكتاب الأخضر؟

فقلت مجاملا: نعم.

قال: هل تعلم شيئا عن النهر العظيم؟

قلت: نعم..

قال: هل توافق عليه؟

قلت: يا سيادة الرئيس لقد بدأ المشروع وأشرف على الانتهاء وهناك لجنة استشارية برئاسة رئيس الوزراء وهو كان من قبل وزيرا للري فى ليبيا و...

فقال: كفى كفى.

ثم قال: أنت بتعمل إيه؟

قلت: أنا باشتغل رئيس وزراء، ورئيس الوزراء بيشتغل فيما هو متعلق بشؤون الأمة في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة الأمن والسياسة، وبدأت أشرح له المزيد، وكان السؤال فى نظري لا يستحق أن يطرح، ولكن كان علىّ أن أجيب، وكان حرصي فى الإجابة أن تكون بسيطة وأن أرسل له رسالة بأن مصر أنجزت كذا وكذا.

فقال: خلاص.. خلاص..

وانتهى اللقاء!

أذكر له اجتماع جامعة الدول العربية الطارئ بالكويت فى أغسطس سنة 1990 بشأن الموافقة على الدعوة إلى التدخل العسكرى بقيادة وباشتراك الولايات المتحدة لتحريرها والتى انتهت بالتصويت بموافقة 11 دولة عربية من 20 دولة، وكان للقذافي رد فعل حاد، حيث ترك القاعة وجلس خارجها شديد الغضب.

ولكن ما موقف القذافي من مصر وشعبها؟ أجيب وأؤكد أنه كان يركز أساسا على علاقته بالرئيس وأجهزته الأمنية حفاظا على نفسه، أما غير ذلك فلم يكن محل اهتماماته، ويكفي أن أعطي مثلا، في عامي 1970و1971، اقترضت مصر 50 مليون دولار أمريكى فى العام الأول و50 مليون دولار أمريكي فى العام التالى.. وهذا الدين تم بما يعادله بالذهب حينذاك، لهذا عندما تقرر خفض الدين الخارجي على مصر عام 1991 بنسبة 50 ?، والتنازل بالكامل من بعض الدول العربية عن ديونها على مصر والمقدرة بنحو 7 مليارات دولار، تبين أن دين ليبيا السابق 100 مليون دولار وصل إلى نحو 365 مليون دولار، وقد تنازلت الدول العربية (السعودية والإمارات والكويت) عام 1991 عن ديونها، ولكن لم تتنازل ليبيا. وكلما نطلب مذكرة التنازل عن هذا الدين، كان الرد دائما من القذافي ورجاله، ما يفيد بأن اللجنة الشعبية ستقرر ذلك قريبا.

وفي زيارة لليبيا فى أبريل 1998، مع الرئيس، وكانت العادة العودة فى ذات اليوم لمثل هذه الزيارات، ولكن أصر القذافي على المبيت.

وفى الليل طُلب أن تُعقد اللجنة الوزارية المشتركة برئاسة كل من رئيسي الوزراء للدولتين، وكان رئيس الوزراء الليبي هو وزير الري السابق والمسؤول الأول عن مشروع النهر العظيم.. المهم لم أوافق فى تلك الليلة على اجتماع اللجنة إلا إذا تسلمت مذكرة موقعة من وزير المالية الليبي (محمد بيت المال) تؤكد التنازل عن الدين، وبقيت طوال الليل فى بهو الفندق ومعي اللواء عمر سليمان والمهندس سليمان متولي والدكتور محيي الغريب ولم يأت وزير المالية الليبي إلا فى الصباح وتم التوقيع.

ياسر عرفات (رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية 1994ــ2004)

واسمه محمد ياسر عبدالرؤوف عرفات القدوة الحسيني، وكنيته أبوعمار، فلسطيني مصري المولد.

تولى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية فى عام 1969، ثأئر دائما من أجل بلده ضد المحتل.

كرس حياته من دون كلل لقيادة النضال الوطني، مطالبا بحق الفلسطينيين فى أرضهم.

وقاد هذا العمل من داخل فلسطين، ولم يَفُتْ فى عضده عدم بقائه حينا من الزمان فيها، فقاد الكفاح من خارجها حتى عاد إليها من جديد. وكان له فضل الاعتراف بدولة فلسطين على أرض غزة والضفة الغربية واقترب من تحقيق هذا الهدف إلى أن وافته المنية. فترك الأمر لمن جاء بعده.

قابلته عشرات المرات منفردا أو مع بعض رفاقي، وكان يذكر فى حديثه دائما، تخلّي الغرب وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية عن حق الفلسطينيين فى أرضهم، ولم يقتصر هذا التخلّي على الغرب ولكن شمل بعض الدول المجاورة، ووصل الأمر إلى تخلّي بعض رفاقه عنه.

مهما اختلف التقييم لهذا الرجل، لا أحد ينكر أنه عاش ومات من أجل قضيته العادلة، قضية شعب فلسطين، كما عاش محبا لمصر، يعترف لها دائما بالتضحية والوفاء والدأب لمساندة فلسطين وشعبها.

إلياس الهواري (رئيس الجمهورية اللبنانية 1989ــ1998)

نموذج من الساسة اللبنانيين الذين يعرفون قدر مصر ويعلمون أن فى قوتها قوة العرب جميعا وأنها الشقيقة الكبرى التى تعطي قوة أكبر للشقيقة الصغرى لبنان. وهو شخصية هادئة مثقفة تعرف جيدا أقدار الشعوب والقادة العرب وغير العرب، قال عند لقائه قولا لا أنساه 'لا أتحدث عن مصر، مصر بقامتها تتحدث عن نفسها'، ولقد منحني وسام الأرز الوطنى (رتبة الوشاح الأكبر).

أذكر له تصرفا سياسيا، أراد به أن يخاطب العالم كله، حيث كان فى لقاء مع الرئيس حافظ الأسد وكان فى دمشق، وطلب العماد إميل لحود ليقول له على الملأ مبروك أنت أصبحت رئيس جمهورية لبنان، كان يريد أن يعرف العالم إلى مدى تتدخل سوريا فى الشأن اللبناني!

زرت بيروت فى أبريل 1998، وكانت الزيارة الأولى لرئيس وزراء مصري، لهذا قوبلت بالحفاوة وشعرت بمدى حب الشعب اللبناني لمصر وشعبها ومدى تقديره للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لقد رفعوا وحملوا أعلام لبنان ومصر وصورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وصورتي بصفتي الضيف.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة