السبت 2024-12-14 06:31 ص
 

الذين يمارسون الإرهاب في المنطقة .. !

08:02 ص

الذين يجنحون نحو العنف و التطرف أو الذين يمارسون الارهاب، لا يفعلون ذلك-فقط- بأمر الهى يتصورنه خطأ، و لا بدافع ايماني يخولهم الدخول من خلاله الى الجنة، ولكنهم كغيرهم من الاشرار يمارسون ما عجزوا عن فعله سياسيا واجتماعيا بالادوات ذاتها التي يمارسها السياسي و المفكر المحسوبين على خط( الارهاب) المقنّع،أو المغطى بالسولفان، فالاختلاف –هنا- في الادوات فقط ...أما المضامين فواحدة ....وإن اختلفت التسميات و الاعتبارات .

اضافة اعلان


ان وضع ( الارهاب ) على مسطرة واحدة، ومحاكمته في أكثر من ارضية ومجال،مهما كانت التربة التي خرج منها او انتسب اليها، ومحاسبة كبار المحسوبين عليه ومواجهة تنظيماته مثل محاسبة من يقترفه من الصغار تجعلنا نواجه الحقيقة للمرة الأولى، وتخولنا من الانتصار عليه،وتضع بين أيدينا أهم الوسائل لاقناع الجميع بسلامة تصورنا للمشكلة، وقدرتنا على معالجتها وتطويق تداعياتها الخطيرة .


اذا لم نكن جادين بالاعتراف بهذه الحقيقة وفعل ما يلزم لمواجهتها، فان إطلاق «بعبع» الارهاب في المنطقة لا يمكن ان يفهم الا في سياق واحد وهو «وضع» اليد على المنطقة واعادة توزيع مناطق النفوذ فيها من جديد، من خلال «بث» الرعب فيها، وهو ما تحاول ان تفرضه الدول الكبرى التي ساهمت في «صناعة» الارهاب ووظفت جماعاته، وفي اطار ذلك يمكن ان نتصور مستقبل المنطقة التي ستخضع لحالة من الصراع بين ثلاثة مشروعات: اولها المشروع الايراني، والثاني المشروع التركي والثالث المشروع الصهيوني، فيما العرب غائبون عن الطاولة بلا مشروع، وهم بالتالي موضوع للنقاش والتقسيم ووظيفتهم الوحيدة «مكافحة» التطرف و الارهاب الذي دخل الى بلادهم على دبابات «الكبار» وحلفائهم في المنطقة.


هذا لا يعني –ابداً- ان خطر الارهاب لا يداهمنا فعلاً، وان كل ما يحدث في بلداننا من «استعدادات» تشريعية وامنية لمواجهته مجرد اوهام، لا أبداً،فقد تحركت فعلا «ماكينة» القاعدة وداعش ومعها المليشيات الايرانية بأجنحتها المختلفة لكي تخلط الاوراق في المنطقة كلها، صحيح ان «دوامة « العنف تحاول ان تملاً فراغ انسحاب «الديمقراطيّة» وأن ترد على حالة الاستبداد والظلم والفقر التي تأصلت في البلدان العربية التي انكسرت طموحات شعوبها في الحرية والكرامة، لكن الصحيح ايضاً ان الهدف الذي تسعى اليه جماعات العنف لا يتعلق ابداً بالديمقراطية ولا برغبات الناس في التحرر والعيش الكريم، وانما هدفها الاساسي اعادة عقارب الساعة الى الوراء، واستخدام «الناس» بكل مالديهم من قضايا ومشكلات لمواجهة الانظمة وتخويفها..وقتلهم باسم اقامة «دين « الله على الارض.


في هذا السياق الذي يبدو فيه ( الارهاب) بطل هذه المرحلة و الفاعل الاساسي فيها،يلاحظ ان موجة من التصريحات الغربية و الاسرائيلية تحديدا بدأت تدور حول ( تخويف) بلداننا من ( داعش)، كما يلاحظ أن مهمة مكافحة ( الارهاب) و التطرف أصبحت أولوية لدى معظم بلداننا العربية، زد على ذلك أن ثمة ( بروفات) تجري على الارض استعدادا لفرض الحلول الأمنية والعسكرية وطي صفحة الحلول السياسية نهائيا.


لنتذكر أنه تحت عنوان ( مكافحة الارهاب) احتلت أمريكا العراق ودمرت افغانستان، وخرج النظام السوري من ورطة ( الثورة) ليستمر بالقتل ويمسك بالسلطة بموافقة الدول الكبرى ومباركة القوى الاقليمية، وتصدرت اسرائيل المشهد لتكون الفائز الوحيد من « حروب» العرب ضد انفسهم، كل ذلك جرى باسم الحرب على الارهاب... وسوف تتكرر المشاهد في كل بلداننا العربية، فقد وجد الارهاب أصلا لكي يعيد رسم الصورة من جديد ... تماما كما كانت قبل (6) سنوات و ربما أسوأ.


استأذن في تقديم نصيحة اخيرة وهي ان من واجب من استحضر العفاريت والقرود ان يعمل على طردها بأي صورة، لان قتلها -ناهيك عن توظيفها واستخدامها- سيدفع مئات القرود والعفاريت الى الساحة ، وحينئذ لن يكون بمقدور احد ان يفعل اي شيء..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة