تتصاعد حدة النقاش في المجتمع على بعض المواضيع الخلافية بشكل يثير الخوف وترتفع وتيرة الحوار لدرجة تبادل الاتهامات والتخوين بين كافة الاطراف ، رغم ان الجميع يدعي انه يسعى لنظام ديمقراطي ويحترم الرأي والرأي الآخر .
المشاهدات التي نشاهدها في حوارات المجتمع تثير الشفقة والاستغراب من درجة الحدية فيها رغم ان اساس الاصلاح والتنمية هو الحوار البناء وتقبل الافكار والاراء المختلفة ومناقشتها باسلوب حضاري.
لذلك كان الملك اول من تنبه الى الخلل الحاصل في الية الحوار الحاصلة في المجتمع ، وحذر منها مرارا وتكرارا ، وقال حرفيا في ورقته النقاشية الاولى :
«إن الاختلاف لا يؤشر على وجود خلل، وليس شكلاً لانعدام الولاء، بل إن الاختلاف المستند إلى الاحترام هو دافع للحوار، والحوار فيما بين أصحاب الآراء المختلفة هو جوهر الديمقراطية، والديمقراطية هي الأداة التي تجعل من الحلول التوافقية أمراً يمكننا من المضي إلى الأمام».
بهذه العبارات لخص الملك دعوته لكافة الاطراف في المجتمع بالعودة الى الحوار البناء ، والابتعاد عن العصبية في النقاش ، وتبادل الاتهامات والتخوين التي باتت سائدة في الاونة الاخيرة ، فمنطق الرفض والتشكيك يسيطر على عقول المتحاورين .
فعند مناقشة التخاصية ، تتعالى اصوات المنددين بكل من يطالب بمراجعة التخاصية وايصال حقوق الدولة ، ويتهمون الطرف الاخر بانه ضد الدولة وتوجهاتها الاقتصادية .
وعند المطالبة باعادة تقييم برنامج التحول يتهم الطرف الاخر بانه يعمل على زعزعة بيئة الاستثمار ويهدم الانجازات التنموية التي تحققت.
واذا ما طالب البعض بتعديل قانون الانتخاب يتهم الطرف الاخر بالمحاصصة والاقليمية وان هناك قوى تسعي للسيطرة على المشهد السياسي في البلاد.
كل شي في البلاد قابل للنقاش وتبادل الاراء ، لكن المنهجية هي اساس الشكل الصحيح الذي يمكن للحوار ان يعزز هدف الارتقاء بالعملية الديمقراطية ، وصولا الى المعلومة الصحيحة التي تجيب على اسئلة مطروحة في الشارع .
لا يمكن لنا النهوض بالعملية الاصلاحية في البلاد في ظل سياسات التشكيك والمبالغة والتهويل والانعدامية المسيطرة على سلوكيات المجتمع ، وحالة فقدان الثقة بين اطرافه المختلفة .
المجتمع بامس الحاجة للبدء بحوار بين مختلف الجهات سواء اكانت الرسمية ام الاهلية من مؤسسات مجتمع مدني وقوى شعبية وحزبية كل لديه نظرة حول عملية الاصلاح ، فالحوار المنطقي هو وسيلة فاعلة لتحقيق التقارب بين هذه الاطياف المختلفة فكريا ، وهذا الاختلاف سيصب في مصلحة الوطن بالخروج برؤية توافقية تحظى بتوافقات بين اغلبية المجتمع.
وختاما نعود الى كلمة الملك في الورقة النقاشية التي قال فيها :»لنتذكر جميعا أننا كأردنيين وأردنيات إخوة وأخوات متساوون وفي مركب واحد، وأن وحدتنا وإخلاصنا لهذا البلد يسمو فوق كل اختلاف، سواء أكان في العرق، أو الأصل، أو الدين. ومن الضروري أن نعمل معا على توسيع دائرة الاحترام والثقة المتبادلة بيننا، وأن نبني عروة وثقى تجمع الأردنيين على أساس احترام الإنسان وكرامته»..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو