الرئيس المصري يغيب عن القمة الأفريقية لاعتبارات أمنية

الوكيل - غياب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن المشاركة في القمة الأفريقية، في جنوب أفريقيا المقررة يومي الإثنين والثلاثاء، 14 و15 حزيران / يونيو الجاري، بعد أشهر على قرار الاتحاد الأفريقي إعادة العضوية إلى مصر، أثار تساؤلات داخل الدوائر السياسية، وفي حين أكدت مصادر سيادية، أن الرئيس ألغى زيارته إلى جوهانسبرغ لاعتبارات أمنية.اضافة اعلان

وقالت المصادر الأمنية السيادية، إن وفد المقدمة المسؤول عن ترتيب الزيارة توجه إلى جوهانسبرغ، الثلاثاء الماضي، وفور وصوله إلى هناك لاستطلاع الترتيبات الأمنية الخاصة بالزيارة تبين أنه من غير المناسب سفر الرئيس السيسي إلى هناك، خاصة ومع خطورة الوضع الأمني في العاصمة جوهانسبرغ، حيث تعتبر من أعلى المدن في معدلات الجريمة على مستوى العالم.
وأوضحت المصادر، أن عددا من الوفود الرئاسية التي شاركت في مؤتمر القمة الاقتصادية الأفريقية بشرم الشيخ، الأسبوع الماضي، أعربت عن التوجه بعدم الذهاب إلى جوهانسبرغ بسبب ضعف تمثيل عدد كبير من الدول الأفريقية المشاركة في القمة الأفريقية بجنوب أفريقيا، حيث إن معظم الدول تشارك على مستوى رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية.
وأضافت المصادر، أن تمثيل مصر في هذه القمة، هو تمثيل رفيع المستوى، بمشاركة رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، وهو الرجل الثاني في الدولة، ولديه عدد من الأنشطة على هامش القمة، مؤكدة أن مصر لا تدخر جهدا في تدعيم علاقاتها مع دول القارة السمراء، في إطار سياسة مصر للعودة للعب دورها المحوري داخل القارة، وانفتاحها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا على كل دول القارة السمراء دون استثناء.
وأكدت المصادر، أن الرئيس السيسي وجد خارج مصر خلال الفترة الماضية بشكل متكرر، في ظل البحث عن استثمارات أجنبية وتوقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والفنية والعسكرية، وأن الرئيس خلال الأيام القليلة المقبلة، لديه ملفات داخلية مهمة يتابعها يوميا، ومن بينها متابعة إجراءات الاستعداد لحفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، وآخر مستجدات سير الأعمال الخاصة بالمشروع لافتتاح المشروع في السادس من شهر آب / أغسطس المقبل، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب.
كانت جماعة الإخوان المسلمين، انتقدت تكليف المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بالسفر إلى جنوب أفريقيا ورئاسة الوفد المصري بدلا من زيارة الرئيس.. واتهمت صحف ومواقع الجماعة على صفحات التواصل الاجتماعي، الرئيس بأنه يعيد مصر إلى العزلة الأفريقية بقراره عدم المشاركة شخصيا في القمة، وفسرت الجماعة قرار السيسي بعدم تلبية دعوة الرئيس الجنوب أفريقى جاكوب زوما لحضور القمة، على خلفية عدم مشاركة 'زوما' نفسه في قمة التجمعات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة التي عقدت في شرم الشيخ الأربعاء الماضي!
وزعمت الجماعة أن السيسي غضب أيضًا من جنوب أفريقيا بسبب تجديدها تحركاتها الساعية لتمثيل القارة الأفريقية في مجلس الأمن، برغم إعلان زوما سابقا دعم ترشح مصر لعضوية المجلس المؤقتة.
ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان مهتما بالحضور للقمة الأفريقية الـ25، لكن هناك ظروف داخلية تجعل الزعماء لا يستطيعون الحضور مثل قضايا مهمة في مصر، وعلى رأسها التطورات الاقتصادية والوضع الأمني، وهذا لا يقلل من اهتمام مصر بالقمة، والدليل مشاركة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء.
وحول ما ردده تنظيم الإخوان المسلمين، عن تقديم دعاوى قضائية أمام محاكم جنوب أفريقيا، لتوقيف الرئيس السيسي أثناء حضوره القمة، قال 'شكري' خلال لقائه مع الوفد الإعلامي في جوهانسبرغ: 'الرئيس ما كان يمكن أن يتعرض لما يتردد عن عملية توقيف حال حضوره، وأنا موجود ومحلب في جنوب أفريقيا والشاطر يجيلنا' .. وأضاف شكري: أن من يطرح مثل هذه الادعاءات والأكاذيب يعاني من يأس، لأنها ليس لها أي اهتمام. ولفت إلى أن الحديث حول الإرهاب سيكون خلال القمة، لكن موضوع الإخوان ليس محل إثارة في القمة ويتم التعامل معه بشكل داخلي في مصر، وسوف تشهد القمة مداولات بشأن قوة التدخل السريعة الأفريقية، وما تم حول شكلها وإمكانية تفعيلها في هذه القمة. رصد